Al Jazirah NewsPaper Tuesday  03/10/2006G Issue 12423مقـالاتالثلاثاء 11 رمضان 1427 هـ  03 أكتوبر2006 م   العدد  12423
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

دراسات

دوليات

متابعة

منوعـات

القوى العاملة

الرأي

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الأخيــرة

التاريخ المنسي (1-2)
العلم الذي نضج.. حتى احترق
ندى الفايز

وحدهم الذين لا يقرؤون التاريخ تفاجئهم الأحداث، فالتاريخ دائماً ما يعيد نفسه. نظرة الاستعلاء على العرب والمسلمين والإصرار على أنهم شعوب بربرية من طبيعتها القتل وسفك الدماء كانت ومازالت النظرة السائدة عند الآخر، حتى أن بعض العرب المستنكرين من حضارة الأنا والمدعين حضارة وثقافة الآخر تأثروا بها، إما لجهل أو انعدام اعتزاز بالعروبة، وعليه شح المدافعون من أبناء جلدتنا عن العروبة والإسلام، ومع أن ذلك علم قديم قائم بذاته إلا أنه قيل فيه إنه العلم الذي نضج حتى احترق، وليس مبالغاً القول إن الهدف الاستراتيجي من وراء تفريغ المسلمين من القيم الإنسانية يجيء ضمن محاولة الآخر أن يهزم العربي بداية في لغته وحضارته ومن ثم دينه ورسوله قبل أن يهزمه في أرضه، وعليه تكثر الأصوات التي تحاول تفريغ العرب والمسلمين من الثقافة والحضارة الإنسانية والتعاليم الدينية المتسامحة ومن هنا جاءت الصحوة الإسلامية حتى عند العرب المتأخرين.
وليس مبالغاً القول إن ثقافة وحضارة العرب والمسلمين تشهد عليها حتى أوراق الخرائط ويستدل على ذلك حتى من كلمة جغرافيا، فجغرافيا نفسها في أصلها كلمة عربية مشتقة من (زخرف - زخرافيا - جغرافيا) ويشتق منها كذلك (ذو - جرف، ذو - جرافيا) والميثولوجيا مشتقة من (مثال - ذي علم الأمثال).
لقوله عز وجل {حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.
كما أن اسم القارة يرجع إلى الكلمة العربية قنط بمعنى سكن، فقارة آسيا مشتقة من الأساس لأن بها شبه جزيرة العرب أساس انطلاقة البشرية وبها البناء الأول في تاريخ البشرية منذ زمن سيدنا آدم (الكعبة المشرفة) وعليه يلاحظ التطابق الجغرافي مع الديني، حتى أن قارة إفريقيا سماها العرب بذلك لأنها كانت متصلة بآسيا قبل أن تنفصل عنها منذ ملايين السنين وبعدما انفصلت وتفرقت سميت إفريقيا لتفرقها عن آسيا.
كما أن الفلسفة الإغريقية التي تشبع منها الفكر المسيحي حسب ما جاء بمحاضرة بابا الفاتيكان في ألمانيا يجدر التذكير بأن العرب هم الذين أطلقوا على الإغريق كلمة الإغريق Greeks والمقصود بهم سكان اليونان القدماء وتعود التسمية إلى السبب الذي غرقت به هذه بلادهم حتى أن أساطيرها تذكر قصة الغرق بالتفصيل، بل إن ثقافة أهل اليونان التي يدعي البعض أنها أصل الحضارة اسمها مشتق من اسم سيدنا يونس الذي ورد ذكره في القرآن باسم ذا نون أيضاً (يون ذي) أما اسم مدينة أثينا - سماها العرب على اسم شجر التين كما سمى العرب أيضاً روما بذلك اشتقاقاً من اسم شجر الرمان الموجود بأراضيها.
ولعل من المفيد إرجاع بعض المصطلحات الغربية إلى الجذور العربية مع أن قاموس اللغة اللاتينية التي اعتمدت عليها الإنجليزية وبقية اللغات الأوروبية ومن بينهم بالتأكيد البابا عند كتابة محاضرته التي ألقيت بألمانيا أو حتى عند حديثه بالإيطالية بالفاتيكان، حيث تعد مرجعية جذورها إلى اللغة العربية، ولقد أثبت العديد من علماء الغرب في بحوثهم أن العربية أصل اللاتينية وأرجع القاموس الإنجليزي وغيره شبه كامل إلى اللغة العربية ومن ذلك على سبيل المثال (لا) الحصر:
قسطاس عدل - عدالة (قسط ذي) جستس justice/ just
الديمقراطية Democracy استعيرت المفردة من اللفظ كراسي الشعب الذي يرمز إلى مكان جلوس المشاركين من الشعب في السلطة.
سراط - الشارع - طريق بالإنكليزية ستريت Street
طريق - طريق بالإنكليزية طراق Track
وليس مبالغاً القول كذلك إن القارة الأوربية بأكملها والتي ذكر الغربيون أنفسهم أنها كانت مغطاة بالثلوج عندما كانت جزيرة العرب خصبة وخضراء قبل الجفاف الذي أصابها بعد زمن الطوفان وخروج الهجران منها، سماها العرب أوروبا على اسم شخصية فينيقية عربية تحمل هذا الاسم والأبعد من ذلك أن الدراسات الغربية التي أنصفت العرب أثبتت أن أسماء المحيطات والبحار مشتقة من العربية وتحديدا من شبه جزيرة العرب.
ومعروف أن جذور الفينيقيين تعد عربية (لا) بيزنطية مثل جذور الإمبراطور الذي تحدث عنه البابا، وذلك حسب رأي ثقاة النسابة والمؤرخين الغرب أنفسهم، فالفينيقيون هم في الأصل شعبان: الأرميون والكنعانيون وتزاوجوا وتصاهروا وبعدها دخلوا بالمسيحية وأصل تسميتهم يرجع إلى كونهم شعب النخيل والفينيقيون تعني بالإغريقية النخيل ورجوعاً إلى اشتهارهم بزراعة النخيل في موطنهم الأصلي بجنوب الجزيرة العربية، وأول ما سكنوا بالبحرين قبل أن يطردهم الآشوريون منها وينزحوا إلى مدينة صور في لبنان، وعليه كانت الأبجدية الفينيقية التي انتشرت تكتب عبر استخدام اللغة الأوغاريتية التي تعد شكلاً قديماً من الكنعانية وكانت مكتوبة ومنطوقة في أوغاريت (رأس شمرا) على الساحل الشمالي لفينيقيا في القرنين 14 و 13 ق.م.
هذا بجانب أن اللغة الأرامية التي يعتقد المسيحيون وخاصة المتآخرين منهم أنها اللغة التي استخدمها المسيح عليه السلام بالأصل عربية الجذور فالأرابيون (أراميته = أرابيته) وهم العرب من بني كلاب الذي هاجروا من الجزيرة العربية واستوطنوا بلاد الهلال الخصيب وبلاد أرمينيا وفارس وأفغانستان وباكستان وأطلق على ديارهم (بات أريبي) أي (بيت العرب - بيت عريبي) وذلك عند نزوحهم من جزيرة العرب ولتميزهم عن بقية السكان سميت قبائل بني كلاب العربية بذلك ومنها كانت اللغة الأرامية التي انتشرت عند المسيحيين ومنها كذلك كان دخول تلك القبائل العربية في الديانة المسيحية التي عرفوها قبل أن يعرفوا الإسلام ومنها انحدر العرب المسيحيون قبل وبعد الإسلام.
ومن يصدق.. فلقد كاد أن يغمى عليَّ من هول الصدمة والمفاجأة في مدينة بوسطن الأمريكية عندما قرأت دراسة علمية تؤكد أن أسماء المحيطات مشتقة من اسم نهرين في منطقة الأفلاج بالسعودية (شبه جزيرة العرب) باعتبارها من الطرق التي كان يسلكها الركبان والقوافل التجارية قبل الجفاف الذي أصاب جزيرة العرب وخروج هجرات القبائل وتكوين الحضارات الإنسانية بالجوار في بلاد النهرين ووادي النيل، حيث أوضحت تفاصيل تلك الدراسة أنه كان بمدينة الأفلاج السعودية نهران: اسم الأول الأطلس واسم الثاني الرقادي (والذي يعني الهادي) واشتق من اسم النهرين اسم أكبر المحيطات بالعالم، أما المحيط الهندي فلقد جاءت تسميته تبعاً لتسمية القارة الهندية التي أطلق عليها العرب كلمة الهند رجوعاً لكلمة مهند التي تعني السيف بناء على شكل الهند الذي يشبه سيف المهند.. وللحديث بقية.

nada@journalist.com



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved