يوجد بين المصطلحين (الإرشاد النفسي والعلاج النفسي) عناصر اتفاق وأخرى اختلاف، فكليهما يكمل الآخر ويستخدمان وسائل جمع البيانات نفسها كالمقابلة ودراسة الحالة، ويستخدمان برامج إنمائية ووقائية وعلاجية، ويسعيان لهدف مشترك هو مساعدة المسترشد أو الحالة في تحديد وتحقيق ذاتها.
وأما عناصر الاختلاف أو نقاط الافتراق فتتحدد في:
- الإرشاد النفسي يهتم بالأطفال والطلاب سواء العاديين والموهوبين والمتأخرين دراسياً وذوي المشكلات الشخصية والنفسية والسلوكية الأقرب إلى الصحة، فهو يهتم ببناء الشخصية والمحافظة على الصحة النفسية، كما أنه يتطلب وقتاً محدوداً مناسباً. وتقدم خدماته في مكاتب التوجيه والإرشاد الطلابي في المدرسة والمعاهد والجامعات والعيادات النفسية والتربوية في الكليات التربوية.
كما أن الحالة أكثر وعياً واستبصاراً وتقدّر مسؤوليتها وتشارك في العملية الإرشادية، والمشكلات سطحية وأقل خطورة ويصاحبها قلق موضعي أحياناً، وتتبادل متغيرات العملية الإرشادية بين المرشد والمسترشد وعليه يستطيع المسترشد بناء شخصيته، الاعتماد في حل المشكلات على مستوى الشعور.
- أما العلاج النفسي فيهتم بالمضطربين نفسياً مثل الاكتئاب والقلق والفوبيا.. والمضطربين ذهنياً مثل الفصاميين، كما أنه يتطلب وقتاً طويلاً يصل لعدة سنوات. وتقدم خدماته في العيادات والمستشفيات والمستوصفات النفسية والخاصة. والحالة أقل استبصاراً وسعياً للعلاج، لذلك فإن العملية العلاجية تتمركز حول المعالج، والمشكلات أكثر خطورة ويصاحبها قلق عصابي. وتتمركز العملية العلاجية حول العلاج، والاعتماد في حل المشكلات على مستوى اللاشعور.
