يتمناه ولن يأتي على الرغم من معرفة طريقه والحاجة الماسة إليه! ومع ذلك لن يأتي ولن يتحرر من حاضنة التمني لتشرق أنواره، وتبتهج النفس بإمكانه. ولكن التمني والأمل ومعرفة الطريق إليه قاعدة انطلاق نحوه وجب أن نتوجه إليه، ونغازله ونداريه ونستدعيه بطاقة من الوعي والعمل الجاد،
وبكدحٍ نحن مستعدون لبذله، فالتمني والأمل أحلام جميلة، ورائع أن تلازم حياتنا؛ إذ بوميض الجمال المطلق نحيا، حقاً بنعمة هذا الوميض، ونِعمٌ لا تعدّ لا تُحصى نعيش الحياة.
وهو وميض مطلق في جماله وكماله، أودعه الخالق عز وجل إلى حين في أجسادٍ من تراب وإلى تراب، وقدّر القادر الحكيم أن {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} سورة النجم آية (39). كما أن المدخل الإيماني هو ما تدعو إليه الآية الكريمة {ألم، ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيه هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} سورة البقرة (آية 2)، والقرآن الكريم منبع لكثير من سننه عزّ وجلّ، ومَن سار وفق هذه السنن بكامل تفاصيلها لواجدٌ الفجر ليشرق بأنواره الإمكان وفق الأقوى من إرادة الإنسان التي تأمل وتسعى، حيث المحصلة إدارة هذا الإمكان بوعي وإيمان، وحُسنُ الإدارة معه يُسر ويسر من كل عُسرٍ، ويوماً تصل الخطوات وتنحسر الحدود ليفرح الإنسان بنجاحه وما أصابه من التوفيق.
والأملُ والتمني في حدِّ ذاته قدرة هيأها الخالق لتحرك الساكن في عقولنا ونفوسنا نحو مزيد من العمل والكسب الرابح بعائدٍ قد يُغري، فرحلة الحياة ما بين الأمل والعمل حيث العمل عبادة ومكاسب دنيوية، قمتها رصيد ليوم آخر مختلفٍ في تفاصيله وظروفه من مكانٍ وإمكان وزمان، وهو في الطليعة من كل ما نرجوه بأملِ الرحمة إن شاء الله. والفجرُ المنشودُ يتباين بين الناس، فكل له لون يتلون به الأمل والطموح، ومنّا من أمله فجر بعائد ذاتي في البدء والمنتهى، ولا حرج في هذا، وإن خلفه بعد الرحيل لمصير لا يدريه.
ويسمو آخر بطموح ذاتي واجتماعي وذي طابع إنساني، وهناك فجر لا يمكن أن نصل إليه بجهد منفرد، ولكنه رهن لسعي جماعي تجلله المحبة فيتضافر الجهدُ ويسهل المسير بهدف أجمعوا عليه فيحسن بإجماعهم، ويتميز بوحدة الجهد والأمل.
ونرى هذه الأيام ذلك الذي نحوه يتجه المنتمون إلى أحزابٍ أمريكية، وهو فجرٌ يتمناه ويأمله كل مرشح منهم، وكل ينتظر لمن سيشرق هذا الفجر، ولولا أثره الذي لا بد أن يصيب منا الأرض والإنسان، وقد يسعى نحونا بأنماط سياسية واقتصادية وربما اجتماعية لهم بها شأن لما خطر خاطر حول ذلك.
والسؤال أنّ الولايات المتحدة باعتمادها على مؤسسات واستراتيجية محددة بجانب نظرة عميقة للفترة التي كان حاديها الرئيس بوش فمن وراء القافلة؟ وما هو أثر الحادي؟ ومن سيقود جمهورية الرئيس بوش من بعده؟ ومن خلال المتابعة لنا أمل، والأمريكي له أملٌ آخر نقدّره بكل معنى، إلا أنني لست متأكداً من الأحزاب وما ترنو إليه.. وسؤال آخر: من هو الوارث ديمقراطي أم جمهوري؟ ومن سيكون؟؟ هل هي السيدة كلينتون؟ أم باراك أوباما الذي تتداخل أوراقه بين جذوره وعقيدة والده المسلم وطموحه الأمريكي في النكهة بكل التفاصيل؟
ومن جانب آخر مرشح الجمهوريين، وسؤال أخير ماذا عما صرّح به الجميع عن سياستهم حول منطقة إنسانها وأرضها كلاهما عربي في السطح والعمق، تلك المنطقة التي قالوا عنها الشرق الأوسط، ومع كل التحفظ على هذا المسمى ورفض مقاصده إلا أننا من يقطنه ويكدح من على تاريخه وجغرافيته وعذاباته.
ومن خلال مواقف معلنة قال بها المرشحون نترقب ونرقب المستقبل، حيث يصعب أن نتنبأ، ومع ذلك فامتداد جمهورية بوش الأقرب لقيادتها من بعده مرشح الجمهوري، والفجر موصول بنا ونحن به موصولون، وغداً لناظره لقريب، ويفترض ألا نخشى وإن أخذ بنا الترقب فالبديل الفعال أن نحدد الاستراتيجية الذكية والمرنة مسبقاً، فكل من المرشحين قد قال كلمته.