صدر عن دارة الملك عبد العزيز ضمن سلسلة إصدارات كتاب الدارة, وهو الإصدار الحادي عشر, تحت عنوان (مملكة كندة في وسط شبه الجزيرة العربية: دراسة تاريخية آثارية) لرئيس قسم الآثار بكلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود الدكتور عبد العزيز بن سعود الغزي.
ولا يخفى ما تتمتع به الدارة من حسن اختيار الكتب التي تسعى لنشرها, وهذا الجهد وحسن الاختيار يرجع في أساسه إلى الهيئة التي تشرف عليها, ممثلة في كون رئيس مجلس إدارتها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض, وعاشق التاريخ وداعمة, إضافة إلى معالي أمين عام الدارة الدكتور فهد بن عبد الله السماري الذي دائمًا يوفق في اختياراته لما يصدره, فضلاً عن سعادة نائبه الدكتور ناصر الجهيمي. ولعلي لا أطيل في ذلك، فأشرع في استعراض ما حواه هذا الكتاب القيم. فكم كنا نشتاق لمثل هذا الإصدار, وخصوصاً أنه يؤرخ لمملكة من الممالك العربية القديمة, ولمنطقة نجد خاصة.
وقد بذل المؤلف جهده في هذا الكتاب, كما ظهر لي من خلال ما حواه من معلومات, كما يشكر للمؤلف حسن ذوقه وإفضاله, حين شكر جريدة الرياض ومنسوبيها الذين سمحوا له في البداية أن يتناول موضوع هذا الكتاب ضمن عموده الأسبوعي في صفحة آثار في الجريدة. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الإنصاف وحسن الذوق.
والكتاب يقع في 211 صفحة قسمه الباحث إلى بابين: الباب الأول عنون له ب(الدراسة التاريخية), وشمل أربعة فصول جاء الأول منها تحت عنوان (مصادر دراسة مملكة كندة), وقسم تلك المصادر إلى مصادر مكتوبة, ومصادر غير مكتوبة.
فالمصادر تمثلت في النقوش الكثيرة التي تفيدنا عن تاريخ ملوك هذه المملكة وأسمائهم, وكذلك مصادر مكتوبة مثل المصادر البيزنطية المعاصرة أو اللاحقة لمملكة كندة, كما كانت دواوين شعراء الجاهلية من هذه المصادر, ثم تطرق الباحث إلى المصادر التي ذكرت كتبًا عن مملكة كندة كالنديم في الفهرست, ثم استعرض بعض الكتب العربية التي ورد فيها أخبار عن كندة, وإن كان أكثرها معتمدًا على روايات شفوية قديمة, ثم استعرض الدراسات الحديثة التي تناولت هذه المملكة من كتب عربية وغير عربية.
ثم عرج الباحث في آخر هذا الفصل إلى الحديث عن الموطن الأول لقبيلة كندة, ثم كيفية قيام مملكة كندة في وسط الجزيرة العربية.
أما الفصل الثاني، فكان عنوانه: (ملوك مملكة كندة في وسط شبه الجزيرة العربية), وقال إن عددهم خمسة ملوك، أولهم: حُجْر آكل المرار بن عمرو, وآخرهم امرؤ القيس بن حجر.
أما الفصل الثالث, فكان عنوانه (الانتشار المكاني لمملكة كندة) استعرض فيه أولاً رواية الهمداني ثم الروايات التاريخية الأخرى.
وأما الفصل الرابع, فكان عنوانه (الانتشار المكاني لأهم القبائل الخاضعة لمملكة كندة)، حيث يتناول الباحث القبائل التي حكمتها مملكة كندة, فكان أشهرها قبيلة حنيفة ثم تميم, ثم عامر بن صعصعة, ثم كلاب, ثم الرباب, ثم بني عبد القيس, ثم غطفان, ثم عبس, ثم فزارة, ثم ذبيان, ثم أسد, ثم تغلب, وأخيرًا بكر.
وأما الباب الثاني فكان عنوانه: (الدراسة الآثارية), وقسمه الباحث إلى ثلاثة فصول, الفصل الأول عنوانه: (كندة في النقوش القديمة), حيث تناول فيه أقدم نقش ذكرت فيه كندة والمعروف بنقش (جام 635), والمؤرخ بين عامي 66 و55 ق.م ثم تناول غيره من النقوش.
وقد كان عنوان الفصل الثاني من هذا الباب (كندة في المواقع الأثرية), وأجملها الباحث في المواقع الآتية: غمر ذي كندة, وبطن عاقل, والعيون, وزبيدة (العمارية), وتاج, والدفي, وتيماء, وأخيرًا دومة الجندل.
وأما الفصل الثالث والأخير، فكانت النتائج والتوصيات التي توصل إليها الباحث, ثم يختم الباحث كتابه بقائمة بأهم المصادر والمراجع التي استفاد منها في هذا الكتاب, ثم ملحق اللوحات الذي شمل الخرائط وصور النقوش واللقى الأثرية التي تدعم مثل هذا البحث.وبهذا أنهي هذا الاستعراض لمحتويات الكتاب, عسى أن أكون قد وفقت في عرضه.