الثقافة حق مشروع للإنسان، فهي دفتر الماضي ولسان الحاضر ووثيقة المستقبل.. وهي في ذاتها مصطلح عائم يواجه الكثير من إشكالات التعريف، إلا أنها عملية تراكمية شاملة تشترط التكامل في بنائها وتنميتها ليحظى المجتمع بتنمية ثقافية حقة، تتيح الفرص للكل بالتساوي دونما تمييز لأنها ليست ذكراً ولا أنثى.

***

كثيراً ما يوجه المشهد الثقافي لدينا قضية التمييز بين الجنسين في قضايا الثقافة وبالأخص في مناشطها فتشتكي المرأة الإقصاء والرجل يواجه أصابع الاتهام بالإلغاء أو التحجيم. ولو فهم الجميع أن الثقافة ومناشطها ليست حكراً على أحد لحلت الكثير من الإشكالات التي لا تعدو كونها قضايا تنظيمية تحيلها الاتهامات المتبادلة إلى قضية إقصاء عن المشهد أو تجاوز وطغيان في الحضور على حساب الآخر واحتكار للمنشط.

***

الثقافة ومناشطها حق مكتسب مشروع للجميع؛ قد تحمل الكثير من قضاياه لدينا ما لا تطيق فيتسع الشق وتصغر الرقعة، ولو عدنا لعهد قريب يفترض أن نكون بمقاييس التقدم والتحضر تجاوزناه لوجدنا أن القضية أصغر من أن تحمل سوء الظن أو خيوط الريبة، فليس عدلاً أن يُتهم شخص طالب بحقه في الحضور الثقافي بتهم تكال عليه بأن له مآرب أخرى.

***

نصبوا لذلك اليوم الذي نجد فيه أنفسنا قد تحررنا من عقدة السؤال الممل: هل أعطيت المرأة حقها أم لا في الحضور الثقافي؟ وأن نتجاوز هذا الأمر وننشغل بنوعية المعطى وجودته دون تذكير ولا تأنيث.