التفسير الأيديولوجي للنص إما أن يحوله إلى القداسة ارتفاعاً ويجعله في مرتبة اليقين.. أو ينحدر به إلى حالة من الكفر والانحراف سقوطاً فيصير تهمة يعاقب عليها الشرع أو القانون.. أما مصدر النص فيمكن أن يحول النص إلى قانون يعاقب مخالفه بقوة النظام.. أو إلى عرف يعاقب متجاوزه برأي المجتمع.. أو إلى عقيدة يوعد منتهكها بعذاب الله.
2- محاور النص ثلاثة.. محور المتكلم (الكاتب) وهو الذي يتحكم بالنص ويجيره ويوجهه كما يفهم وكما يريد.. ثم محور المتلقي (القارئ) وهو إما أن يكون إمعة يسوقه الكاتب كيفما يريد..
أو يكون مدركاً للأمور ويتلقى ما يكتب بعين الناقد.. ثم محور المتكلم عنه (الموضوع) وهنا إما أن يكون الموضوع ضحية يُجْلد أو سيداً يُبَجَّل.
3- وللنص ثلاثة أوضاع.. وضع الإخباري (الماضي) وهذه آلية تسجيل ورصد وهي مفيدة ومهمة إذا سلمت من البساطة والسذاجة والغرض.. ووضع الشارح (المفسر) وهذه آلية في منتهى الأهمية والخطورة بشرط أن تسلم من الغرض.. ووضع المستشرف المتوقع (المستقبل) وهذه قدرة فريدة لا يؤتاها إلا كل ذي حظ عظيم.
4- كُتَّاب النصوص ثلاثة.. كاتب يكتب ما حفظ دون فهم أو تحليل وهذا سطحي ساذج.. وكاتب يضيف ويوجه النص لخدمة رغباته وأهوائه وأهدافه وهذا إما مزور أو مجرم.. وكاتب يحلل ويفسر ويستنبط وهذا مبدع.
5- النص إما أن يُقْرأ أو يُسْمع أو يُمَثَّل أو يُرْسم.. فالنص ليس مربوطاً بالكلمات والحروف فقط.. فهو رسالة محددة المعالم والأطر والمفاهيم يتم إيصالها بإحدى الوسائل المذكورة أعلاه..
فالنص ليس كلمات متناثرة مبعثرة.. كما أن رص الكلمات لا يصنع نصاً بل يصنع أصواتاً لا تختلف كثيراً عن النباح أو الثغاء أو النهيق.. فهي لا تزيد على أن تكون صوتاً فقط.
6- النص المقبول يمكن أن يعتريه الهذر أو الحشو أو الإطالة أو التكرار أو المباشرة بل والجنون والانحراف أحياناً.. لكنه لا يمكن أن يقبل كنص إذا لم يكن مفهوماً ومدركاً من قبل المتلقين.
7- النص يمكن أن يكون تقريرياً مباشراً.. ويمكن أن يكون مجملاً مُحَسناً بالسجع أو الجناس أو الطباق أو التقابل.. ويمكن أن يكون سهلاً ممتنعاً..
ويمكن أن يكون صعب الصياغة طويل العبارة كثير الحشو.. كل ذلك ممكن ومباح.. لكن المهم أن يكون النص مفهوماً للمتلقي.
8- الخلاصة.. النص إذا لم يكن مفهوماً فليس له قيمة.. ويجب أن يعي ذلك كل من يريد أن يكتب نصاً.