أصبح المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية تأصيلاً ثقافياً خلال العام على مدى ما يقارب ربع قرن ومناسبة اجتماعية على مستوى الوطن تترجم العلاقة الوطيدة بين القيم الثقافية الحاضرة والإرث الحضاري المتكون على مر تاريخ الدولة السعودية ما يعكس أصالة الإنسان السعودي ودوره في صياغة الحاضر المتطور على أسس تاريخية إسلامية عريقة.
ولقي المهرجان بسبب الاهتمام والرعاية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- صاحب هذه الفكرة الرائدة التي انطلقت عام 1405هـ النجاح في أن يكون حاضناً للذاكرة الشعبية ومعبراً يلقى اهتمام المجتمع المحلي والعالمي عن التراث السعودي الأصيل ليبقى بذلك رمزاً ثقافياً للأجيال المعاصرة والمقبلة وأنموذجاً استنسخت عدداً من المجتمعات العربية فكرته التي شملت ضمن تطويره حواراً ثقافياً وفكرياً واسعاً بين المثقفين ورجال الفكر العرب وفي قضايا آنية تمس الحاضر أو موضوعات تستطلع المستقبل العربي والإسلامي ليكون بذلك المهرجان تظاهرة عربية وإسلامية على أعلى المستويات المعرفية ولإثراء وتحفيز المناقشة حول المشترك الثقافي العربي في ظل المنعطفات الفكرية للمجتمع الدولي مع دوره التعريفي للتراث المحلي وتوثيقه عن طريق المقارنة للإنجازات الحضارية التي تعيشها المملكة العربية السعودية. وهذا تطور نوعي في رسالة المهرجان نبع منه وإليه بسبب استمراريته على مر هذه السنوات نتيجة انسجامه ومواكبته للتحديات والتطورات التي حدثت في أنظمة المجتمع وعلاقات وحداته المكونة له. ودارة الملك عبدالعزيز التي شاركت في فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة منذ انطلاقته الأولى لتفخر بهذا التجمع الثقافي والاجتماعي.
وحين تحدد دارة الملك عبدالعزيز مكة المكرمة عنواناً لجناحها من خلال عرض صور نادرة وقديمة وأيضاً صور للتوسيعات الكبيرة والتاريخية التي عاشها ويعيشها الحرمان الشريفان والأماكن المقدسة الأخرى في العهد السعودي الزاهر فإنما تريد الدارة توثيق هذا الاهتمام الجليل بأطهر بقاع الأرض قاطبة في ترجمة لاهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين برعاية هذه المقدسات وقاصديها، كما ستقوم الدارة بتقديم خدماتها للباحثين والباحثات من زوار المهرجان وتعريفهم بالدارة وجهودها.
إن الجنادرية بهذا تُديم الاتصال التاريخي بين المواطن والوطن وتقدم صفحة تعريف حقيقية وأصيلة عن بلادنا للآخرين وتنشط الحراك الثقافي والعلمي في المجتمع وأيضاً الاجتماعي فهي درس وطني كبير للجميع.
أمين عام دارة الملك عبدالعزيز