خِلافاً لما يقام من المهرجانات، وتفرداً بين كل ما يُعقد من المعارض والمناسبات، يجيء مهرجان الجنادرية كل عام جمعاً شاملاً للماضي التليد، والحاضر الجديد السعيد، وفيه لقاء الأقلام الواعدة، والعقول العبقرية الفذة.. والأعلام العالمية البارزة.. في ميدان التاريخ والعلم والحضارة والأدب، والرجال والتطور.. لا يأتيه ولا يُدعى إليه إلا مَنْ هم الخاصة المتميزة.. والصفوة التي هي زهو الأوطان وأعلام البلاد.. ماضٍ عريقٌ زاخر.. وحاضرٌ مستنيرٌ متطورٌ عامِر واعِد. |
عُرسُ الثقافةِ والتراثِ يَعُودُ |
في كلِّ عامٍ، حافِلٌ وجَديدُ |
إنَّا لنا سَبْق الحياةِ جديدةً |
بالعِلم والإيمان نحنُ نَسُودُ |
إنْ كان للتاريخ عِزٌ شامخٌ |
نحنُ الفَخَارُ، مجدَّدٌ وَتَليدُ |
في كلِّ شبْرٍ بالجزيرة شاهِدٌ |
أنَّا التُّراثُ أتتْ إليهِ وفُودُ |
نحنُ الذين اللهُ ميَّزهُمْ بِما |
يهدِي الوجُودَ وإنهُ التوحيدُ |
مِنْ أرضِنا عمَّ الضياءُ وزُيِّنتْ |
بالخيرِ آفاقٌ هُنا وَحُدُودُ |
اللهَ يا وطني ويا فخري أنَا |
اليومَ عُرسكَ زاهِرٌ مشْهودُ |
دوْماً ستَبْقى كالشبابِ تألقاً |
هُوَ ليسَ فيه تكسُّرٌ، تَجْعِيدُ |
إنَّا لنا الماضِي الأبيُّ بعِزَّةٍ |
ولنا الحديثُ بعزْمِنا سَنُشيدُ |
إنَّا لنَجمعُ في الحياةِ مفَاخراً |
عَزَّتْ على غيْرٍ لنا، ومزيدُ |
الثالثُ العشرونَ جاءَ تجدُّداً |
ذا خادمُ الحرمَيْن فيه سُعودُ |
إنَّا التراثُ لسابقٍ وعُهُودنا |
مِلءُ العطاءِ، وما لذاكَ نُفُودُ |
فَلْيشهدِ التاريخُ سَبْقَ جَزيرتي |
مُنْذُ البداية، أصْلُنا محمُودُ |
في مهرجانٍ للتراثِ لِقاؤنا |
بالعَالمين، وإنَّه المقْصُودُ |
جاؤوا إلينا رَاغبين حَضارةً |
فالمجْدُ كَنْزٌ حافِلٌ ومَجِيدُ |
ليس التراثُ كما هُنالِك شاهدٌ |
لكنَّه عِلْمٌ هُنا مَعْدود |
وثقافةٌ، والشعرُ يَعْلو مالئاً |
جَنَبَاتِهِ، أعْظِمْ بِذاكَ نَشِيدُ |
في مهرجانٍ للتُّراثِ تَعددٌ |
عَبْر العُصُور، ذَخَائر وبُنُودُ |
ليس ادعاءً أننا سَبْقٌ لنا |
لكنَّهُ حقٌ لنا مَرْصودُ |
هَيَّا نَجُول بكل أركانٍ نَرى |
أيدٍ لنا شَهِدتْ بذاكَ البِيدُ |
في كل ذَراتِ الرمالِ حضَارةٌ |
تُعطي الجديد حياتَهُ، وتزيدُ |
إنَّا نُؤاخِي للحياةِ تقدُّماً |
ونُضيف مجداً - إنهُ التجديدُ |
إنَّا لنملكُ مِنْ عُقولٍ فَذَّةٍ |
شهدتْ لها الدنيا، وعزٌ نديدُ |
فلْتنظر الدنْيا بلادي كمْ مَضَتْ |
في كلِّ ركبٍ، والسِّباقُ عَنيدُ |
فُزْنا بكلِّ العِلم، بل وصِناعةٍ |
وعَطاؤُنا عَبر الدُّنا مَشْهُودُ |
عِلْم بأحدثِ ما أتى العُلماءُ في |
دُنيا الحداثةِ، إنهُ لَعَديدُ |
هَا تِلكَ تقْنيةٌ بجامعةٍ عَلَتْ |
صرحَ العقولِ الشامخات تسودُ |
مَلِكٌ تُتَوِّجُهُ العُلومُ، ودِرعُهُ |
مِن مُنجزاتِ العَصْرِ فَهُو حَدِيدُ |
في مهرجانٍ للتُّراثِ تجمّعَتْ |
كلُّ العُصُور، حَديثُها وتَليدُ |
نعطي الوجودَ دَعائِماً مشْهُودةً |
نُعْطي بفَيْض ما هُناكَ قُيُودُ |
في كلّ ركنٍ مهرجاني شاهدٌ |
سَبْقاً، فإنَّ تُراثنا لَعَتيدُ |
إنْ قِيلَ هذا في زمان قَدْ مَضى |
خَيْلٌ وفَخّار، فليسَ يبيدُ |
فأقُولُ ها هِي أمتي في أخْذِها |
كلَّ الجَديدِ، إلى العريقِ تعُودُ |
يا هذهِ الدنْيا إليكِ بلادُنا |
مَاضٍ عزيزٌ للجديد يُشيدُ |
نبْني كما آباؤنا، ونزيدُهُ |
فَخْراً فما ماضٍ لنا مَجْحودُ |
ندعو إلى خَيْر الحياةِ وسَلْمِها |
نأبى الحُروبَ دُعاؤها مَرْدُودُ |
ندعُو لقاءَ العَالمين حَضَارةً |
نأبى الصِّراعَ ومَنْ هناكَ يكيدُ |
وَطني بلا الحُبِّ يجْمعُ عَالَماً |
جَمْعٌ لصَف واحِدٍ، وَمُعِيدُ |
في كل يوم خُطوةٌ عِملاقةٌ |
لحياةِ رغْدٍ، والعَطاءُ حَميدُ |
هوَ خادم الحرمَيْن يَرْعى سَاهِراً |
وَطني، فَذَلِكَ حُبُّه المقْصودُ |
هُوَ والدٌ للكل، يحْمي قلْبُه |
الكلَّ فِيه وَالدٌ وَوَلِيدُ |
إنْسان حقاً خادمُ الحرَميْن في |
عَمَلٍ وقوْلٍ، مُحكَمٌ ورشيدُ |
شَهِدَتْ لهُ الدنْيا بعزم صامِدٍ |
في كلِّ أمْرٍ، إنهُ لَفَريدُ |
العالمُونَ لِفْكرهِ، ولحكْمةٍ |
يأتونَ قَصْداً - إنهُ الموْرُودُ |
هذي بلادي أنتَ درع صَائنٌ |
هذا تراثي خالِدٌ وَجَديدُ |
|