حوار - زيد السبيعي
الشاب والمعلق القادم خليل الفهد الذي جعل من اسمه علامة بارزة في مجال التعليق الرياضي وخصوصاً في الدوري الأقوى عالمياً والالتحاق بقناة الشوتايم إنما هو ردٌ على كل من لم يقدر موهبته حيث استطاع خليل أن يثبت نفسه من خلال مسابقة (هز الملعب) وتحقيق هدفه في قناة معروفة على مستوى الشرق الأوسط.
وأكد من خلال حديثه ل(الجزيرة) أن هناك من حاربه كثيراً وأضعف عزيمته لولا الله، وأشاد بوقوف المعلق المخضرم نبيل نقشبندي والزميل عادل عصام الدين في تحقيق طموحاته المستقبلية، وقال: وجدت من يدعمني ويحقق حلمي وهي قناة (الشوتايم) التي تتعامل باحترافية عالية بعكس قنواتنا الرياضية العربية.
(الجزيرة) التقت بخليل الفهد في حوار كامل كشف عن مسيرته وطموحاته وتطلعاته في الحوار التالي:
* في البداية حدثنا عن بداياتك في مجال التعليق الرياضي؟
- بدايتي كانت في عام 1419هـ عندما أقمت بطولة على مستوى الأحياء وشارك فيها عدد كبير من فرق الأحياء القوية وعلقت على جميع مباريات البطولة وكانت تلك الجماهير الموجودة في المباريات تساعدني على التفاعل مع كل كرة وهجمة أو هدف وهي في الحقيقة من أعطتني الثقة في الاستمرار وكنت مطلوباً للكثير من البطولات ويقدمون لي مغريات للتعليق على بطولاتهم وأشارك معهم دائماً رغبةً مني في التعود على الأجواء الجماهيرية حتى كسبت الثقة في النفس ولا يوجد لديّ أي خجل، وهذا الفضل يعود لتلك الجماهير التي لن أنسى فضلها الكبير وتشجيعها للمواهب وكانت تلك البطولات مدعومة إعلامياً بشكلٍ كبير.
* هل جاءتك عروض في بداياتك؟
- لا أبداً لم تصل لي أية عروض في تلك الفترة ولم تكن في مخيلتي أنني سألتحق بإحدى القنوات وخصوصاً السعودية، لكن لا أنسى موقف الزميل هاني السليس الذي طلب مني أن أذهب معه لأسجل شريطاً بصوتي ليعرضه على القناة الرياضية السعودية، وبالفعل ذهبت معه وسجلنا شريطاً صوتياً بتعليقي على مباراة مسجلة للهلال والنصر.
وبعدها ذهبت بصحبته إلى القناة الرياضية وقابلنا الأستاذ إبراهيم الجوير نائب رئيس لجنة المعلقين ورحب بنا وأشاد بتعليقي وطلب مني أن أحضر يومياً ولمدة ثلاثة أسابيع للجلوس مع المعلقين ومنهم المعلق المعروف عبدالله الحربي الذي أشاد بتعليقي وبصوتي أثناء المباريات وجلست مع أغلب المعلقين في عددٍ من المباريات وخلال مدة تجاوزت العشرين يوماً ثم جاء رئيس لجنة المعلقين الأستاذ خالد الدوس من بطولة الخليج وبعدها طلب مني إبراهيم أن اتصل على خالد الدوس وكان يكلمني بخجل، وبعد اتصالي على الدوس وبعد أن عرفته بنفسي قال عرفتك لكن في هذه الفترة لا نريد معلقين وكان يقولها بصلف وكانت هذه المكالمة بالنسبة لي صدمة لن أنساها طوال حياتي بعد أن كنت أمني نفسي بالعمل بقناة سعودية ستظهرني للجماهير السعودية وسأثبت أني أحق من غيري وبعدها أنهيت المكالمة وأنا أتساءل كيف يختبرونني وهم بالأصل لا يريدون معلقين، هذا تصرف غريب من الدوس فهل هو يحارب المواهب السعودية؟!..
* لماذا لم تذهب لإبراهيم الجوير الذي اختبرك وهو أيضاً مسؤول؟
- للأسف إبراهيم ليس لديه أية صلاحية تُذكر وذلك يعود (لمركزية) الدوس.
* هل كان بينك وبين الدوس أية مشكلة؟
- لا يمكن أن تكون لدي مشكلة مع خالد فأنا لا أعرفه شخصياً، ومن المفروض أن يحاسب الدوس على هذه التصرفات وأيضاً يوجد هناك مواهب كثيرة اندثرت وأنا أكبر دليل في عدم فهمه بمجال التعليق هل يوجد للدوس نظرة فنية للمعلق أجزم أنه لا يعرف معنى التعليق، وهذا ليس ذنبه بل ذنب من اختاره لهذا المنصب!
* لكنك ذهبت لهم في القناة الرياضية للاختبار لدى الدوس مرة أخرى؟
- صحيح بعد سنتين من هذه الحادثة طلبني مخرج القناة الرياضية فهد الشمري بعد أن سمع صوتي في إحدى البطولات الرمضانية وقدمني للمذيع محمد العرفج حيث إن القناة تملك حقوق الدوري الفرنسي والحمد لله لدي ثقافة عالية في الدوري الفرنسي وامتدح صوتي وذهبت بصحبته إلى خالد الدوس وجلس معي والله لم يسألني عن أي معلومة عن التعليق بل كان يقدم كلاماً غير جدير بالذكر فمثلاً يوجهني بقوله إذا أردت أن تعلق (لا تأكل الكبسة) هل هذا منطق مسؤول في لجنة التعليق وإذا نريد تطوير مستوى التعليق السعودي فليعتمدوا على أصحاب المهنة، فتوجد خامات جيدة مثل الأستاذ نبيل نقشبندي فهو من الداعمين للشباب السعودي ومعلق متمكن وهو ابن المهنة.
* لكنك متحامل كثيراً؟
- هذه الحقيقة وأنا لست زعلان في عدم ترشيحي للالتحاق بالكادر التعليقي في القناة الرياضية السعودية الذي كان حلمي لتحقيق رغبة الجماهير التي تطالبني بالتعليق في الذهبية لكني زعلان على وطني وتدهور مستوى التعليق بسبب الوقوف في وجوه الواعدين والحمد لله أن الداعمين كُثر وجدت فرصتي خارج وطني، أريد أن أسألك أين المعلقون الأكفاء كلهم في قنوات أخرى (فتش) عن السبب وستجده لدى القناة!
* مَن هؤلاء الذين فرطت بهم القناة؟
- هؤلاء ذهبوا بسبب الأسلوب الذي تعامل به معي بتعامله معهم بطريقة أخرى كعدم دفع مكافأتهم فذهبوا من قناة حكومية إلى قنوات خاصة وهم (فهد العتيبي وناصر الأحمد وعبدالله الحربي ورجا الله السلمي وغازي صدقة ونبيل نقشبندي.
* يقال إن المعلق المخضرم نبيل نقشبندي هو من ساندك في تلك الفترة؟
- صحيح فهذا الرجل إنسان متواضع ويحب المواهب الشابة ويدعمها بكل ما تحتاجه بعد أن أغلق خالد الدوس جميع الأبواب في وجهي قمت بالاتصال على نبيل نقشبندي عن طريق المعلق إبراهيم الذيابي، وبعد أن سمع كلامي وثقافتي في مجال التعليق الرياضي قال لي بالحرف الواحد يا ابني سجل شريطاً بصوتك وأرسله لي وامتدح اتصالي معه وذكر أنه يعرف المعلق الجيد من صوته وأنت منهم وكان حريصاً على سماع تعليقي لكن حالة الظروف التي أجبرتني على عدم تسجيل الشريط الصوتي.
* أين الشريط الذي سجلته مع الزميل هاني السليس؟
- للأسف الشريط المسجل ضاع من هاني، والحظ كان ضدي في ذلك الوقت لكن بعد أن زالت ظروفي القاسية اتصل زميلي عبدالله السالم وعرض عليّ فكرة العودة إلى القناة الرياضية فرفضت الفكرة لكنه أخبرني بأنه هذه المرة لست معلقاً بل مذيعاً فرحبت بالفكرة فذهبت معه وقابلت الأستاذ عبدالرحمن الحسين مدير المذيعين في القناة وعمل معي مقابلة عن الإذاعة وأعجب بأسلوبي فطلب مني النزول إلى المسرح لتقديم اختبار برنامج إخباري مع عددٍ كبيرٍ من المستجدين من مذيعين ومذيعات والحمد لله حققت المركز الأول في التقديم وبعدها اختبرت أيضاً مع المجموعة برامج حوارية وحزت على الأول وبعدها انضممت للقناة الرياضية الثالثة كمذيع ميداني وقدمت أكثر من 20 (أوردر) وهو نسبة كبيرة وحصلت على إشادة كبيرة من جميع العاملين في القناة، وفي نهاية الموسم الماضي كنت من ضمن المذيعين الميدانيين في نهائي الدوري في المباراة التي جمعت الهلال بالاتحاد حيث مكثنا من الساعة الواحدة ظهراً وحتى الواحدة صباحاً في الاستاد دون أكل وذلك من أجل النجاح بهذا النهائي إلى أكبر تغطية إعلامية والحمد لله نجحنا وبعدها طلبني مدير عام القناة الرياضية الأستاذ عادل عصام الدين وكافأني بمبلغ مالي نظراً للجهود التي قدمت خلال الفترة القصيرة التي عملت في القناة وحفزني بكلمات لن أنساها ما حييت وفعلاً وجدت من يقدر موهبتي وليس من يستخدم أساليب التطفيش.
* لماذا تخليت عنهم بعدما وقفوا معك؟
- أنا لم أتركهم بل التحقت بقناة الشوتايم كمعلق على الدوري الإنجليزي وأخذت منهم الإذن وهم من سمحوا لي وخصوصاً الاستاذ عادل عصام الدين الذي تمنى لي التوفيق في رغبتي منذ الطفولة وأشكرهم على الاهتمام الذي وجدت في الفترة التي عملت معهم ولن أنسى زملائي مذيعي القناة الذهبية.
* وكيف التحقت بقناة الشوتايم؟
- كنت أتصفح إحدى الصحف المحلية ووجدت إعلان (مسابقة هز الملعب) على قناة الشوتايم عن مسابقة لمن يلتحق بكادر القناة فذهبت لهم في فرع الرياض وجلست معهم وأجريت لي مقابلة شخصية وعدد كبير من الأسئلة عن ثقافتي بالدوري الإنجليزي وأخبروني من خلال تعليقي على مباراة مسجلة بين لويفن وتشيلسي والحمد لله أخذت المركز الأول على المتسابقين على مدينة الرياض لأن المسابقة كان تشمل الرياض والدمام وجدة وجميع الدول العربية وكان عدد المشاركين حوالي 3000 متسابق وبعدها أبلغوني اللجنة انني من ضمن الثمانية المتأهلين من الدول العربية وطلبوا منا الذهاب إلى دبي للإقامة في فيلا للمرحلة الثانية من المسابقة لمدة أسبوعين، وكان عددنا ثمانية مرشحين من جميع الدول العربية وكلهم حاصلون على المراكز الأولى في بلدانهم ونحن في المرحلة الأخيرة بفوز واحد ليكون ضمن معلقي قناة شوتايم على الدوري الإنجليزي والحمد لله أنني رفعت رأس بلدي بهذا الفوز.
* ما الآليات التي يتم عن طريقها اختيار الفائز للالتحاق كمذيع بالقناة؟
- بعد وصولنا لدبي أخبرونا أن هناك سبع مراحل لابد من تجاوزها لأكثر نقاط فاختبرنا المرحلة الأولى (المعلومات الثقافية للدوري الإنجليزي) فحققت نتيجة دون المستوى المأمول ثم ذهبنا إلى المرحلة الثانية (اختبر الخبير) وحصلت على الدرجة كاملة من اللجنة وبعدها اختبرنا في المرحلة الثالثة (المواجهة) وهي مشابهة لبرنامج مَن سيربح المليون والحمد لله بتوفيق الله ثم بدعم والدتي وإخواني حصلت على الدرجة الكاملة.
في المرحلة الرابعة (الذاكرة) حيث أعطونا قائمة بأسماء لاعبي ليفربول ومانشستر يونايتد لمدة دقيقتين وطلبوا منا أن نذكر خمسة عشر لاعباً على الأقل وحققت الأول، وذلك يعود لمتابعتي القوية للدوري الإنجليزي وحفظي لأغلب لاعبي الفرق الإنجليزية.
وفي المرحلة الخامسة (مقابلة الموارد البشرية) وهي اختبار عن الأمور الإدارية وما لك وما عليك وكنت واثقاً من نفسي ووجدت قبولاً جيداً من مدير الموارد البشرية وحصلت على جميع النقاط، في المرحلة السادسة (المراسل) وهي تقديم فقرات مسابقة وأيضاً جمعت كل النقاط، وفي آخر المراحل هي (لقاء مع نجم) وعملت مقابلة مع كابتن منتخب الإمارات في عام 1990م عبدالرحمن محمد، وكان اللقاء مثيراً بشهادة المنافسين وبعد اللقاء قيم المحلل الرياضي والإعلامي علي الزين هذه المقابلة وأعطاني جميع النقاط.
ثم بعدها تم الإعلان عن الثلاثة الفائزين وكنت أنا أولهم وحصلنا على رحلة سياحية من القناة إلى لندن فذهبنا لمدة أسبوع إلى عاصمة الضباب لندن وزرنا أيضاً نادي توتنهام الإنجليزي وشاهدنا إمكانات النادي المتطورة والحديثة وقابلنا اللاعب جيرمن جينس ثم بعدها ذهبنا إلى ملعب ويمبلي الإنجليزي الشهير ويعتبر أغلى ملاعب العالم وزرنا أيضاً قنوات سكاي العالمية وأخذنا جولة ميدانية فيها بعدها رجعنا إلى دبي وتم إعلاني فائزاً وذلك قبل المباراة الافتتاحية في الدوري الإنجليزي بنصف ساعة ثم طلبوا مني التعليق على مباراة الافتتاح التي جمعت فريقي بلاكبيرن وميدلزبره والحمد لله وفقت فيها بشهادة العاملين معي.
* هل وقعت عقداً بينك وبين القناة؟
- العقد أن أعلق على الدوري الإنجليزي لمدة ثلاث سنوات دون مقدم عقد لكن براتب مغرٍ جداً جداً.
* ووظيفتك الرسمية الحكومية؟
- للأسف فصلوني باعتباري متغيباً خمسة عشر يوماً، وقد ذهبت إلى مسؤول التوظيف الذي هنأني بفوزي ويقول هذا تشريف للوطن ونحن معك قلباً وقالباً، وبعد أن أخبرته بالفصل قال أنت تغيبت أكثر من المدة القانونية طبيعي أن تفصل.
* بعد أن انضممت للكوادر في قناة الشوتايم كيف هي الإمكانات لديهم؟
- القناة معروفة على مستوى العالم وأنا ذهلت بإمكاناتهم العالية، والدليل الفوز بحقوق نقل الدوري الإنجليزي حصرياً والمعلقون الموجودون معي كلهم ذو خبرات طويلة في مجال التعليق وسأستفيد منهم كثيراً وأنا محظوظ بانضمامي لهم وأشكرهم على هذه الثقة التي لا أنساها ما حييت وبحكم وجودي في دبي فهم يساندونني في كل شيء من أكبر موظف إلى أصغر موظف، وفي اعتقادي الشخصي أنه لو تعامل مسؤول التعليق لدينا مثل ما يتعامل مسؤولو الشوتايم معي لتطور التعليق السعودي ووصل للعالمية لكن لا حياة لمن تنادي.
* كيف ترد على من شكك في قدراتك بعد انضمامك لأكبر قنوات العالم في الشرق الأوسط؟
- الرد ليس بالكلام إنما بفوزي على أكثر من ثلاثة آلاف عربي وهذا أكبر رد لمن شكك في قدراتي.
* بعد فوزك هل هنأك طاقم القناة الرياضية السعودية؟
- أحب أن أشكر جميع العاملين في القناة على دعمهم لي خلال التصفيات وأحب أن أشكر مدير عام القناة الرياضية الأستاذ عادل عصام الدين الذي بتوجيهاته استطعت أن أترجمها من خلال المسابقة ولا أنسى نبيل نقشبندي الذي هنأني بعد فوزي، وهذا ليس بمستغرب عليه وهما مكسب للرياضة السعودية.
* كلمة أخيرة تود أن تقولها لقراء الجزيرة؟
- أحب أن أشكر جريدة (الجزيرة) على هذه الفرصة وهو أول لقاء حواري في مطبوعة خليجية، وهذا فخر لي حيث تلقيت العديد من الصحفيين على مستوى الخليج لكن اختياري ل(الجزيرة) يعود لانتشارها على مستوى الخليج وهي من الصحف التي دعمتني إعلامياً.