رمضان جاء كعادته في موعده، في توقيته، بأيامه ولياليه. يحمل ما حمله قبل أربعة عشر قرناً، الرحمة والمغفرة والعتق من النار.
جاء محملاً بساعات الفرح لأهله بليله ونهاره الفرح بالعبادة والتعلق بالله والسباق نحو الفوز بالآخرة ولكن يبقى السؤال المعلق: مَنْ منَّا لن يحضر رمضان؟
لن يحضره بجسده وروحه أو لن يحضره بروحه وإن حضره بجسده.
رمضان رحلة عبادة، وموسم تجارة يفوق رحلات التاريخ ومواسم الأزمنة، التاجر الصادق فيه رابح، والتائب العابد فيه سالم.
كثيرة هي الأرواح التي سيفتقدها رمضان، ويشتاق إليها رمضان هذا العام.
أناس كانوا معه العام الماضي سجداً، ركعاً، صائمين قائمين. أحبهم رمضان لحبهم لربهم واشتاق لهم رمضان شوقهم للجنة. ولكنهم رحلوا إلى رحمة الله وتركوا رمضان لمن كتب الله له الحياة معه.
هنيئاً لمن أدرك رمضان وروحه تسبق جسده!
مؤمناً أن رمضان سيعود حتماً ولكن هو لا يأمن العودة! ويبقى السؤال: مَنْ لن يحضر رمضان هذا العام؟!
هدى عبدالرحمن المشحن / عنيزة |