أوضح صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أهم المبادئ الأساسية لقيام الكيان السياسي لأي أمة، كما تطرق سموه الكريم إلى العديد من الإنجازات التي تحققت في مكة المكرمة لما لها من المكانة المكانية والتاريخية لهذه البقعة المباركة من الوطن الغالي، مشيراً سموه إلى ما حظيت به مكة من أهمية في نفس الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله لما لها من أهمية سياسية ودينية على مر العصور إضافة لكونها قبلة العالمين العربي والإسلامي وما شهدته من تطورات عبر قرون من الزمان..
لقد قام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز بدور بارز ومهم في سرد الأبعاد الإنسانية لبناء هذا الكيان السياسي المترامي الأطراف وبأسلوب بسيط قلما تجد له نظير في الطرح والتحليل لمجريات الأحداث التي عاشتها المنطقة العربية والإسلامية بوجه خاص.
مثبتاً أوضح الدعائم الأساسية لاستمراره وتقدمه وبأنه كيان قام وما يزال على أساس التوحيد والعدل وهو معنى شامل يضم في جنباته أهم القوانين التي جاء بها الدين الإسلامي وما أكدت عليه سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم في تحقيق العدل والمساواة وضمان الحقوق للعباد لتتحقق إرادة الله في خلقه لبني آدم على أرضه هذا المبدأ السامي في الحكم الذي أرسى دعائمه الملك عبد العزيز رحمه الله وكيف كان يوصي به أبناءه ويؤكد عليه في توجيههم باتباع منهج العدل وحسن التعامل مع الجميع..
لقد كان لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز حضور خاص وكعادته ابتدأ محاضرته التي أوجز فيها وبأسلوبه السلس والمحبب للجميع جانباً مهماً من سيرة الملك المؤسس متحدثاً عن أهم سماته وفضائله، مستشهداً بعدد من المواقف الإنسانية والسياسية في شخصيته رحمه الله وكيف استطاع أن يجعل من عارضه يأتيه طوعاً معتمداً أسلوبه السياسي الحكيم الذي عرف به وقدرته على جمع الصف بين أبناء الوطن الواحد، وهو ذات الأسلوب الحضاري الراقي في التعامل مع الذات الإنساني والذي تقوم على أساسه دولة قوية ذات مبادئ قويمة بعيدة عن فرض النفوذ بالقوة وبسط السطوة، ومما لا يجعل مجالاً للشك بأن الملك المؤسس رحمه الله صاحب حكمة وحنكة مكنته من بناء كيان سياسي مترامي الأطراف ومتعدد الأطياف وقد مرت عليه قرون طويلة من عدم الاستقرار وعدم الأمان وكيف استطاع التغلب على تلك الصعوبات وتذليل كل العقبات معتمداً مبدأ الكتاب والسنة بعيداً عن القومية والعصبية والتي أثبتت فشل تجربتها للدول التي اعتمدتها في قيام كياناتها السياسية، مما جعل من المملكة مرهوبة الجانب من جميع أعدائها والذين أرادوا من الإسلام غطاءً لتمرير مخططاتهم لهدم الإنسان ودعواتهم للتحرر من الدين ومبادئه، جاهلين أن الوسطية هي مبدأ ديننا بعيداً عن الإفراط والتفريط.. إن الأبعاد الديمقراطية في الحياة العملية والأسرية التي عاشها الأمير سلمان بن عبد العزيز وجميع أبناء الملك عبد العزيز رحمه الله أعدت منهم جيلاً قادراً على تحمل زمام المسؤولية متطلعاً إلى حقيقة المراكز القيادية التي يتولاها وهذا ما لا يختلف فيه أحد من الناس لتأتي الأعمال تراكمية الإنجازات فتتواصل مسيرة بناء الدولة منذ التأسيس وحتى يومنا الحاضر ما يعكس قوة الروابط الأسرية وتماسكها القوي تلاحماً وتعاوناً من أجل رفعة البلاد وتقدمها.
ولصاحب السمو أمير منطقة الرياض دور فعال في قيام العديد من الإنجازات في مجال البناء والتنمية الوطنية الشاملة في الدولة، وما تولي سموه منصب إدارة دارة الملك عبد العزيز إلا خير شاهد على ما يقوم به من أعمال لما تشغله من أهمية علمية لكونها صرحاً أكاديمياً عريقاً بمادته العلمية وغنياً بوثائقه التاريخية المخطوط منها والمصور وما يمثله ذلك الصرح من إنجاز حضاري يرصد من خلاله أبرز مراحل تطور وبناء الدولة ليكون مرجعاً لجميع الباحثين في تاريخ البناء السياسي للدولة وما إعلان سموه عن إنشاء (مركز تاريخ مكة المكرمة) إلا توثيق من سموه على مكانة مكة التاريخية لكونها أرضاً مقدسة انطلقت منها أهم القرارات وفيها تشكلت معظم الهياكل السياسية للدولة وما جاءت به من تطورات تماشت مع تطور الركب الحضاري للأمم المتقدمة وفق مبادئ الدين الإسلامي.. لقد نال صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وبجدارة شهادة الدكتوراه الفخرية للآداب والعلوم الإنسانية تقديراً لما يقوم به من جهود خدمة للوطن وتاريخ الإنسانية..