Al Jazirah NewsPaper Tuesday  29/01/2008 G Issue 12906
الثلاثاء 21 محرم 1429   العدد  12906
حقاً أبا متعب خدمتم الإسلام وتستاهل الجائزة
محمد بن سكيت النويصر

الحمد لله وحده وبعد...

فمن حسن الطالع لهذا الوطن العزيز (المملكة العربية السعودية) وهي تعنى بالحرمين الشريفين في كل من مكة والمدينة وهذا ليس بغريب على وطن القداسات وطن الخير والعطاء والنماء وطن دستوره كتاب الله وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، منذ قيام دولته الأولى وهو كذلك لا غرابة أن تحظى بيوت الله فيه بالعناية والرعاية، بدءاً بالحرمين الشريفين وانتهاء ببيوت الله (المساجد) المتواجدة في كل مدينة وقرية وهجرة، حيث يؤمها المصلون خمس مرات في اليوم والليلة.

إن التوسعة المتتابعة والمتواصلة للحرمين الشريفين لهي دليل واضح على تلك الرعاية لبيوت الله، المؤسس - رحمه الله - كانت اهتماماته الأولى رعاية بيوت الله وخص الحرمين المكي والمدني بذلك واهتم - رحمه الله - بتأمين طريق الحاج حتى يتمكن الحجاج والزوار من الوصول إلى تلك المشاعر المقدسة، كل ذلك يبرهن على سلامة مقصده وعلاقته بربه حيث يُعنى - طيب الله ثراه - بهذا الركن من أركان الإسلام فقد عمل كل ما شأنه وصول الحاج والمعتمر إلى مكة والمدينة بيسر وسهولة فكان له ما أراد، فجزاه الله خيراً عن الإسلام والمسلمين.

وعلى هذا النهج سار أبناؤه من بعده فحرصوا - رحم الله الأموات وحفظ الأحياء - حرصوا جميعاً على اعطاء الأماكن المقدسة قسطاً أكبر من عنايتهم ورعايتهم الشاملة لما ولاهم الله عليه بدءاً بالملك سعود - غفر الله له - حيث تمت أول توسعة للحرمين في عهده وانتهاءً بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - حيث امتدت وتواصلت الرعاية والعناية بالحرمين الشريفين في عهده وتمثل ذلك في وقف الملك عبدالعزيز - رحمه الله - والمكون من خمسة إبراج مجاورة لبيت الله الحرام حيث يدر مبالغ مالية طائلة تنفق كلها على بيت الله. إضافة إلى موافقته - حفظه الله - الأخيرة التي أعلنها صاحب السمو الملكي الأمير متعب وزير الشؤون البلدية والقروية والتي تتمثل في نزع العقارات المجاورة للحرم المكي من الجهة الشمالية بقيمة إجمالية تصل إلى (6) مليارات ريال لغرض إنشاء ساحة شمالية تتصل بالساحة الشرقية والغربية اللتين تم إحداثهما في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - غفر الله له وأسكنه فسيح جناته.

كما لا ينسى الجميع التوجيه السامي الكريم بفتح أبواب الحرم المدني على مدار (24) ساعة رغبة منه - رعاه الله - في فتح المجال لعباد الله وإتاحة الفرصة لهم لاستمرار أدائهم للعبادات المفروضة والسنن وتلاوة كتاب الله الكريم والتشرف بالسلام على رسول الهدى وصاحبيه أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما وأرضاهما - كل ذلك استكمال للعناية والرعاية بالحرم المدني الشريف. ولا ينسى حجاج بيت الله ما حصل من عناية بمشعر المرجم في منى ما أدى إلى قيام الحجاج بأداء منسك الرجم بكل يسر وسهولة، فراح الحجيج يلهجون بالدعاء باستمرار التوفيق والسداد وجزيل الأجر للقائد المفدى - يحفظه الله - وجهوده في سبيل خدمة الإسلام والمسلمين تذكر وتشكر، وهو - حفظه الله - يبذل قصارى جهده لإصلاح ذات البين بين كثير من الإخوة العرب ممن تحصل بينهم خلافات حتى على مستوى الصعيد الإسلامي لم تألوا المملكة جهدها في بذل أقصى الجهود رغبة في إصلاح ذات البين ولا أحد ينسى أو ينكر ما تبذله المملكة في سبيل القضية الفلسطينية منذ عام النكبة وسوى ذلك من الجهود التي تبذل على مدار العام رعاية للأقليات المسلمة في شتى بقاع العالم، كل ذلك بتوجيه كريم من القيادة الرشيدة.

بعد كل ذلك يحق لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله أن يمنح بكل جدارة جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام ومن يخدم الإسلام - حفظه الله - وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.

أبو متعب يستاهل هذه الجائزة العالمية في هذا الفرع (خدمة الإسلام) فأعماله - رعاه الله - تؤكد ذلك.

سلمت سيدي أبا متعب. وتستاهل الجائزة.

والله أسأل أن يمدكم بعونه وتوفيقه ويبارك لكم في عمركم ويطيله - بمشيئة الله - على عمل صالح.

دمتم سيدي.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد