|
أفي كل يوم تحت ضبني شويعر |
ضعيف يقاويني قصير يطاول؟ |
أما بعد، فإنك - متعك الله بكفي - عليك لا منك - خوفي، فيا حسرتا ذهب الأكرمون، فالآن يصاول البزل ابن اللبون، عير قساً بالفهاهة باقل، وقال السها للشمس لونك حائل، ورماني من علمته الرماية بيدي، كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد.
|
يا ذا الفهاهة، وأخا السفاهة، الطبشور برأسي رجمته، ووجهي في دفترك رسمته، الحليم حيرته، ولقب السوء نشرته، والواجب نقشته، والدرس همشته، ما الشرح عندك بشرح، ولا معلمك بذي نصح. أفي كل درس منك فعل ينغص؟ وفي منك علك وفصفص؟، لا فضل لك علينا، تأتي ما أبينا، وتقول سمعنا وعصينا، واسمع غير مسمع، وإنما نحن نزرع في بلقع، صيحة في واد، ونخفة في رماد، بل هم أضل سبيلاً، وأعوج قيلاً.
|
سبحان من علمنا العلم، وألهمنا الحلم، وأنعم علينا بالنعمتين الكبار: الفسحة والانتظار، نعمة بنا لا بك، ونجاة منك لا لك، فعجباً ولا عجب، أحسن من كتب لامية العرب:
|
وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى |
وفيها لمن خاف القلي متحول |
أواه أواه! وإنا لله، كل طالب وما يهواه، يقوى على ما لا إبليس يقواه، على مدرس النحو (نصبوا) و(طرحوا) أخا الرياضيات و(ضربوا)، لسانهم مع الجغرافي في (تشاد) وخلقهم مع الإنجليزي (باد) أقاموا الإملائي من (الكرسي) وجعلوا التاريخ في (عبس)، بعثوا لنا تخبيلاً، وكانوا علينا داء وبيلاً، كاد المعلم أن يكون هبيلاً:
|
ويكاد يقتلني الأمير بقوله |
كاد المعلم أن يكون رسولا |
لقد قتلنا أوقاتنا تحضيراً، وجعلنا أوراقنا لكم تيسيراً، ولم نبخسكم فائدة ولا نقيراً.
|
هو الطالب، طال بنا طالبنا، مشي مختال، وفكر خبال، جسم كجسم البغال، وصوت كصوت الجمال، ولباس كلباس ربات الحجال، شرحنا له فكأنا ما نشرح، إنما نحن نخطب وهو يسرح.
|
يلومنا بما جنت يداه، ويحسد أن نوفي للمحسن جزاه، إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم، عسى ربكم أن يرحمكم، وإن عدتم عدنا، وإن زدتم زدنا، وما حق الطالب بهواه.
|
|
|
|
|