يتنامى دور المرأة السعودية في الحياة العامة وتتعاظم مشاركتها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في شتى الأوجه، ويساعدها في ذلك ما وفرته الدولة -حماها الله- من تجهيزات وبنية أساسية تتلاءم مع الخصوصية التي تنشدها المرأة السعودية في مختلف القطاعات، وهو ما ينسجم مع عاداتنا وتقاليدنا النابعة من الشريعة الإسلامية، وهو النهج الذي حرص عليه مؤسس هذا الكيان الكبير الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وسار على نهجه أنجاله الأبرار- حفظهم الله-، وتغمد من رحل منهم بواسع رحمته.
وفي عهد خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه - تفتحت الآفاق على مختلف المستويات لتنمية الاقتصاد، والارتقاء بالخدمات وامتلاك ناصية التقنية وسجلت مملكتنا الحبيبة الحضور المتمكن على الصعيد الإقليمي والدولي لما لها من ثقل اقتصادي وسياسي، مكانة دينية في قلوب جميع المسلمين، وفي إطار هذه النهضة التي بدأت أبعادها تتكشف، وملامحها تتضح، وثمارها تقطفن تقف المرأة أمام نقلة حققية على أكثر من صعيد، وهي تحظى بالرعاية والاهتمام من لدن قيادتنا الرشيدة - أيدها الله - وهذا يمهد الأرضية التي تحتاجها المرأة السعودية لكي ترمي بكل ثقلها الفكري والعلمي والمالي للإسهام في بناء الوطن ابتداء من تربية الأجيال داخل البيوت، ومتابعتهم لتحقيق النجاح عبر مراحل التعليم المختلفة، وانتهاء بتفوقها طالبة، وأما زوجة ومعلمة وطبيبة وسيدة أعمال وموظفة وعاملة، ومن الأشياء التي تسهل عمل المرأة في بلادنا توفير الخصوصية التي تجعلها تنتج وتبدع وتعطي بكل حرية دون تدخل الرجل، ومن البديهيات أن دولتنا الرشيدة منذ عهد المؤسس - رحمه الله - تحظى بالخصوصية التعليمية، والوظيفية والعلاجية وغيرها من ضرورات الحياة التي تتوفر للمرأة لدينا ما لا تتوفر لأي امرأة في العالم أجمع.
ومنذ حوالي شهرين تقريباً كشفت وزارة الصحة عن دراسة لإنشاء مستشفيات نسائية 100% تتماشى مع عادات وتقاليد المجتمع السعودي حيث إن اللجنة المشكلة لهذا الغرض اقترحت أن تبدأ التجربة في مستشفى النساء والولادة في مجمع الرياض الطبي لأن غالبية العاملين فيه من النساء وفقا لما نقلته صحيفة الحياة على لسان المدير العام للمستشفيات بوزارة الصحة الدكتور علي بن قاسم القحطاني هذه الخطوة المباركة لاشك أنها تدعم توجه الدولة وتلبي طموحات النساء وتشجعهن للعمل في هذا القطاع وتزيل المفهوم الخاطئ وتحفظ البعض للعمل فيه مما سبب الكثير من الإشكاليات الاجتماعية، وفي ظل الوضع الجديد ستزول كل تلك الرواسب وسيجني المجتمع ثمار ذلك على أكثر من صعيد.
وفي العاشر من ربيع الأول لهذا العام افتتح رسميا أول فندق للنساء في الشرق الأوسط في العاصمة الرياض، وجاء في بيان الفندق الذي تناقلته وكالات الأنباء أن الأمير سلطان بن سلمان الأمين العام للهيئة العليا للسياحة افتتح فندق (وسبا لوذان) بحضور الأمير تركي بن محمد آل سعود ممثل مجلس إدارة (لوذان) هذا الحديث يعزز التوجه نحو توفير الخصوصية النسائية، ويأتي في إطار نهضة المشاريع السياحية وبالأخص النسائية، ويوفر مكانا محددا يقدم خدمات متميزة للمرأة ويضمن لها الخصوصية والراحة، ويدعم المشروع المسؤولية الاجتماعية تجاه المرأة ودعم مشروعاتها وتلبية متطلباتها، ويذكر أن سيدات الأعمال السعوديات كن يعانين كثيرا من انعدام الخصوصية في لقاءات نظيراتهن الأجنبيات، ووجود مثل هذا الفندق يفتح أمامهن آفاقا رحبة للحركة والنشاط وإيجاد برامج خاصة بكل حرية ودون قيود، كما كان الحال في السابق، كما يساعد ذلك سيدات الأعمال والسائحات الأجنبيات اللاتي كن يتحفظن كثيرا تجاه خصوصية المجتمع السعودي، ويتيح لهن المجال رحبا من خلال الإقامة في الفندق وعقد اللقاءات والفعاليات والمناشط الخاصة بالمرأة بكل ما تحمل كلمة الخصوصية من معنى.
وإذا أضفنا هذه المنجزات المتلاحقة إلى ما سبق أن حظيت به المرأة السعودية من مكاسب، وما وجدته من رعاية واهتمام متواصل فإننا ندرك ببصيرة أن المرأة لدينا تقف على أعتاب مرحلة جديدة، ستصحبها بإذن الله انطلاقة تواكب هذه النقلة على كافة المستويات العلمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والإبداعية والتربوية وغيرها من ميادين الحياة التي تستطيع المرأة أن تعطي من خلالها، ليكتسب إسهامها المزيد من الوضوح الفاعلية لكونها عنصرا مهما في المجمع لابد من تفعيل دوره لما فيه خير الوطن حاضراً أو مستقبلاً.
حفظ الله بلادنا ومواطنيها وخيراتها في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزير الدفاع والطيران والمفتش العام - حفظهما الله - وأدام نعمة الأمن والاستقرار والوفرة على بلادنا الطيبة أنه سميع قريب مجيب.