Al Jazirah NewsPaper Tuesday  10/10/2006G Issue 12430الرأيالثلاثاء 18 رمضان 1427 هـ  10 أكتوبر2006 م   العدد  12430
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

استراحة

قضايا عربية
  في الصحافة العبرية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

القوى العاملة

الرأي

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

زمان الجزيرة

الأخيــرة

حياتنا والملفات السلبية
د. سهام العيسى

-1-
تشكو إحدى صديقاتي المقربات من القلق الذي يسيطر عليها......... وتردد دائماً: يستوطن القلق كل ذرة من كياني.... جرعة القلق التي تسكنني لو وزّعت على العالم كله لعاشوا في كآبة وفوضى داخلية.......... هذا القلق والتفكير يأتي حتى من أبسط الأمور التي أعلم أنها لا تستحق هذا التحجيم، ولكنني لا أستطيع كبحه أو التحكم فيه.
القلق إحساس لا غنى عنه، وهو الحافز والمنبه إذا كان بجرعات محدودة وضرورية، وهو وحش مفترس إذا لم نتمكن من السيطرة عليه، فيبعث برسائله السلبية التي تبدأ ببناء نسيج جديد يغلف العقل، وتبدأ مسارات أفكارنا بالتغيير وتسلك مسالك جديدة، فتتغير نظرتنا إلى الأشياء نتيجة لتحول تلك الرسائل إلى أفكار ثم إلى حقائق نعيشها وهي بعيدة كل البعد عن الواقع.
تذكرني جرعات القلق والرسائل السلبية بقصة (صرخة استغاثة) لروبرت آرثر، فمن خلال القصة نتعرف على شقيقتين عجوزتين مذعورتين؛ إحداهما مقعدة، وهي لويزا، والثانية مارتا، تعيشان مع ابنة أختهما إيلين وزوجها الصيدلي في منزل صغير ومعتزل.بدأ قلقهما يزداد بعد أن طلبت إيلين منهما وكالةً لتسهيل أملاكهما، فقبلتا، ولكن بدأت الرسائل السلبية تصدر بشكل ومضات متكررة........... ستحاول التخلص منهما؛ لأنها وريثتهما الوحيدة، وسيساعدها زوجها الصيدلي........... وبدأت هذه الرسائل تقوى بعد موت قطتهما.
ازداد خوفهما........ بعد أن اكتشفتا أن بيتهما معروض للبيع حاولتا الاتصال بالمحامي، ولكن الهاتف كان مقطوعاً............ من هذه الحقائق والأفكار المختلطة بدأ عقلهما يرسل برسائل أقوى، فليس هناك أي مرشح للسيطرة على الأفكار السلبية، وتنتهي الحكاية بأن تقرّرا التخلص من إيلين وزوجها...... استدرجت الأختان إيلين وزوجها إلى القبو بحجة البحث عن القطة، وأغلقتا الباب وأحرقتا الدار ومَن فيها. تنتهي الحكاية بذهابهما إلى القاضي للاستفسار عن البيت، فيبلغهما بالحقائق التالية: إن بيتهما معلن بالمزاد العلني لتسديد ما بذمتهما من ديون بسبب إفلاس شركتهما، وأن المحامي مسافر إلى مدينة أخرى، وأن إيلين لم تشأ مصارحتهما بذلك كي لا تؤلمهما، وقررت قطع الهاتف للاقتصاد في النفقات، وعرضت البيت للبيع للإنفاق عليهما.
إن قوانين العقل الباطن ونشاطاته قد تنعكس على الحياة بسبب تلك الرسائل السلبية التي تتحول إلى توقعات وشك، ثم نحولها بعد إيماننا بها إلى حقائق معاشة. إن الإنسان يستقبل 60000 فكرة يومياً، منها شعوري ومنها لاشعوري، وأكثر من 80% من تفكير الإنسان سلبي، ولكن ومضات هذه الأفكار تستمر بضع ثوانٍ وتبدأ بالتجمع، فالفكرة تجذب فكرة أخرى من نفس النوع، ويبدأ العقل الباطن بتحريك الأفكار حتى تصل إلى 60000 فكرة، فالأفكار السلبية تجذب فكرة سلبية أخرى، والإيجابية تجذب مثيلتها، ولكن المشكلة التي قد نصادفها هي مشكلة الخلط أو التفكير في أكثر من مشكلة في وقت واحد، وهنا يبدأ العقل الباطن بناءً على خبراته السابقة في تضخيم المشكلات، وتنعدم الرؤية الحقيقية للجوانب الإيجابية والسلبية لأي مشكلة، وعندما يكون الإنسان مشدوداً بخيوط وهمية تجرّه إلى التعاسة واليأس، فيبدأ التعايش مع هذا الواقع في البداية، ثم يندفع مع هذه التوقعات التي أصبح عقله مبرمجاً عليها إلى الجانب المظلم من المشكلات، ويركز على الفشل والإحباط، فيعمل على تجميع الضباب حوله لدرجة الوصول إلى مرحلة انعدام الرؤية؛ فالعقل يبرمج نفسه على الفشل، والكثير منا يركز على الجانب السلبي من الحياة بدلاً من الجانب الإيجابي، نركز فقط على انفعالاتنا وتوتراتنا اليومية ونسمح لها بأن تسيطر على عقلنا الباطن الذي وجهنا بالريموت كنترول بدلاً من تنمية إحساسنا بالتفاؤل؛ فالشيء المعرض للفشل حتماً سيفشل، ولكن التركيز على الحلول والإحساس بحلاوة الحياة التي لن نعيشها إلا مرة واحدة يجعلنا ندافع عن حقنا بالعيش بسلام ومحبة، حتى ولو كان صراعنا مع عقلنا الباطن.
-2-
رمضان شهر العبادة...... والصفاء، هل فكرت يوماً أن تجعله المحطة لإعادة بناء علاقتك مع ربك، فقد تكون هذا العام موجوداً..... ثم لا تدري أين تمضي بك الأيام..... لم يبقَ شيء..... أبداً. احرص على الخير واجعل علاقتك مع ربك ونفسك ومن حولك إيجابية... ولكن هناك ما يشتتني كما تقول إحدى صديقاتي، وهو حبي لمشاهدة المسلسلات الرمضانية..... تقول: فكرت ووجدت الحل بأن أوزعها طوال العام ويبقى رمضان صافياً لا يعكره شيء ولا يشدني شيء؛ فأنا حرة لا يقيدني برنامج أو متابعة مسلسلة حتى لو لم أقضِ وقتي بالعبادة؛ فالراحة النفسية هي أهم ممتلك بهذا الشهر الكريم.
في حياتنا اليومية هناك الكثير من الممارسات السلبية التي أتمنى أن تذهب مع الريح (تفكير إيجابي)، ويكون لحماية المستهلك الدور في حماية المواطن في هذا الشهر الكريم، منها:
1- زيادة أسعار المواد الاستهلاكية من دون مبرر، حتى المياه الصحية، كانت الزيادة في إحدى الأسواق التجارية تجاوز 5 ريالات، والسبب أن المساجد تطلب كميات كبيرة منها، وهذا بدلاً من أن تكون هناك نسبة تخفيض لأعمال الخير، وكذلك أسعار الخضار والفواكه، فكل سلعة زادت بمقدار ريال، ولو قمنا بحسابها كم سيدفع المواطن البسيط وهو مشتّت بين هذه الأسعار التي تستنزف جيبه وقوته.
2- هذه الأيام الكثيرات يبحثن عن ملابس العيد، والمشكلة التي لا أدري متى تُحلّ لدينا ونعاني منها كثيراً هي أن أي قطعة نشتريها لا يمكن استرجاع ثمنها إلا في نفس الليلة، والسؤال: لماذا؟ في كل بلدان العالم يمكن استرجاع النقود بعد شهر من شرائها أو أكثر، وبعض دول العالم يمكن استرجاعها بعد ثلاثة أيام، وأغلب المحلات لدينا هي ماركات عالمية، وهي تتعامل معنا بالخارج بأسلوب وبالداخل بمعيار مختلف يفرضه علينا تجارنا الذين يفرضون قانون تبديل السلعة وليس إرجاعها.

Seham1426@yahoo.com



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved