تأتي الأرقام والإحصاءات من السجل الوطني للأورام لتؤكد تزايد حالات السرطان في المملكة بنسبة تقارب 11.6% ما بين عامي 2002 و2003، وذلك حسب إحصاءات وأرقام منشورة رسمياً من مركز السجل الوطني للأورام التابع لوزارة الصحة والموجود في مبنى الأورام بمستشفى الملك فيصل
التخصصي ومركز ألأبحاث بالرياض. وأما الأعوام السابقة عن 2001 وحسب نشرات السجل الوطني للأورام تزايد الحالات الجديدة يقارب 3% في كل سنة، ثم تزايد إلى ما يقارب 6% بين عامي 2001 و2002، ثم تزايد ما بين عامي 2002 و2003 إلى 11.6%، وبلغة ألأرقام المنشورة رسمياً نتابع هذا التزايد خلال ستة أعوام (ما بين 1997 و2003) حيث جاءت الأرقام في سجل عامي 1997 و1998 لتسجل 14529 حالة (للعامين) أي بمعدل 7270 حالة جديدة في السنة تقريباً، ثم تزايد العدد إلى 14856 في عامي 1999 و2000، أي بمعدل 7430 حالة جديدة في السنة، ثم تزايد إلى 7453 حالة جديدة في عام 2001، وفي عام 2002 تم تسجيل 7924 حالة جديدة, وفي عام 2003 تم تسجيل 8840 حالة جديدة (عدد السعوديين 6516 وغير السعوديين 1866 حالة) أي بتزايد مقداره 11.6% عن العام 2002، ولم يصدر حتى الآن رسمياً سجل الأعوام 2004 و2005 .... 2006, حيث إنه من المعتاد أن تأخذ الإحصاءات وقتاً كافياً للتسجيل والتدقيق والتحليل الإحصائي والمراجعة قبل ظهورها رسمياً.
ويعترف الباحثون والعاملون في تسجيل ومتابعة الإحصاءات في علم الإحصاءات الطبية والسجلات بأن التسجيل قد ينقصه بعض القصور في متابعة بعض الحالات التي لا يتم معاينتها في المستشفيات والمراكز التي تقوم بتسجيل حالات الأورام إما بسبب سفر هؤلاء المرضى للعلاج في الخارج أو بسبب ترددهم على أطباء شعبيين وعدم متابعة حالاتهم في المستشفيات الرسمية التي تقوم بإدراجهم ضمن الإحصاءات أو قصور في طريقة متابعة الحالة، وكذلك نقص المعلومات الكافية أو عدم الاشتباه وعدم دقة التشخيص أو خطأ في التشخيص أو اختفاء المريض قبل التأكد من حالته إما بسبب الموت أو السفر للعلاج بالخارج أو لجوئه للطب الشعبي. وقد يصل هذا القصور في بعض التوقعات إلى ما يقارب أو يتجاوز 10% من الحالات المسجلة رسمياً.
وبنظرة شاملة لنسبة التزايد (11.6%) في السنة ما بين 2002 و2003، وكذا عامل القصور في التسجيل فإن الحالات المتوقعة للعام الحالي قد تصل إلى 10.000 حالة في 2004 م و11000 حالة جديدة في 2005 م و12000حالة جديدة في 2006 م وقد يصل إلى 13000 حالة في 2007 م.
وبتحليل أعداد الحالات وأنواع الأورام بين السعوديين (فقط) في الحالات التي سجلت عام 2003 (وهي أحدث إحصائية رسمية صدرت من السجل الوطني للأورام) نجد أن سرطان الثدي بين النساء يمّثل الأغلب بعدد 676 حالة جديدة بالسنة وتمثل 21% من حالات السرطان بين النساء، وبالنسبة للمناطق فإن منطقة الشرقية تأتي في المركز الأول في نسبة سرطان الثدي بحيث تصل حالات سرطان الثدي إلى 29% من حالات السرطان بين النساء بالمنطقة الشرقية، ثم المنطقة الشمالية والقصيم ومكة وهو الأول بين النساء بمعدل 26% من حالات السرطان بين النساء في تلك المناطق، ثم منطقة الجوف 20% ثم الرياض بمعدل 17% ثم المدينة 14.6 %.
ثم يأتي سرطان القولون والمستقيم كثاني سرطان في المملكة إذ تم تسجيل 566 حالة جديدة في عام 2003 معظمهم من الرجال (317 حالة) والنساء 249 حالة, ويمثل سرطان القولون والمستقيم المركز الأول السرطانات بين الرجال في منطقتي مكة والمدينة حيث يمثل 12.3% في مكة و12% في المدينة، والثاني بين النساء في كلتا المنطقتين, بينما تسجل منطقة الباحة سرطان القولون والمستقيم كأكثر سرطان بين النساء بنسبة 15% من حالات السرطان بين نساء الباحة. ثم المنطقة الشرقية بنسبة 9.6% من سرطانات الرجال وهو السرطان الأول بين الرجال بالشرقية يليه سرطان الرئة 9.5%،
السرطان الثالث في المملكة هو سرطان اللمفوما (الغير هودجكنية) وهو في الجهاز اللمفومي المناعي وله علاقة بالدم وأمراض الدم، وعدد الحالات الجديدة بالمملكة لعام 2003 وصل إلى 521 حالة جديدة منها 303 من الرجال و218 بين النساء. أما نسبة توزيع الإصابات حسب المناطق فهي تصل إلى أن يكون السرطان الأول بين الرجال في المنطقة الشمالية بنسبة 15% من الحالات بين الرجال في المنطقة الشمالية ثم تأتي مناطق عسير 11.7% ثم جازان وحائل 11.5% ثم الباحة11.1 % وهو السرطان الأول بين الرجال في تلك المناطق، وبالنسبة للمناطق الأخرى فإن سرطان اللمفوما الغير هودجكني يأتي بالترتيب الثاني في المناطق نجرات نجران وتبوك والمدينة (10% من الحالات) والثالث في المناطق التالية : الرياض والشرقية ومكة 9.5%، ويكون الثالث بين النساء في عسير10% وجازان ومكة 8%.
سرطان الدم (سرطان الخلايا البيضاء بالدم) ويسمى اللوكيميا وهو رابع سرطان في السعودية في عام 2003 وعدد الحالات الجديدة 423 حالة. منها 239 بين الرجال و184 حالة بين النساء.
وبالنسبة لتوزيع اللوكيميا في المناطق فقد سجلت منطقة تبوك المركز الأول بمعدل 10.2% من الحالات السرطانية بالمنطقة وهو الأول بين الرجال ثم منطقة القصيم بمعدل 9.9% من الحالات وهو السرطان ألأول بين الرجال, والثاني بين الرجال في الجوف والشمالية 9.3%, وهو السرطان الثاني بين النساء بالجوف حيث يشكل 11.2% من حالات السرطان بين النساء بالمنطقة. ثم يأتي سرطان الكبد وقد سجل 360 حالة سرطان كبد جديدة في المملكة لعام 2003، منها 251 بين الرجال و109 بين النساء.
وبالنسبة لتوزع المرض حسب المناطق فإن سرطان الكبد هو الأول في منطقة نجران 12.2% من السرطانات في نجران بين الرجال والرياض 10.6 من الحالات بين الرجال في منطقة الرياض.
ثم يأتي سرطان الغدة الدرقية بين النساء وهو السرطان الثاني بين النساء السعوديات بالمملكة وعدد الحالات 343 حالة جديدة في عام 2003 من النساء فقط، وأعلى نسبة هي في منطقة نجران 20% من حالات السرطان بين النساء هو سرطان الغدة الدرقية وهو السرطان الأول بين النساء في نجران، ثم يليها حائل وهو السرطان الأول بين النساء في حائل بنسبة 14%، وفي الرياض حيث يكون السرطان الثاني (بعد الثدي) يصل إلى 14.7% من حالات السرطان بين النساء، ثم تبوك 12.7% (الثاني بعد سرطان الثدي في تبوك) ومن ثم تأتي عسير والمنطقة الشرقية والجوف والباحة بمعدل 10-11% من الحالات بين النساء.
ثم يأتي سرطان الجلد وتبلغ الحالات 271 حالة منها 158 بين الرجال و113 بين النساء.
ثم سرطان الرئة وتبلغ الحالات 183 بين الرجال و60 حالة بين النساء (المجموع 243) حالة، وتسجل المنطقة الشرقية ومكة والمنطقة الشمالية الأعلى حيث يسجل السرطان الثاني بين الرجال في الشرقية 9.5 % من الحالات في الشرقية و9.4% في الشمالية ثاني سرطان بين الرجال، و8.6 في مكة وهو ثاني سرطان بين الرجال في مكة، الأعلى، ومن المعروف علمياً أن سرطان الرئة ينتشر بصفة رئيسة بين المدخنين في الأغلب, إذا تؤكد بعض الدراسات أن 90% من مرضى سرطان الرئة في معظم الدول هم من المدخنين. (ويأتي سرطان المثانة أيضاً في المنطقة الشمالية بنفس النسبة 9.4 وهو من السرطانات التي لها علاقة وثيقة بالتدخين).
ومن الملاحظات الهامة أن سرطان الفم يأتي في منطقة جيزان في المركز الأول إذ يمثل 18.1% من سرطانات النساء و8.2% بين الرجال وهو سرطان له علاقة بالتبغ الممضوغ على شكل شمة أو (سويكة) حسب إحدى الدراسات التي تمت في مركز ألأبحاث بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، وكذلك سرطان المثانة الذي له علاقة وثيقة بالتدخين ويمثل 10.7% من الحالات في منطقة جيزان و9.4 في الشمالية)، ثم يأتي سرطان اللسان في جيزان أيضا بالمركز الثالث بين النساء، حيث يمثل 6.4، 4.1 % بين الرجال من حالات السرطان بالمنطقة، وهو أيضاً له علاقة بمادة التبغ الممضوغ (الشمة) التي يضاف إليها الشب أو اللايم مما يجعل ضررها أكثر تاثيراً على الفم واللثة واللسان. ومن الملاحظات أيضاً أن سرطان الرئة هو الأكثر انتشارا في المناطق الأكثر تدخيناً حسب إحصائيات الجمعية السعودية لمكافحة التدخين.
* عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان وأمين الصندوق.
عالم أبحاث طبية رئيسي ورئيس وحدة المسرطنات مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض
بريد إلكتروني khodairy@kfshrc.edu.sa