في كل يوم يمر على وطننا نجد أن رجال الأمن لهم نصيب كبير في زيادة مؤشر الأمن والأمان بعد فضل الله سبحانه وتعالى، وقد يتعرضون في سبيل ذلك لمواقف عديدة قد تؤدي إلى فقدان أرواحهم أو إصابتهم بحيث تنعكس تلك المهام الوطنية النبيلة على حياتهم الاجتماعية أو الأسرية، واللفتة الأبوية من خادم الحرمين الشريفين التي من خلالها قضى بمنح مبلغ مالي (50 ألف ريال) لكل أم وزوجة شهيد والتي تم الإعلان عنها في الحفل الذي أقامته جمعية النهضة النسائية الخيرية، حيث ينم ذلك الأمر السامي عن مدى التكافل الذي ينعم به رجال الأمن في بلادنا، ومدى حرص القيادة الرشيدة على تلك الأسر التي فقدت ركناً من أركانها.
جميل ما نراه من تلك الأفكار والرؤى والطروحات بما يدعم حركة الإصلاح والتقدم بمجتمعنا ومثال ذلك ما أشار إليه الكاتب في جريدة الجزيرة - العدد 12416 - محمد عبد اللطيف آل الشيخ تحت عنوان (رعاية أسر الشهداء) ودعا إلى تطوير تلك اللفتة الأبوية من خادم الحرمين بإيجاد (هيئة ملكية) يكون هدفها وغاياتها وعملها حصراً على رعاية أسر وأبناء وبنات الشهداء بحيث يتم احتضان تلك الأسر ومتابعتها..
ولأن إيجاد مثل تلك الهيئة يتيح لكثير من النشاطات والمشروعات أن تستمر لفترات طويلة، كما أنها تنسق الجهود المبعثرة هنا وهناك، وأرى أن لا يتم تركيز عمل الهيئة على رعاية أسر الشهداء فقط بل تتوسع الهيئة ولتكن (الهيئة الملكية العليا لرجال الأمن) بحيث يكون مجال نشاطاتها ما يلي:
* دعم - مالياً وصحياً - رجال الأمن المصابين سواء في المواجهات الأمنية أو في أعمالهم الميدانية في الحدود، أو عند مطاردة تجار المخدرات وغير ذلك من الأعمال الخطرة.
* تقديم برامج الرعاية الشاملة لكافة المشاركين في حماية الوطن من كافة القطاعات الأمنية والعسكرية (وزارة الداخلية بجميع قطاعاتها، وزارة الدفاع، الحرس الوطني).
* منح قروض وتسهيلات ائتمانية لمنسوبي القطاعات الأمنية والعسكرية.
* الإشراف والاعتماد للمؤتمرات والندوات التي لها علاقة بالأمن الداخلي.
* الإشراف على إعداد مجلة تنشر مواقف البطولة والتضحية لرجال الأمن وصور التحدي الذي يعيشونه.
* الإشراف على إنشاء موقع على الإنترنت يهتم بما سبق.
وعلى كل حال فإن هذا المشروع إن كتب له الحياة سيكون له تأثير إيجابي عميق على أداء رجال الأمن وزيادة درجة الرضا الوظيفي لديهم مما يغذي الانتماء الوطني، ولا ننسى عند إنشاء ذلك المشروع دراسة وتعقب التجارب الناجحة في هذا المجال في بعض الدول المتقدمة.
د. زيد المحيميد - كاتب وأكاديمي سعودي |