مكة المكرمة - عمار الجبيري
رعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة يوم أمس ندوة دولية حول نظم الجودة والاعتماد في التعليم الجامعي التي تستضيفها جامعة أم القرى وذلك بمشاركة منظمة الايسيسكو ممثلة في اتحاد جامعات العالم الإسلامي وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية وذلك بقاعة الملك عبدالله التاريخية بالمدينة الجامعية بالعابدية.
وكان في استقبال سموه لدى وصوله إلى مقر الحفل مدير جامعة أم القرى الدكتور عدنان بن محمد وزان والمدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) الدكتور عبدالعزيز عثمان التويجري.
وقد بدأت الجلسة الافتتاحية للندوة بالقرآن الكريم ثم ألقى مدير جامعة أم القرى الدكتور عدنان بن محمد وزان كلمة عبر فيها عن شكره لسمو أمير منطقة مكة المكرمة على رعايته لهذه الندوة إدراكاً من سموه لأهمية مقاصد هذا الملتقى العلمي الذي تحتضنه جامعة أم القرى بمبادرة من الايسيسكو ممثلة في اتحاد جامعات العالم الإسلامي وتعاون مشترك مع جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.
وبين أن هذه الندوة ستعمل على ترتيب الأولويات لمسألة أساسية تخص صياغة خصوصيات المعايير الإسلامية الضابطة لمفهومي الجودة والاعتماد جاعلة مثل تعزيز التعاون بين الجامعات الأعضاء والاعتماد أهدافا في حد ذاتها وهذا ما يكسب الأهداف منحى عملياً جديراً بأن يؤتي ثماره ويحقق مقاصده.
وأكد أن ما تعانيه الكثير من مؤسسات التعليم الجامعي الإسلامي في مطلع الألفية الثالثة من عجز عن مواجهة التحديات وعلى رأسها تحديات العولمة والاستجابة لمتطلبات النهوض بالبناء الحضاري للعالم الإسلامي والعمل على الارتقاء بالأداء الأكاديمي والإداري إلى معايير الجودة ومستويات التميز والمنافسة العالمية يؤكد على ضرورة المبادرة إلى وقفة تأمل والعمل على دراسة العديد من مجالات تقييم الأهلية الأكاديمية لمخرجاته.
بعد ذلك ألقى المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) الدكتور عبدالعزيز عثمان التويجري كلمة أشار فيها إلى أن هذه الندوة هي أول ندوة تعقد في ضوء دليل الجودة والاعتماد لجامعات العالم الإسلامي الذي اعتمده المؤتمر الرابع لاتحاد جامعات العالم الإسلامي الذي عقد في الكويت العام الماضي، مؤكداً أن موضوع الندوة قائم على أسس وقواعد ثابتة ومستمداً من عدد من الإستراتيجيات التي تتوخى الوصول إلى أعلى درجات الجودة والاعتماد في الجامعات الإسلامية لتحقق النقلة النوعية التي تخرجنا من المستويات المتدنية التي تضعنا فيها التقارير الدولية حول الأداء الجامعي في العالم إلى مستويات التفوق والإبداع والمنافسة المتكافئة مع جامعات العالم التي هي اليوم المقياس الدقيق لتطور المجتمعات ولتقدمها ورقيها.
بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة كلمة عبر فيها عن سعادته بافتتاح هذه الندوة الدولية المهمة مرحباً بضيوفها الأكارم من الباحثين والدارسين والمشاركين.
وقال سموه: حسنا فعل القائمون على هذه الندوة باختيار نظم الجودة والاعتماد في التعليم الجامعي بالدول الإسلامية موضوعاً لها وحشد هذه النخبة المميزة لطرح رؤاهم وعرض تجاربهم وإتاحة فرصة التبادل النفعي بينهم من أجل الارتقاء بالأداء الأكاديمي والإداري والمالي وتحديد خصوصية المعايير الإسلامية الضابطة لعاملي الجودة والاعتماد في جامعات العالم الإسلامي.
واستشهد سموه بالحديث الشريف (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه) وهذا التوجيه الإسلامي يؤكد أن جودة الأداء لأي عمل يقوم به الإنسان منهج أصيل في شريعتنا الغراء وقد حفل ارثنا الحضاري العريق بتطبيق هذا المنهج حيث التزمه علماؤنا الأوائل باعتباره أمراً تعبدياً فتحقق لهم السبق والريادة في مناهج التعليم والتحقيق والبحث العلمي وقامت الحضارة الإسلامية العولمية على قواعد المعرفة وأصولها التي اهتدوا إليها بالجدية والإتقان والتي تشكل اليوم المرجعية الأم والرافد الأهم للتطوير والتحديث المعاصر.
وأكد الأمير خالد الفيصل حجم المسؤولية الملقاة على عاتق الجامعة لقيادة حركة التنمية في عالمنا تقتضي التحول من سياسة الكم إلى سياسة الكيف بالتزام الجودة منهجاً في كل منظومة عملها وتأصيلها على رأس القيم المستهدفة لشبابنا في مرحلة شديدة التأثير على تكوين القناعات وترسيخ السلوكيات ومن ثم يمكن تعميمها كثقافة مجتمعية عبر شبابنا الجامعي المتسلح بتلك القيمة ذات الأثر البعيد في تنمية المجتمعات.
وبين أننا أمام تحد يواجهنا في عالم يتنافس على الجودة وتضطلع فيه الجامعة بدور ريادي يقتضي الأمر مداومة النظر في استكمال جامعاتنا لأطر التنظيم الحديث من أجل مواكبة المعايير العالمية ومستجداتها وبما ينسجم مع الذاتية الثقافية الخاصة ويلبي متطلبات التنمية الشاملة ضمن منظومة تعاون وتكامل بين جامعات الاتحاد الإسلامي.
وعبر سموه عن شكره للحضور الكريم وللمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم واتحاد جامعات العالم الإسلامي وجامعة الأمير نايف العربية للعلوم الأمنية ولجامعة أم القرى التي تستضيف الندوة امتدادا لعنايتها واهتمامها بتأصيل المقاصد والمفاهيم للتعليم الإسلامي.
عقب ذلك كرمت جامعة أم القرى ومنظمة الايسيسكو سمو أمير منطقة مكة المكرمة وعدد من الشخصيات الجامعية وممثلي الجهات المتعاون على دعمهم لهذه الندوة.
من جهة أخرى قام الأمير خالد الفيصل يوم أمس بزيارة تفقدية لمحافظة الجموم والقرى التابعة لها وكان في استقبال سموه عند وصوله مقر المحافظة أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار ومدير شركة منطقة مكة المكرمة اللواء علي حباب النفيعي ومدير الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة الدكتور خالد ظفر ومدير إدارة التربية والتعليم بمنطقة مكة المكرمة بكر بصفر ومدير إدارة تعليم البنات بمنطقة مكة المكرمة حامد السلمي ومحافظ الجموم محمد بن عبدالعزيز القباع ورؤساء المراكز التابعة للمحافظة ورؤساء الدوائر الحكومية بها.
وفور وصول سموه أزاح الستار عن اللوحة التذكارية لمقر المحافظة بعد التوسعة الجديدة لها ثم استقبل أعضاء المجلس المحلي ومنسوبي المحافظة ورؤساء المراكز والقطاعات الحكومية بالمحافظة وأعيان وأهالي المحافظة واستمع إلى شرح عن الخدمات المقدمة والمشروعات والإنجازات التي نفذت والجاري تنفيذها.
ثم توجه سموه إلى قاعة الاجتماعات حيث ترأس اجتماع المجلس البلدي لمحافظة الجموم وقد استهل سموه الاجتماع بكلمة حث من خلالها الجميع على تقديم أرقى الخدمات للمواطنين وتيسير وتسهيل أمورهم في كل ما يحتاجون إليه كما ألقى محافظ الجموم محمد بن عبدالعزيز القباع كلمة عبر فيها عن شكره وتقديره لسمو أمير منطقة مكة المكرمة على زيارة سموه للمحافظة والالتقاء بأبنائها وأهالي المحافظة وتلمس احتياجاتهم والتعرف على متطلباتهم وتدشين سموه لعدد من المشروعات التنموية بها، مؤكداً أن زيارة سموه تجسد مدى اهتمام ولاة الأمر بأبناء هذا الوطن وتلمس احتياجاتهم والوقوف عن كثب على الخدمات المقدمة لهم في كافة مناطق المملكة.
وأشار القباع أن محافظة الجموم ستشهد عدداً من المشروعات التنموية في شتى المجالات وذلك بمتابعة من سمو أمير منطقة مكة المكرمة.
ثم شاهد سموه والحضور عرضاً مرئياً عن محافظة الجموم والمراكز التابعة لها، إثر ذلك دشن سمو أمير منطقة مكة المكرمة عدداً من المشروعات التنموية بمحافظة الجموم والمراكز التابعة لها والتي تخدم أهالي المحافظة ومراكزها ومن هذه المشروعات مشروعات تعليمية بلغت تكاليفها الإجمالية 52 مليون ريال ومشروعات بلدية بالمحافظة بتكلفة 146 مليون ومشروعات صحية بتكلفة قدرها 80 مليون ريال.
كما دشن سموه مشروعات الإسكان الخيري بمركز رهاط والبالغ عددها 700 وحدة سكنية بلغت تكلفتها 18 مليون ريال، كما دشن سموه مبنى الدفاع المدني وجمعية مراكز الأحياء ومبنى الجمعية الخيرية لتحفظ القرآن الكريم برهاط ومدركة بقيمة مليون و500 ألف ريال.
كما دشن سمو الأمير خالد الفيصل مشروع مبنى مركز التنمية الاجتماعية بوادي فاطمة والبالغ تكلفته 17 مليون ريال.
بعد ذلك توجه سموه لمقابلة الأهالي وأعيان المحافظة واستمع إلى متطلباتهم واحتياجاتهم، وفي الختام استمع سموه إلى قصيدة ترحيبية من أحد أبناء المحافظة عقب ذلك غادر سمو أمير منطقة مكة المكرمة المحافظة.