Al Jazirah NewsPaper Wednesday  05/03/2008 G Issue 12942
الاربعاء 27 صفر 1429   العدد  12942
معرض الكتاب ملتقى ثقافي!
سلمان بن عبدالله القباع

ما نلاحظه في الآونة الأخيرة من اتساع المفهوم الثقافي لدى كثير من المجتمعات في الدول العربية، والمشهد الثقافي في جميع الدول وخصوصاً العربية هي ترجمة للبحوث والالتقاء من عقد الندوات والمحاضرات، ونشاهد كثير من عقد المؤتمرات الفكرية والثقافية

ولا تنحصر تلك المؤتمرات على دولة معينة بل غالبية الدول العربية نجدها متواجدة بقاعة المؤتمرات تبدي ما لديها من مفهوم فكري وثقافي يعكس كثيراً القدرة الفكرية للمفهوم وتقبله لدى الآخر.نعي كثيراً أن لكل مشهد ولقاء له صدى لدى المتقصي للحركة الثقافية والفكرية، ونعلم أن ثمة من يشغف كثيراً للبحث عن أي ملتقى يتمحور فكره عن الثقافة، بغض النظر عن ما يحتويه من محاضرة أو التقاء دور النشر وعرض ما لديها من كتب حديثة.

في العام المنصرم أقيمت في العاصمة الرياض ندوات ومحاضرات وملتقيات عدة تتعلق كثيراً بالثقافة، ولعل معرض الرياض الدولي للكتاب هو الحدث البارز في تلك السنة، وقد لقي إقبالاً غير متوقع من مختلف الفئات من المجتمع، وقد صاحب سجال وجدلاً واختلاف في وجهات النظر، ولكن تبقى الفكرة لإقامته هي الأبرز والأمثل، وكثير من يتعطش لإقامة تلك المعارض وهناك من يستفيد لاتساع المفهوم الثقافي، حيث إن معرض الكتاب هو بالحقيقة بوابة لدخول واتساع دائرة الفكر الثقافي، وسوف يكون هناك مشاركة فعالة من قبل الدول العربية، وهي ليس بجديد عليها فقد سبق أن أقيمت معارض للكتاب عدة في معظم المدن العربية مثل مصر وتونس وبيروت والرباط وغيرها الكثير، هذه الدول لديها والحقيقة تقال السبق لاتساع الدلالة والفهم الثقافي وقد نستفيد كثيراً من تلك الدول من حيث الكتب المنشورة والمتاحة للاطلاع، حيث نجد أن هناك أقلاماً ثقافية ولها باع طويل في ملء حياة الإنسان ما يريد ولنا النصيب في المصطلحات والمفهوم الديني والمراجع كالكتب والمراجع الدينية بمختلف مذاهبها والشريعة والطب والهندسة والثقافة بشكل عام.معرض الكتاب هو (ثقافة الفكر) وكما قلنا في مقال سابق العام الماضي في مقال نشر عبر صحيفتنا الغراء الجزيرة، وقد حالفنا الحظ كثيراً أن قمنا بزيارته وشاهدنا الكم الهائل من الكتب المعروضة من مختلف دور النشر في العواصم العربية، كتب أمام عينيك تضخ كثيراً من المفاهيم الثقافية، وهو صرح حقيقي والملتقى للمنافسة لتقديم الإبداع بمفهومه الحقيقي.ونحن مع بداية انطلاقة معرض الكتاب الثاني تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله نلاحظ أن ثقافة الإنسان لا تقف عند حاجز معين بل تمتد إلى ما هو أوسع من ذلك، فهناك الكثير من المختصين والمتقصين بمختلف المجالات سوف يتوافدون للمعرض لمعرفة ما هو الجديد لمحاولة زيادة الثقافة ودعم المصطلحات العلمية لديهم، ومن البديهي أن نجد أيضاً من يستعين ببعض الكتب لدعم دراسته أو تحضيره لرسالة معينة وسوف يتخلل المعرض الندوات والمحاضرات والحوارات الفكرية والثقافية بمشاركة فعلية من المفكرين الثقافيين العرب وكذلك الأدباء لشرح المفهوم الثقافي وتوعية الناشر لحفظ الحقوق وغيرها من الموضوعات التي لن تتعدى دائرة حقل ما وجد لأجله المعرض، والملاحظ ألا نستغرب تواجد بعض الكتب والتي تختص في العولمة وما يصاحبها من أفكار ديمقراطية أو ليبرالية فالمعرض ملتقى فكري ليس إلا.مضمون الثقافة يحيط بها قلم المفكر لتقديم ما لديه لدعم المتقصي للحركة الثقافية فنتمنى في الآخر أن نجد العقول (الواعية) والباحثة عن الثقافة المفيدة فنحن بأمس الحاجة لكي تتسع دائرة الفكر الثقافي لدينا.



s.a.q1972@gmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد