إن ما تحقق من إنجازات في قطاع التعليم بالمملكة بفضل الله عز وجل ثم الأيادي البيضاء التي امتدت بالبذل والعطاء المتواصل من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - ، ولقد حظي بالخصوص التعليم العسكري والأمني بالاهتمام والرعاية من القيادة الرشيدة حتى أصبح هذا القطاع يضم صروح علمية أكاديمية متخصصة على مستوى راقٍ يفوق مستوى الكليات العسكرية العالمية وتضطلع هذه الكليات العريقة بمهمة إعداد وتأهيل الضباط علماً وفناً وأداءً واحترافاً وتدريباً وتسليحاً؛ ليعملوا في مختلف المواقع العسكرية والأمنية. وهذه الكليات العسكرية هي: كلية الملك فهد الأمنية، وكلية الملك عبدالعزيز الحربية، وكلية الملك فيصل الجوية، وكلية الملك خالد العسكرية، وكلية الملك فهد البحرية، وكلية الملك عبدالله للدفاع الجوي.
وتعتبر كلية الملك خالد العسكرية بالحرس الوطني، التي احتفلت بمرور (25) عاماً على افتتاحها، الأحدث بين الكليات العسكرية السعودية والعربية. وبالرغم من حداثتها بين قريناتها من الكليات العسكرية إلا أنها قد حققت - بفضل الله - طموحات القيادة في بناء الإنسان وإن (الإنسان لأغلى ما نملك) كما حققت إنجازاً قياسياً في العلم العسكري الأكاديمي تعليماً وتدريباً، وخطوات ملموسة ومبادرات على الصعد العلمية والثقافية والاجتماعية من خلال رؤية واضحة وبرامج دقيقة وخطط واقعية تستند إلى العقل والعلم وقبول التحدي الحضاري ومواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية. وهنا نؤكد مقولة صاحب السمو الملكي الفريق أول ركن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية حينما قال سموه (.. إن الكلية أدَّت دورها بكفاءة، سواء على مستوى مهمة إعداد الطلاب ليصبحوا ضباطاً، أم على مستوى خدمة المجتمع من النواحي الثقافية والعسكرية والعلمية والرياضية أيضاً).
ولا شك أن قيادتها الطموحة المؤهلة ذات الفكر والرؤية الواضحة التي ترتكز إلى العقل والعلم، ممثلة في صاحب السمو الملكي الفريق أول ركن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية، كان لها الأثر البالغ في تحقيق أسباب ومقومات النجاح والتقدم والرقي التي توافرت خلال مسيرة الكلية، مستفيداً سموه من دراساته العسكرية المتخصصة التي بدأت في كلية ساند هيرست العسكرية الملكية في المملكة المتحدة، وخبراته الميدانية المكتسبة من المناصب القيادية التي تدرَّج فيها.
ويوم الأربعاء الماضي احتفلت كلية الملك خالد العسكرية بتخريج كوكبة من شباب هذا الوطن، طلاب الدفعة الثالثة والعشرين والدورة الثامنة عشرة للضباط الجامعيين، غادروها بعد أن زرعت فيهم مبادئ الشرف والتضحية والوفاء والقيم الإسلامية خلقاً وسلوكاً، وأصبحوا - بحمد الله - متسلحين بالمسؤولية والعلم والشجاعة والإيمان الصادق والإخلاص والعدل واليقين والولاء والطاعة لله ثم للمليك والوطن، هذا اليوم الذي انتظره الخريجون لينطلقوا بشهاداتهم من مصنع الرجال إلى رحاب الوطن، إلى الحياة العسكرية بكل ثقة ووعي وحزم ليكونوا دائماً على أهبة الاستعداد للذود عن الدين وخدمة المليك والدفاع عن الوطن ومقدساته وثرواته. ويؤكد صاحب السمو الملكي الفريق أول ركن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز بأن (.. هذه الفرحة هي فرحة للجميع.. فرحة أن نجد شباباً من أبناء هذا الوطن مؤهلين مدربين قادرين على خدمة دينهم ووطنهم ونحن في الواقع فخورون بهذه النتائج وهذا التميز وهذا المستوى العالي لهؤلاء الخريجين، وإنني أبارك لهؤلاء الخريجين وأبارك لأهاليهم..)
- الحرس الوطني