بيانات الشجب والاستنكار التي لا تحمل موقفاً ولا تؤسس لأخلاقية سياسية, لا تصلح إلا لرفع العتب وتسجيل حضور لا أكثر ولا أقل. هذه الأساليب وهذا النهج لا وجود له في نهج القيادة السعودية, الذي يظهر بوضوح ودون لبس في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز, فالبيانات السعودية واضحة المواقف لا لبس فيها ولا مجاملة ولا تجنح للغموض, فالمبدأ الثابت والموقف الراسخ لا مساومة وبلا تردد. مناسبة هذا القول التصريح الذي أدلى به مصدر مسؤول لإعلان موقف المملكة من جرائم الإسرائيليين في قطاع غزة التي وصفها تصريح المصدر المسؤول التوصيف الحقيقي بوصم الجرائم الإسرائيلية لمحرقة إسرائيل في غزة وأنها تحاكي جرائم النازية.
فالذي قامت به قوات النازيين الصهاينة من أعمال إجرامية تمثلت في قتل الأطفال والنساء والشيوخ وهدم المنازل على رؤوس أصحابها في هجمات همجية استعملت فيها أسلحة محرمة دولية كالقنابل الانشطارية واستخدام الطائرات الحربية المقاتلة لمهاجمة التجمعات السكنية للمدنيين الفلسطينيين مشابه تماماً لأفعال النازيين.
هذا الإجرام الإسرائيلي الذي ترجم تهديدات جنرالات الشر الإسرائيلية بإحداث محرقة في قطاع غزة كان لابد أن يواجه بموقف واضح وصلب كالذي تضمنه تصريح المصدر المسؤول السعودي الذي لم يقف عند حدود الشجب والإدانة, بل حمل توصيفاً دقيقاً للجريمة الإسرائيلية بتذكير المجتمع الدولي وبخاصة الرباعية الدولية والقوى التي تدعي العمل من أجل السلام, بأن جنرالات الشر الإسرائيليين إنما يكررون محرقة النازية وبإصرار يتبع تهديد أعلن بوقاحة وصلف، أعلن من أكبر المستويات القيادة العسكرية, ومع هذا تابع العالم تنفيذ التهديد بحدوث المحرقة... حرق البشر لأنهم يطالبون بحقوقهم الإنسانية وبرحيل الاحتلال.
مثل هذه الوقاحة الصلفة كان لا بد أن تواجه بمواقف حاسمة وحازمة, وهو ما جسده الموقف السعودي الذي أعلن بوضوح دعمه للشعب الفلسطيني من أجل الحصول على حريته وحقوقه الوطنية الشرعية.
هذا الدعم الذي أخذ يتناساه الكثيرون خوفاً من غضب القوى الظالمة التي تساند العربدة الإسرائيلية ولأن المواقف تصبح مجرد أقوال إن لم تسندها أفعال جاء إعلان المملكة بالإسهام في بناء كل منزل فلسطيني تدمره النازية الجديدة في إسرائيل تأكيداً لمواقف المملكة المبدئية والثابتة لعدالة القضية الفلسطينية.
نريد مواقف واضحة في مساندة الحق الفلسطيني وإسهاماً ملموساً في تخفيف معاناة شعب مقهور ظلم وترك في مواجهة مجموعة شريرة لا تعرف الرحمة.
jaser@al-jazirah.com.sa