كشفت التحقيقات والأبحاث التي قامت بها جهات ثقافية وسياسية في الدنمارك، أن قضية الرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها الصحف الدنماركية ثم أعادت نشرها بعد ذلك، كانت مخططاً لها منذ وقت طويل من قبل عملاء الموساد الإسرائيلي، وأن هدف الإسرائيليين ليس فقط الإساءة إلى نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم، بل قطع الطريق على أي تفاهم إسلامي مسيحي، وذلك من خلال تأجيج الصراعات، وحتى الصدامات بين الدول الإسلامية والدول الغربية. فالإسرائيليون يعرفون أن الإساءة لنبي المسلمين سيؤجج الاحتجاجات في الدول الإسلامية، وربما تذهب الاحتجاجات إلى أبعد من ذلك باستهداف رعايا الدول الغربية. وهو ما حصل فعلاً إبان النشر الأول للرسوم الكاريكاتورية، وأن الاحتجاجات التي شملت مقاطعة اقتصادية شاملة للبضائع الدنماركية، سيتبعها حتماً ردود فعل مضادة في الدول الغربية من خلال تصوير الأمر وكأنه دفاعاً عن حرية الرأي في المجتمعات الغربية، وهو ما حصل فعلاً، حيث (سقط) في الفخ الصهيوني وزراء ومسئولون في الدول الغربية، مما أثار الشارع الإسلامي واعتبره نهجاً وسياسة غربية معادية للإسلام، مما وسع الخلافات وأجج الصراع بين المسلمين والمسيحيين، وهو ما يريده ويعمل له الصهاينة سواء من عناصر وعملاء الموساد الإسرائيلي المنتشرين في أوروبا وأمريكا أو من أصدقاء إسرائيل الذين يأتمرون بأمرها وينفذون تعليماتها, مثلما حصل عندما بدأ نشر الرسوم الكاريكاتورية في الدنمارك من خلال محرر ثقافي إسرائيلي، وهو عنصر من عناصر الموساد مزروع في الصحافة الدنماركية.
واختيار الدنمارك لزرع هذا العميل الصهيوني جاء بعد دراسة لواقع المجتمع الدنماركي قليل التدين، والموغل في الإباحية والعلمانية، ولا يعرف التأثير المدمر لممارسة الحرية غير المسئولة. ولهذا فقد استغل الموساد وأصدقاء إسرائيل هذا الجهل في قدسية الأديان والملحدين لبدء (معركة) صراع الأديان بين المسلمين والمسيحيين.
وقيام الإسرائيليين بهذا العمل لم يأتِ اعتباطاً أو عفوياً، إذ جاء هذا التحرك للحد ولوقف التقارب والتفاهم بين القيادات الإسلامية والمسيحية الروحية والسياسية، خاصة بعد لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وبابا الفاتيكان، ولقاء العلماء المسلمين بنظرائهم المسيحيين وزيادة الاهتمام بقضايا المسلمين الذين أصبحوا يشكلون قوة مؤثرة في أوروبا، إذ يأتون في المرتبة الثانية بعد المسيحيين في هذه القارة.
تخوف الإسرائيليين والصهاينة وقلقهم من تفهم الأوروبيين وإقبالهم على الإسلام وتنامي الحوار بين المسلمين والمسيحيين أثار حنق سفرائهم، وهو ما أظهره السفير الإسرائيلي لدى الفاتيكان (عوديد بن هور) الذي دعا الأوروبيين لخلق (حياة جحيم) للمسلمين الموجودين في أوروبا.. منتقداً ما وصفه (بسلوك الإيطاليين والأوروبيين المتساهل الذي يشبه سلوك النعامة في تعاملهم مع المسلمين)..
ونقلت وسائل الإعلام عن السفير اليهودي قوله في محاضرة ألقاها في الجامعة الأمريكية بروما: (للمسلمين أجندات مختلفة، وقد بدؤوا بالتحول إلى تهديد حقيقي للسلام والديمقراطية في أوروبا) -على حد زعمه.
يأتي ذلك في وقت يجتمع فيه قرابة (200- داعية ومفكر) يوم الخميس المقبل في ندوة (الأدب والفن في خدمة الدعوة) التي تنظمها الندوة العالمية للشباب الإسلامي في مقر الأمانة العامة بالعاصمة (الرياض). وسيناقش الحضور تأصيل الأدب والفن المعاصر وربطه بالقيم الإسلامية والبحث عن مجالات توظيف الأدب والفن في خدمة الدعوة الإسلامية، وتقدم نماذج تطبيقية من واقع التجارب المعاصرة في المجال الأدبي والترفيه ودورها في التعريف بالإسلام ونشر القيم والمفاهيم الإسلامية السمحة.
خبث إسرائيلي كشف عن نفسه من خلال ممثل الكيان الصهيوني في الفاتيكان، الذي لا يريد أن يفتح المسلمون نافذة في الجدار الذي إقامة الصهاينة لحجب المعرفة عن عظمة الإسلام.
jaser@al-jazirah.com.sa