حول قصة الأسبوع الأول للمستجدين

تعقيبا على ما نشر للأخ فايز الشراري في العدد 12405 في مقالة (قصة الأسبوع الأول مع المستجدين) حيث إنني وقعت في دوامة الحيرة والاستغراب وأن أقول: هل أنا معه أم أنا ضده؟
ولكن الحقيقة تذكر أن الأخ أجاد في طرحه للمشكلة بأسلوب رقيق يدل على احترامه للآخرين دون تجريح، وأجيب الأخ على سؤالي المذكور آنفاً؛ أنا مع الأخ فيما كتب، ولكن أنا ضد أن نكتفي بأسبوع واحد فقط للمستجدين.
أما مع ما كتبه من أطروحات واعتراضات على نظام الأسبوع الأول ولكن أقف مع نفسي معارضا أن نردد فقط الأسبوع الأول كاف لتهيئة المستجدين، لماذا لا نضع استبانة للمعلمين المختصين بالصف الأول، ونرى مدى رضاهم عن الخطط التي يسيرون عليها؟
وأن يبدوا اقتراحاتهم حيال ذلك والشيء الذي يرغبون فيه والشيء الذي يريدون ألا يتقيدوا به.
ومن المعروف أن الطلاب يحتاجون إلى دراسة وبيان حالتهم قبل الشروع في الدراسة وذلك لأن الخوض في غمار التعليم بسرعة يشكل عقبة على المعلم قبل الطالب، ليس المهم أن يتعلم الطالب الحروف في السنة الأولى، لأنه يحتاج إلى تهيئة ويحتاج إلى تربية خاصة تختلف عن البيت.
وأتساءل هنا لماذا نركز على الأسبوع الأول ونهمل الأسابيع الأخرى؟
هذه مشكلتنا وستبقى حية ما لم نبتعد عن المجاملات والرسميات، أتمنى أن تزول فكرة الأسبوع الأول وتستبدل بفكرة السنين الدراسية للطلاب ونجعل المدرسة دار سعادة لا دار تعاسة للطلاب.
أتساءل وأقول لماذا إخواننا العرب تبدو عليهم المتعة والمرح في ذهابهم وإيابهم للمدرسة، وطلابنا تبدو على بعضهم الكآبة والحزن في ذهابه وإيابه؟ وأضرب نموذجا على الصنفين: ففي إحدى المرات كنت أقف بجوار مدرسة فشاهدت أحد الطلاب العرب ممسكا بيد والده وهو يسرد عليه ما جرى في المدرسة وعن إبداعاته ومشاركته بالمدرسة وقد كان الوالد خير منصت ومؤيد بابتسامته لابنه، العجيب في ذلك أنني رأيت خلفهما طالبا يركل الحجر والهم يعتلي رأسه.
أما الصنف الآخر فكم من أم تعاني من ابنها كل صباح؛ عند قيامه للمدرسة، وكم من الأعطيات، والهبات تهبها له من أجل ذهابه للمدرسة.
الصنف الآخر سألت عنه فكانت أغلب إجاباته تدور على المعاناة التي تعيشها الأم.
أما أنا فقد كانت الروايات تشير إلى أنني كنت أذهب إلى المدرسة مع فتح الحارس للمدرسة لقرب المدرسة من البيت.. ولكم تحياتي.