قضت رحمة الله عز وجل أن يجعل الموت نهاية كل حي من المخلوقات، فقال سبحانه وتعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ}سورة الرحمن (26) وانفرد هو بالبقاء {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}سورة الرحمن (27) ولو بقى أحد من البشر لبقي أفضلهم وأزكاهم محمد ژ.
ولو كانت الدنيا تدوم لأهلها
لكان رسول الله حياً مخلداً
لكن لله الحكم البالغة والمشيئة النافذة، فقد قضى سبحانه وتعالى بقبض روح عبده الصالح - نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً - (موسى بن عبدالله العبدالسلام) في أول شهر الله المحرم لهذا العام؛ عاش حياته ملازماً للمسجد فقد عمل مؤذناً أكثر من 35 عاماُ في الحوطة ثم في الرياض وكان مواظباً على الحضور في أوقات الأذان إلى المسجد حتى الأذان الأول الذي يسبق آذان الفجر كان محافظاً عليه صيفاً وشتاءً وكان يشتري بماله الخاص مكبر الصوت ويصلحه على حسابه عندما يتعطل، وكان رحمه الله كريماً سخياً على قلة ذات اليد وكان صاحب قلب كبير ونفس سامحة راضية فلا تراه غاضباً من أحد قريباً أو بعيداً بل يدعو للناس كافة، تعلو وجهه الابتسامة والبشر يتفقد الجيران ويزورهم ويهتم بالأرامل والمساكين؛ راضٍ بقضاء الله وقدره محبوب من كافة الناس الصغار والكبار يسلم على هذا ويدعو لذاك، طال به المرض وأقعده عن الخروج من بيته (جعل الله ذلك رفعة في درجاته)، يفرح بمن يزوره في منزله يقول أحد زواره وهو من أقربائه): زرته في المستشفى وعرفني وتحدث معي، فقال لي: أريد أن أؤذن فقلت: أذن فبدأ بالأذان ثم فاضت روحه وهو يؤذن.
فهذه إن شاء الله من علامات حسن الخاتمة له، نسأل الله له المغفرة والرحمة والرضوان وأن يعلي درجاته في عليين وأن يصلح عقبه وأهله آمين.