كتب - عبد العزيز العبيد
سيدفع نادي الهلال مبلغاً يصل إلى ثلاثة عشر مليون ريال لنادي الوحدة في مقابل انتقال نجم دفاع الفريق والمنتخب السعودي أسامة هوساوي إلى صفوف الفريق الأول والدفاع عن ألوانه.. وهذه هي المحصلة النهائية للصفقة.. والموضوع الذي تمَّ الأخذ فيه والرد كثيراً إلا أن بعض التساؤلات العالقة وغير الواضحة الإجابات من قِبل الاتحاد السعودي لكرة القدم ستسبب جدلاً آخر عند أي صفقة مستقبلية تتم بنفس الصيغة والطريقة والأسلوب بين الأندية المتنافسة والنظام.. والأمر الذي يجب لفت الانتباه إليه هو أن أحد البنود الأساسية في نظام الفيفا لانتقالات اللاعبين ينص على أن اللاعب له حق الانتقال الكامل في حال انتهاء عقده لأي نادٍ يرغب فيه ويُعوض ناديه الحالي في حال كان اللاعب أقل من 23 سنة في ما يُسمى ببدل تأسيس وتكوين اللاعب وأن اللاعب أيضاً له حق التوقيع للانتقال من ناديه إلى نادٍ آخر إذا بقي في عقده ستة أشهر على أن يبدأ تاريخ العقد الجديد في المدة التي تلي انتهاء عقد اللاعب مع ناديه وسأربط هذه النقطة مع نقطة لاحقة، لكن وجب التنويه لها في البداية لأنها أحد أكثر النقاط جوهرية في قوانين الاحتراف.
لقد لفت نظري خلال هذه الصفقة عدة أمور أهمها من وجهة نظري هو ما أسوقه كالآتي:
1) فترة الانتقالات الدولية تكون عادة في شهر أغسطس وهو الموافق لشهر شعبان فيما ينتهي عقد هوساوي في شهر رمضان وهذا يعني - فيما لو تزامنت فترة الانتقالات لدينا مع هذه الفترة - أن الهلال سيدفع تسعة ملايين ريال للوحدة لشراء عقد هوساوي أي قيمة شهر واحد فقط.
2) الهلال وهو هنا النادي المتضرر مالياً سيدفع قيمة انتقال موسم كامل على الرغم من أن عقد هوساوي مع ناديه الوحدة تبقى فيه أقل من سنة وهو ما يعني أن الهلال سيدفع للوحدة مبلغاً مالياً هو جزء من قيمة اللاعب في الوقت نفسه الذي تكون فيه الوحدة لا تملك هذه الفترة من مدة العقد للاعب!! والمفترض هو أن يشتري الهلال بقية مدة العقد وليس أكثر من ذلك لأن هذا الأمر يعني أن الهلال قد اشترى من الوحدة مدة زمنية حسابها (فراغ) وغير معلومة.
3) في النقطة السابقة الضرر واقع على أسامة هوساوي أيضاً، فالمفترض هو أن يستفيد اللاعب من المبالغ المالية المتعلقة بالقيمة التالية لانتهاء عقده مع ناديه الوحدة (وهي من تاريخ نهاية عقده إلى أن يكمل مدة السنة التي اشترى الهلال العقد فيها)، لكن الحاصل هو أن نادي الوحدة هو الذي سيقبض قيمة المدة الزائدة من المدة التي اشترى الهلال فيها العقد والمحددة بسنة!! فيما سيأخذ اللاعب قيمة النسبة 30% الثانوية علماً بأنه وفق الفقرة (1) فإن هوساوي لن يقبض مبالغ 11 شهراً.. ولو قُسمت التسعة ملايين ريال على 12 شهراً فإن حق كل شهر هو (سبعمائة وخمسون ألف ريال) أي أن هوساوي تضرر من فقدان مبلغ ثمانية ملايين ومائتين وخمسين ألف ريال هذا بغض النظر عن إدخال الثلاثين بالمائة في هذه الحسبة وإلا فالخسارة أكبر.
4) وضع اللاعب على لائحة الانتقال هو أمر غير مفهوم في هذه الحالة، فاللاعب دولي وليس متضمناً في قائمة اللاعبين المنخفضة مستوياتهم والذين يتضرر النادي من الدفع لهم في ظل مستواه المنخفض وهذا يعني بأن اللاعب قد (انتهكت) حقوقه من جهة أنه حر في اختيار النادي الذي يريد أن ينتمي إليه بعد نهاية عقده مع ناديه الحالي.
5) تقول الفقرة 6 من ضوابط الانتقال للمادة الثانية عشرة (إذا رغب النادي الحالي الاحتفاظ باللاعب وعجز عن سداد ما نسبته 30% من قيمة أعلى عرض خلال عشرة أيام عمل ينتقل اللاعب للنادي صاحب العرض الأعلى).. ثم تقول الفقرة 8 (تمنح اللجنة النادي واللاعب مهلة سبعة أيام عمل لدراسة العروض والرفع لها بنتيجة هذه الدراسة على أن تقوم اللجنة بإنهاء إجراءات انتقال اللاعب خلال خمسة أيام عمل من تاريخ نهاية الفترة الممنوحة للنادي واللاعب لدراسة العروض).
السؤال الحالي وفق لائحة الاحتراف.. لماذا لا يتم انتقال اللاعب هوساوي للهلال في الفترة الحالية؟!
6) في التقديم لهذا الموضوع تحدثت عن حرية انتقال اللاعب والآن ماذا سيكون موقف لجنة الاحتراف إذا وقَّع اللاعب لنادٍ خارجي مثلاً - خصوصاً في حال وقوع حالات مشابهة - بعد نهاية عقده أو في الستة الأشهر الأخيرة من عقده اللاعب عندها ستكون له حرية التوقيع ولن يكون لناديه أي حق سوى التأسيس كما ذكرت سابقاً خصوصاً وأن الانتقال من بلد إلى بلد آخر سيكون خاضعاً لقانون الفيفا وفي أوروبا مثلاً حتى بعد انتهاء فترة الانتقالات فإن اللاعب المنتهي عقده (عقد حر) يحق له التوقيع بعد نهاية الفترة المحددة للانتقالات (في حال لم يوقع مع أي نادٍ).
7) رغم انتهاء عقد اللاعب بعد وضعه على قائمة الانتقالات فإن الوحدة سيملك حقوق الانتقال لمدة سنتين قادمتين إذا اختار اللاعب إسقاط اسمه من كشوفات النادي داخلياً، لكن النادي لن يستلم أي مبلغ مالي في هذه الحالة لو كان الانتقال خارجياً.
8) إن وضع اللاعب على قائمة الانتقال فلا تخلو الحالة من أمرين أن اللاعب لا يريد تجديد عقده مع ناديه وهو ما يعني أن اللاعب يريد الانتقال عند نهاية عقده إلى نادٍ أفضل أو عقد أفضل، أو أن النادي لا يرغب ببقاء اللاعب وهو يعني أنه إما غير مفيد فنياً أو سلوكياً أو يريد أن يربح مالياً من عقده.
ثم إذا كان اللاعب لا يرغب في التجديد فلماذا يُجبر على لائحة الانتقال؟ إن من أبسط حقوقه هو الانتقال لمن يريد بعد انتهاء عقده؟ وهذا يطرح سؤالاً آخر: هل هناك فرق بين أن لا يتقدم أي نادٍ لشراء اللاعب حتى نهاية عقده أو انتهاء عقد اللاعب بشكل طبيعي أي أن له حرية الانتقال في كلا الحالتين بدون مردود مادي إلى ناديه؟