حملت مبادرة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- لحوار بين الأديان السماوية عدة مضامين مهمة تلتقي جميعها عند شخصية هذا القائد الفذ الذي يسعى دائماً لخدمة دينه ووطنه وشعبه من منطلق فلسفته التي تنبع من كونه مسلماً ينهج الوسطية الإسلامية في كل شؤون حياته.
لقد تركت هذه المبادرة المهمة أثراً كبيراً على الساحة العالمية وذلك لكونها مبادرة ذات صلة بالأديان السماوية والتي لطالما كانت تلك المفاهيم المتعصبة حولها تضع الحواجز أمام كل ما من شأنه خلق أجواء إيجابية للتعايش بين أبناء كل ديانة حتى أضحت العلاقة بين أنصار كل دين قائمة على الحقد والتشدد الذي نتج عنه العنف والفتن وعدم الاستقرار في العالم.
الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومن خلال هذه المبادرة يصنع تاريخاً سيبقى على مر العصور ونحن نرى القيادات الدينية في كل أنحاء العالم وهي تجلس على طاولة حوار واحدة لكي تذيب تلك الحواجز التي تم زرعها فيما بينها والتي نبع كثيراً منها بفعل التشدد الديني الأعمى.
نعم إن الإنسانية وحقوق البشر والعدل والمساواة ونبذ العنف والدعوة إلى الخير كل ذلك قواسم مشتركة بين الأديان السماوية وهذا ما يجعل الحوار بين تلك الأديان أمراً مطلوباً.
فكانت الحاجة إلى شخصية بحجم خادم الحرمين الشريفين ليعلن عن مبادرة يكون من شأنها جعل تلك القواسم المشتركة بين الديانات السماوية سبباً لجمع شتات العالم واتحاد الزعامات الدينية لكي تتفق بما يكون فيه صالح الإنسانية ويكون من شأنه الحد من مستوى العنف في هذا العالم والذي نرى جميعاً مدى زيادة حجمه بشكل مخيف ينبئ عن قدوم مرحلة خطرة من العنف في العالم.
لقد وجدت مبادرة خادم الحرمين الشريفين إلى قيام حوار بين الأديان السماوية ترحيبا كبيراً لدى الأوساط العالمية والتي اتفقت جميعها على أهمية هذه المبادرة وضرورة تنفيذها حيث قال رئيس لجنة حوار الأديان دافيد روسن: (اليد الممدودة تجاه المسيحيين واليهود ينبغي مقابلتها بالمصافحة). كما قال المحلل السياسي الدكتور موريس جوانز: (إذا كان بمقدور أحد القادة إنجاز أمر السلام فإن الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو القائد الأقدر على فعل ذلك).
إن هذا العصر المليء بالمتغيرات يستوجب علينا مسايرته وهذه المسايرة تتعارض مع الانكفاء على الذات والاعتقاد بأنه بمقدور أي مجتمع أن يعيش بمعزل عن العالم.
إن ديننا الإسلامي جاء من أجل الإنسانية وهذه الإنسانية تستحق أن يعمل من أجلها وأن تراعى حقوقها بعيداً عن تعصب ديني أو مذهبي ينبع من تشدد أعمى ذهب بالبعض إلى الاعتقاد بأن غير المسلم هو إنسان يستحق الموت والقطيعة.
إن خادم الحرمين الشريفين ومن خلال هذه المبادرة يعطي للعالم أجمع درساً في الوسطية التي دعا إليها ديننا الإسلامي الحنيف.
امض أبا متعب كما عهدك شعبك رجلاً غيوراً على دينك وشعبك وملكاً للإنسانية حظي باحترام وتقدير العالم بأسره.
fauz11@hotmail.com