مع مسك الختام لفعاليات المسابقة هذا المساء، وتكريم الفائزين من قبل راعي الجائزة، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - لا تنطوي صفحة هذا العام، ولا يسدل الستار على نهاية المسابقة، بل نطوي صفحة من عقد كامل قطعت فيه المسابقة عشرة أعوام من عمرها المديد بإذن الله.
ونحن نحتفل بهذا اليوم في تكريم الفائزين، فإن فرحتنا مضاعفة، ونحن نرى المسابقة تزداد كل يوم، وتكبر في الاهتمام والمتابعة، وأساليب العمل وتطويرها، ولقد عايشت - بفضل الله - هذا التطور، وكان لي شرف العمل في خدمة أهل القرآن منذ انطلاقتها الأولى، ورأيت ما طرأ عليها من تطور، حتى أضحت أمنية لكل منتسب لجمعية تحفيظ القرآن الكريم، ومدارس التحفيظ في المشاركة والتنافس الشريف، ورأينا ثمار هذه المسابقة خلال سنين قصيرة، فقد أصبح الفائزون ببعض فروع الجائزة أعضاء محكمين في لجان التحكيم في مسابقات دولية، بعد أن تم تهيئتهم لذلك عبر دورات متخصصة في مشايخ وقراء. وكذلك الحال بالنسبة لارتفاع مستوى التنافس داخل المناطق نفسها؛ لأن كل جمعية تريد إثبات وجودها وتفوقها، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل تجاوز ذلك إلى الطلاب، فكل متنافس بقدر حرصه على الفوز بالجائزة يرغب في أن يمثل المملكة في المسابقة الدولية، وعلى رأسها مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم.
والمسابقة المحلية أصبحت أنموذجاً يُحتذى به في بعض بلدان العالم الإسلامي، فقد سعدت لجان المسابقة لزيارة عدد من الوفود الإسلامية الذين رغبوا في الاستفادة من خبرات الوزارة في المسابقة المحلية، ونظامها وإجراءاتها، بل حتى على المستوى المحلي فقد أضحت كل جمعية لتحفيظ القرآن الكريم، وكل إدارة تعليم للبنات تقيم منذ عشر سنوات مسابقات محلية داخلية، تؤهل للمنافسة والمشاركة في مسابقة الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وكل هذا من ثمار هذه الجائزة المباركة.
وإلى أن نلتقي في مسابقة قادمة، ونحتفل بعقود مماثلة من عمر المسابقة -بإذن الله-، نستودعكم الله، والله نسأل لصاحب الجائزة العون ودوام التوفيق، وأن يبارك في سموه، ويجزل له الأجر والمثوبة، ويمده بالصحة والعافية.
alomari 1420@yahoo.com