«الجزيرة» - نواف الفقير
تبنت وزارة الزراعة استراتيجية لمساعدة المزارعين في توزيع منتجاتهم وضمان نفاذها إلى الأسواق المحلية والعالمية، وتمكينهم من وضع الخطط الإنتاجية والتسويقية السليمة وفق طلب المستهلك.
وبدأت الوزراة برنامجاً سينفذ من قبل الدولة ممثلة في البنك الزراعي لتوفير المعلومات الزراعية التي تخدم القطاع وتعود بالإيجاب على الاقتصاد الوطني، وشكلت فريق عمل من متخصصين في القطاعين العام والخاص لوضع الإطار العام للبرنامج الذي على ضوئه يمكن لإدارة مجلس البنك الزراعي تكليف بيت خبرة متخصص لإعداد الدراسات الفنية التفصيلية لتنفيذه.
وأكد الدكتور فهد بالغنيم وزير الزراعة على أهمية توفير المعلومات الزراعية التسويقية الدقيقة واصفاً ذلك بالمهمة لصالح القطاع الزراعي من تجار ومزارعين ومستهلكين، لافتاً في ندوة استضافتها غرفة الرياض أمس إلى أن عدم توفر المعلومة الزراعية يسهم بدرجة كبيرة في إغراق الأسواق المحلية بالمنتجات الزراعية عشوائيا ويخلق تنافساً محموماً بين المزارعين ينتج عنه في الغالب انخفاض في أسعار بعض المنتجات إلى ما هو أقل من تكلفة الإنتاج.
وبيّن بالغنيم ان الفكر التجاري هو ما ينقص المختصين في القطاع الزراعي حالياً، ولكن مع وجود ممثلين عن القطاع الخاص سيضيف للعام ويسهم في الخروج بتوصيات عملية يمكن تطبيقها في توفير المعلومات الزراعية بصفة عامة عن مدخلات الإنتاج الزراعي المحلي بشقيه النباتي والحيواني, والواردات والصادرات وأسعار المنتجات الزراعية في الأسواق المحلية والعالمية.
بدوره أكد عبدالرحمن الجريسي رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض على الدور الاستراتيجي الذي يلعبه القطاع الزراعي والثروة الحيوانية في مسيرة التنمية وتحقيق الأمن الغذائي للمملكة مشيراً إلى أنه تحقق الاكتفاء الذاتي في عام 2005م, من بيض المائدة والحليب الطازج والقمح والتمور, كما تم تحقيق85% من احتياجات المملكة من الخضراوات, 65.% من الفواكه, ونحو50% من اللحوم, وبلغ إجمالي الناتج المحلي الزراعي حوالي 38.3 مليار ريال لتصبح مساهمته في القطاع غير النفطي تمثل 6.9 % وفي الناتج الإجمالي المحلي للمملكة خلال عام 2005م, نحو 3.3%.
ومن جانبه تناول السيد مينو لسنسترا نائب السفير الهولندي المنهج والأسلوب المطبق في الإدارة الزراعية في هولندا, وأهمية بناء البيانات والمعلومات التي تفيد تنمية الإنتاج وتحديث العروض والأسعار, ونظام التسويق والتبادل الزراعي, والمعلومات التي تفيد تطوير الإنتاج وتجويد المنتج كماً ونوعاً.
واستعرض المسئول الهولندي تجربة هولندا الزراعية ونظامها الخاص في بناء المعلومات الزراعية ونبه إلى أن الأنظمة والمعلومات لا تستنسخ إنما تحاكي ويعاد إنتاج مدخلاتها بطرق مستقلة, وقال: إن النظم الزراعية الهولندية قد لا تناسب المملكة ودول أخرى لكن البناء الهيكلي للمعلومات يمكن أن تستفيد منه دول أخرى.