في الليل الماطر، والدفء المولد من طاقة عصرية، ومن ظلام أقبية نربي فيها خدرنا ونعاسنا وسباتنا الطويل.. ظللنا في ليل ثلاثاء حزين.. ماطر، وقارس، ومظلم نرقب بحياد (غزة) وأهلها تحت الحصار..
فبرغم مصاعب ليل (غزة) وأهلها، يظل الغزاويون فيه يمارسون أقصى درجات ضبط النفس على ذوي القربى، وذوي البعداء..
في الليل البارد والمظلم تتوعد أنفاسهم وأحلامهم العدو بوابل من ذخيرة الصمود، والعناد حتى آخر رمق..
(بين عباس وحماس قتل الناس).. إلا أنا (غزة) بأهلها تناضل في المعادلة الصعبة للبقاء، وتأمين القوت تتدحرج أحلام (الغزاويين) على طرق غير مرصوفة.. دمرتها الجنازير والمدرعات التي تتعقب الأطفال والفتيان المناضلين من أجل حرية غزة وباقي فلسطين..
إطارات تحرق، حجارة تقذف، صواريخ تثور في وجه الظلم، لتضيء وجوه الملثمين الذين يكبدون العدو مزيداً من الرعب.
يعبر (الغزاويون) نحو شرف المقاومة، وتعلو أرواحهم شرفات النصر رافعي الرؤوس..
يرقبوننا بعيون صبرهم، وعنادهم نحن بنو (خذلان) وقد تماهينا في الخسران.. ففي ليل الثلاثاء المظلم والحزين تنمو كبرياءهم وتزهر، رغم حصار الروح القارس..
في درس الصبر على المكاره يعلمنا (الغزاويون) دائماً أنهم صابرون مرابطون في وجه العدو المستأسد بطغيان الأفاعي العظمى، والحيايا القصيرة المخاتلة.. فكم من طالب (بكالوريوس) نراه يدرأ الظلمة والفاقة والعوز وظلم ذوي القربى في بصيص فانوس صغير ينوس في ليل (غزة) المحاصرة.
(ظلم ذوي القربى..!!) أشد يا غزة.. أشد حصاراً، وأنكى.
hrbda2000@hotmail.com