موسكو - مايكل ستوت - رويترز
سيبدأ الرئيس الروسي القادم عمله في حركة مزدوجة مع سلفه ومرشده فلاديمير بوتين لكن بمرور الوقت قد يتحول ديمتري ميدفيديف إلى زعيم مختلف. وحقق ميدفيديف وهو محام في الثانية والأربعين من العمر فوزاً سهلاً في الانتخابات الرئاسية يوم الأحد وسرعان ما ظهر مع معلمه في احتفال موسيقي بالنصر في الميدان الأحمر متعهداً (باستمرار مباشر) لسياساته.
ويقول محللون إنه لم يتضح بعد ما إذا كان هذا الوضع سيستمر بعدما يقبض ميدفيديف على ناصية الأمور بيديه ويضع أصابعه على الزر النووي لروسيا. وكان بوتين (55 عاماً) نفسه اعتبر في البداية خياراً آمناً يمكن للدائرة الداخلية لبوريس يلتسن الرئيس في ذلك الوقت أن تتلاعب به بسهولة حين جيء به من العدم ودفع إلى الرئاسة.
وخلال عام غير الاتجاه بشكل مثير وركز السلطة في الكرملين وقمع الصحافة الحرة والمعارضة واتبع خطاً متشدداً مع الغرب. واختار بوتين الآن وهو جاسوس سابق لجهاز المخابرات السوفيتية مغرم بفنون الدفاع عن النفس والجيش رجلاً من جيل مختلف له أسلوب مختلف ليخلفه بعدما تولى الرئاسة لفترتين وهو الحد الأقصى الذي يسمح به الدستور.
ورغم أن بوتين قال إنه سيعمل كرئيس لوزراء ميدفيديف يعتقد بعض المحللين أن ذلك يمكن أن يساعد في تثبيت أقدام تلميذه أكثر من السيطرة عليه من وراء ستار.
وقال جورجي ساتاروف الذي عمل مستشاراً ليلتسن وهو يرأس حالياً معهد أنديم للأبحاث: لا أعتقد أن المقصود بهذا البرنامج لعمل بوتين كرئيس للوزراء تحت قيادة ميدفيديف في حالة تنفيذه أن يستمر لأي فترة طويلة. وأضاف: إذا رأس بوتين الحكومة في البداية.. فبعد أن يقتنعوا أن كل شيء مستقر فسيترك بوتين هذا المنصب لأي شخص آخر.
ورغم أن كلا من الرجلين أكد بقوة على الاستمرارية إلا أن تصريحاتهما عن الوحدة تخفي اختلافات كبيرة في الأسلوب. وغالباً ما يوصف ميدفيديف بأنه العضو الأكثر ليبرالية في الدائرة الداخلية لبوتين وليست له خلفية معروفة في مجال الخدمة الأمنية واستمتع بموسيقى الروك الغربية المحظورة في شبابه وعمل محامياً لعدة شركات قبل دخوله الحكومة.
وعلى النقيض كان بوتين مسئولاً في جهاز المخابرات السوفيتية خدم في ألمانيا الشرقية ولم يعمل مطلقاً في القطاع الخاص. وحين وصلت فرقة الروك البريطانية ديب بيربل المفضلة لدى الرئيس الجديد للمشاركة في حفل سنوي لشركة الغاز الروسية العملاقة جازبروم الشهر الماضي وقف ميدفيديف بعد الحفل مع أعضاء الفرقة أمام كاميرات المصورين والابتسامة تملأ وجهه. وأما بوتين فقد غادر أثناء الفاصل ولم يستمع للفرقة مطلقاً.
وفي حين يفضل بوتين أن يظهر في الصور بمظهر رجل صارم بملابس عسكرية ويدلي بتصريحات تستعرض رجولته وبلغة دارجة منوعة يفضل ميدفيديف ارتداء البدلات والخطب ذات الصياغة الحذرة الشبيهة بمرافعات المحامين.