لأنه الشاعر والمثقف والمسؤول والتربوي والإداري والرياضي الفاعل والداعم والمتمرس الأمير محمد العبدالله الفيصل، فمن البديهي أن يأتي حديثه للعربية مع تركي الدخيل في البرنامج الناجح (إضاءات) مهمّاً ومشوقاً ومليئاً بالأفكار الجريئة.. ولأنه من المتحمسين دائماً لمبدأ (الشفافية) والتحاور في الآراء.. لذلك لن أتردد بالاعتراض على ما ذكره سموه في البرنامج من أن الصحافة هي التي أساءت وعكرت أجواء الرياضة في المملكة.. على اعتبار أن أخطاء البعض وتجاوزاتهم وحتى كوارثهم في الوسط الصحافي لا تعني تعميم النظرة والقناعة على عموم الصحافة صالحها وطالحها.
يا سمو الأمير.. أنت سيد العارفين بأن معظم مشاكلنا وصراعاتنا في المجال الرياضي سببها القائمون وبعض القريبين والمؤثرين في الأندية. ومنهم تنطلق الملاسنات والتصريحات، وبألسنتهم تبدأ الحروب والمشاكسات التي تدوم أياماً وشهوراً وأحياناً تبقى وتمتد لسنوات.. صحيح أن هنالك أقلاماً وصحفاً وصفحات تعجّ بالغوغائية وتبث سموم الإيذاء والكراهية والتعصب، لكن هذه مقدور على ردعها وإيقاف تهورها.. بينما الوضع مختلف تماماً بالنسبة لكثير من رؤوساء الأندية والإداريين وأعضاء الشرف.
الأهم من ذلك أن الصحافة قد تلوم حكماً أو تنتقد إدارياً أو لاعباً أو مدرباً بأساليب ربما تكون حادة لكنها لا تصل إلى درجة الشتائم والاتهامات والإيذاءات الخطيرة التي تصدر من بعض منسوبي الأندية، كما أنها -أي الصحافة- ما هي إلا صدى ووسيلة نقل وإيصال وتعليق على ما يدور في الشأن الرياضي وما يقال ويتردد من المعنيين والمسؤولين في الأندية، وبالتالي فإن المصدر والأساس والمتهم في أزماتنا هم هؤلاء وليست الصحافة.
بالأمس القريب وبعد لقاء النصر والأهلي لم تكن الصحافة هي السبب في الأزمة الأخيرة بين الأهلي والنصر وإنما تفجرت وكبرت وتفاقمت نتيجة الملاسنة الكلامية بين طلال الرشيد ويوسف عنبر، وعلى ضوء ما حدث من الطبيعي أن تتفاعل الصحافة وتعلق كلٌّ حسب قناعاته ووجهات نظره.. وقس على ذلك الكثير من القضايا والمواقف الصعبة والمزعجة التي أفسدت وشوهت جمال وحيوية وروح المنافسات الرياضية الشريفة .
كان بالإمكان
بقدر ما جسدت وأفرزت مباراة مهرجان تكريم سامي الجابر من حقائق رائعة وانطباعات جميلة وفوائد عديدة يستحقها سامي وجدير بها الجمهور الهلالي الوفي، فإنها في المقابل كشفت جوانب أخرى سلبية ووجوهاً سيئة وتصرفات فوضوية غير لائقة.. وفي مقدمتها افتقاد الهلال للفكر القادر على استثماره إعلامياً، حيث حضر فريق بحجم شهرة وعالمية وعراقة مانشيستر يونايتد دون أن يزور مقر نادي الهلال، ودون أن تتاح لجماهيره الغفيرة فرصة الاطلاع عن قرب على فريق أنفق على زيارته ملايين الريالات..
وفيما يخص المباراة والمهرجان فقد ظهرت فقرات الحفل بصورة باهتة وخالية من الإبهار والتشويق وعنصر المفاجأة، الأمر الذي يؤكد أن العملية تمت بارتجالية، وافتقدت للتخصص والاحترافية كتلك التي دائماً ما تتسم بها المهرجانات الرياضية في قطر والإمارات.. أما بخصوص المباراة فكان حريّاً بالقائمين على المهرجان أن يختاروا طاقماً تحكيمياً عالمياً يتناغم مع أهمية المناسبة والمباراة.
أما إعلامياً وجماهيرياً فقد كانت هنالك سقطات فاضحة لبعض الإعلاميين، وهناك من ارتكب حماقة التعصب ومحاولة تشويه صورة وتاريخ واحتفالية النجم سامي الجابر في يوم اعتزاله.. في الوقت الذي يفترض فيه التعامل مع حدث بهذا الشكل بمهنية وإنسانية تليق بكونه احتفالاً لنجم وقائد له تاريخه وألقابه وإسهاماته الغنية والباقية لناديه الهلال والوطن.
هنا لا بد من الإشارة إلى أن غالبية هذه الأخطاء والثغرات سببها أن الإدارة الهلالية ليست مهتمة في الأساس لإقامة الحفل، وكان دورها هامشياً وموقفها سلبياً، وكأن سامي الجابر ينتمي لنادٍ آخر غير الهلال..!!.
قلناها من بدري!
وحدث ما توقعناه فور إقرار نظام انتخاب الاتحادات الرياضية من أن ترشيحات الأندية ستعتمد على الأمزجة والعلاقات الشخصية والأهواء أكثر من أن تخضع للكفاءة والتأهيل والخبرة.. وباستثناء المرشحين لاتحاد الكرة مدني رحيمي (الاتحاد) طارق كيال (الأهلي) إبراهيم السيوفي (النجمة) ناصر الحماد (الطائي) أحمد الخميس (الهلال) سعود الحمالي (النصر) حسام الصالح (سدوس) عبدالرحمن الرومي (الشباب) علي فوده (أحد).. فإن كثيراً من الترشيحات وخصوصاً لاتحادات الألعاب المختلفة جاءت اعتباطية وعشوائية ومعظم المرشحين لا علاقة لهم بهذه الألعاب.
الأكيد أن هذه الترشيحات بما فيهم الأسماء المشار إليها لم تستخدم آلية منصفة ومفيدة تجعل المرشحين لجمعيات الاتحادات العمومية مؤهلين وجديرين بالوصول لعضوية مجالس إدارات الاتحادات كما فعل النادي الأهلي.. ولم تضع مبدأ الانتخاب داخل النادي حلاً لإبعاد نفسها عن التهم والإحراجات، كما أن اللوائح التفصيلية المعتمدة لتنفيذ الانتخابات تتحمل هي الأخرى مسؤولية عدم إلزام الأندية باتخاذ هكذا إجراءات عند تسمية مرشحيها كخطوة أولية ضرورية لبدء عملية انتخابية شاملة ومؤثرة بقوة على الرياضة السعودية قيادة وإدارة وممارسة حاضراً ومستقبلاً.
بالمناسبة وفي ظل الاختيارات الاجتهادية المعتمدة على إمكانات وعقليات أصحاب القرار في إدارات الأندية، فقد شدني وأعجبني ترشيح إدارة نادي سدوس بقيادة الخبير والمحنك محمد المعمر لعضو الشرف الداعم والمثير للجدل في الأوساط النصراوية والرياضية والغائب الحاضر حسام الصالح لعضوية اتحاد الكرة، وهو برأيي اختيار يحمل في مضامينه وأبعاده الشيء الكثير لنادي سدوس ولاتحاد الكرة، وفيه كذلك إنصاف وتثمين وتقدير للصالح في حالة وصوله لمجلس الاتحاد السعودي لكرة القدم.
***
* يظل الأمير نواف بن محمد من القلائل البارعين في الإدارة والقيادة وفي أحاديثه الصريحة وتصريحاته الموضوعية.
* أخشى على الرائع دائماً والخلوق جداً عادل البطي أن يتسبب الإعلام في إحراق الكثير من أوراقه وإمكاناته.
* من يتحمل مسؤولية أن يلعب الطائي أهم وأصعب مبارياته بدون أجانب..؟!.
* تطور الجبلين وتصاعد نتائجه ومستوياته دليل على أن النادي يدار بعقلية إدارية فاهمة وأجهزة فنية متمكنة.
* ليس من المنطق والعقل، كما لا يحق لإدارة الهلال أن تحجب رقم (9) لمجرد اعتزال سامي الجابر.
* من المؤسف والمعيب أن يقحم اسم النجم الكبير ماجد عبدالله مدحاً أو ذمّاً في أجواء مهرجان تكريم زميله سامي.
abajlan@hotmail.com