Al Jazirah NewsPaper Thursday  28/02/2008 G Issue 12936
الخميس 21 صفر 1429   العدد  12936
إضاءات نفسية
د. محمد بن عبد العزيز اليوسف

زاوية اسبوعية كل يوم خميس تهتم بكل ما يتعلق بالطب النفسي والتنمية البشرية وتطوير الذات.. نستقبل كل أسئلتكم واقتراحاتكم.

العلاج المعرفي السلوكي

*ما العلاج المعرفي السلوكي؟

- يمكن تبسيط فكرة جلسات العلاج المعرفي السلوكي من خلال النظرة إلى الهيكل النفسي للإنسان على أنه يتكون من ثلاثة أضلاع رئيسية هي: الأفكار, السلوك، المشاعر؛ فالتغيير في أحد هذه الأضلاع يؤدي تلقائياً إلى تغيير في الضلع التالي؛ وبذلك فإن الأفكار السلبية تؤدي تلقائياً إلى مشاعر سلبية. ومن خلال الجلسات العلاجية يمكن التعرف على الأفكار التلقائية والمعتقدات الراسخة لدى الشخص التي تؤدي إلى سلوك ومشاعر من نوع معين والعمل على تغييرها تدريجياً إلى أفكار ومعتقدات أكثر إيجابية ومرونة... وهذا النوع من العلاج يستخدم كثيراً لعلاج أمراض القلق والاكتئاب وبعض اضطرابات الشخصية.

بناء الثقة عند الأطفال

*كيف أنمّي عند طفلي الثقة بنفسه؟

- الحديث في هذا الجانب يطول، ولكن هناك قواعد أساسية يجب أن نتذكرها جميعاً في هذا الشأن وأهمها:

أولاً: كل طفل ينظر إلى والديه على أنهما القدوة الكاملة والنموذج المثالي الذي يتعلم من خلاله ومنه تتكون لديه النظرة الأولى والأساسية لهذا العالم؛ ولذلك فمن المهم أولاً أن يكون الأبوان مصدراً للأمان والتفهم ونموذجاً يحتذى للهدوء في التعامل مع هذه الحياة والإحساس بالثقة والأمان بها لينتقل ذلك تلقائياً إلى الطفل ويكون هذا الشعور هو حجر الزاوية الأساسي الذي نبني عليه بعد ذلك بقية الركائز.

ثانياً: الرسائل الإيجابية التي يجب أن يسمعها الطفل منذ السنوات الأولى لها بالغ الأثر في نفسيته بعد ذلك، وهذا ما أثبتته دراسات كثيرة في هذا الجانب. والمشكلة أن البعض قد لا يدرك أن الطفل يتعامل مع الرسائل التي يوجهها إليه تحديداً أبواه على أنها حقيقة مجردة ويبني عليها بعد ذلك صورته عن ذاته إما بشكل إيجابي وإما بشكل سلبي؛ فهو لا يدرك وقتها أن أبويه بشر يتعرضان لحالات مزاجية مختلفة وفترات قلق وعصبية بل يستقبل رسالة مثل (يا غبي)، خصوصاً إذا تكررت كثيراً، على أنها حقيقة يبني من خلالها صورته عن ذاته على أنه فعلاً غبي، والعكس أيضاً صحيح.

ثالثاً: بعد أن يكبر الطفل في العمر يصبح من الممكن استكشاف السمات الإيجابية والسمات السلبية في شخصيته، وعندها يأتي دور الأبوين في تعزيز السمات الإيجابية والعمل على تصحيح السمات السلبية، ولا شك أن دور المعلم أو المعلمة في هذا الجانب بالغ الأهمية.

وكل ذلك في النهاية يصبّ في خانة تنمية الشخصية الإيجابية وتعزيز التفكير الإيجابي والثقة بالنفس.

نوبات الهلع

*ما نوبات الهلع؟

- نوبات الهلع أو الذعر هي نوبات تصيب بعض الناس وتستغرق عادة ما بين 10 و30 دقيقة، وتظهر في صورتها الكلاسيكية بشكل أعراض خفقان شديد في القلب وتعرق وتنميل أو برودة في الأطراف مع إحساس بالغثيان والدوار أو عدم الاتزان والكتمة في النفس، وتظهر عادة بشكل مفاجئ وبدون وجود مؤثرات خارجية واضحة؛ فيبدأ الشخص بتفسيرها على أنه مقبل على الموت أو أنه سيصاب بالجنون نتيجة ذلك، وقد تصبح هي هاجسه اليومي الرئيسي؛ فيبدأ في تجنب الخروج للأماكن العامة أو المزدحمة خوفاً من الإصابة بمثل هذه النوبات ولفت الانتباه إليه، وقد تؤدي في أسوأ أشكالها إلى العزلة الاجتماعية الكاملة.

إضاءة:

السعادة تبدأ من الداخل.

* دكتوراه في الطب النفسي
كلية الطب ومستشفى الملك خالد الجامعي - الرياض


E-mail: Mohd829@yahoo.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد