Saturday 30th September,200612420العددالسبت 8 ,رمضان 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

يوم الوطن في منزلي يوم الوطن في منزلي

صباح الخير يا وطن، صباح الحب والولاء، صباح مشرق بتاريخ مليء بالخيرات والأمن والسلام، صباح الخير يا وطن الخير، يا وطن الكرامة يا وطن العز والإباء والشموخ.. وطني السعودية.
كل الكلمات تبقى لك، وأسمى الكلمات أرددها لك (أحبك يا وطن).. كانت هذه الكلمات على لسان كل طالب وطالبة بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني لهذا العام 1427هـ اليوم الوطني السادس والسبعين الذي أحاله طلاب المدارس وطالباتها إلى فرح من البهاء واللون الأخضر، من الساعات الأولى من اليوم الذي سبق يوم الأربعاء الذي احتفلت به أكثر من 30 ألف مدرسة بالمملكة، كانت منازلنا تعيش عيداً من الاحتفالية بالوطن؛ لقد لبس الصغار والكبار من طلاب المدارس وطالباتها الأوشحة ووضعوا على صدورهم خريطة وصورة الوالد القائد الملك عبد الله بن عبد العزيز - وفقه الله - وتزينوا بالتيجان التي كتب عليها (أحبك يا وطني)، وارتدوا قمصاناً تحمل صوراً وعبارات كلها تتغنى بالوطن.
عاش الطلاب والطالبات الفرح والإحساس بيومهم الوطني للمرة الثانية منذ أن تم التوجيه السامي بأن يكون اليوم الوطني عطلة رسمية لموظفي الدولة، وعاشوه بعد أن توجهت مدارسهم نحو تفعيل برامجها بشكل رائع يعكس مهرجان الوطن في أعين أبناء الوطن. لقد شعروا بأن لهم يوماً وطنياً مثل بقية البلدان التي كانوا يسمعون عنها بعد أن كان يمر مروراً عادياً حتى أن بعضنا لا يدري بالمناسبة إلا وقد غدت ورحلت وسمع الناس يتحدثون عنها. لقد أحال أطفالي أفنان، ولجين، وإبراهيم منزلي إلى مسرح، إلى ميدان، إلى مهرجان، إلى عرض عسكري عندما لبس كل واحد منهم الوشاح والوسام وتزين بصور الوطن وقائد المسيرة وراح يمشي مشية عسكرية وهو ينشد النشيد الوطني.
عندما طلبت ابنتي لجين أن أعدّ لها كلمة لتلقيها في إذاعة الصباح بمدرستها لم أشأ أن يكون تعبيري هو ما تقرأه؛ لقد أردت أن تقرأ ما في نفسها؛ فحاورتها وشكلت من إجاباتها كلمة عندما تلتها على مسمعي رأيت شموخ الوطن يبرق من عينيها. ولم تكن غيرة إبراهيم ذي السنوات الخمس باردة؛ فلقد سخن من أجواء الفرح بيوم الوطن في منزلي، وارتدى لباسه الوطني واتشح بالعلم والوسام والوشاح والتاج وحمل صورة الملك عبد الله التي أضعها على مكتبي ثم راح يستعرض طوال ساعات النهار حتى ساعات متأخرة من ليلة الأربعاء وهو يردد: (سارعي للمجد والعلياء).
ولأن الوطن عاش في قلبي وسمعي وبصري وأنا أرى أسرتي تحتفل به قبل أن تحتفل به المدارس؛ فلقد أشارت والدتهم إلى أن نحكي لأولادنا قصة الملك عبد العزيز ولا سيما وقد زرنا قصر المصمك في إحدى رحلاتنا إلى الرياض الأشم، وبالفعل رحت أنا وهي نحكي معجزة عبد العزيز - رحمه الله - في بناء كيان يشار إليه بالبنان منذ أن رحل إلى الكويت حتى عاد إلى الرياض مع فجر يوم الخامس من شوال 1319هـ؛ ليصيح المنادي: الملك لله ثم لعبد العزيز. وما أحوجنا وأنا أرى الانتباه والتركيز والانسجام عند أطفالي وهم يستمعون إلى حكايات الملك عبد العزيز وهو يؤسس بناء الدولة، ما أحوجنا إلى الاهتمام بتاريخ هذا الرجل وأهمية تدريسه لطلابنا منذ الصف الأول ولو على شكل صور وخرائط للوطن وتواريخ بسيطة يطلب من التلميذ أن يلونها ويتأملها، وليس شرطاً أن نلزمه بحفظها، ولكن الهدف أن نغرس صورة عبد العزيز وصور الوطن في أعينهم من الصغر؛ لأنه من التقصير والظلم أن يعرف طلابنا الصغار وطالباتنا صور نانسي عجرم وهيفاء وبيكام وبن لادن وغيرهم وهم لا يعرفون صور ملوكهم أو خريطة وطنهم أو بعض التواريخ البسيطة ويلمون بأعمار وتواريخ وأشكال الفنانين واللاعبين والمغنين والراقصين.. حرام. لا بدّ أن نعيد النظر في المقررات وأن نرسي قواعد منهج للتربية الوطنية في مدارسنا، وأن نوجه التربية الوطنية في الأنشطة المدرسية حتى نغرس مبادئ الحب للوطن والولاء لولاة الأمر والإخلاص والصدق مثلما كنا في فترة مضت من فترات العمر الدراسية نشهد اهتماماً بالقضايا العربية الخارجية ثم اكتشفنا فجأة كذب الشعارات القومية ونسينا الوطن حتى شعرنا بأن هناك من يريد سلب الوطن وسلب الدين لخدمة قضايا وأهداف خارجية هدفها تمزيق وحدتنا وصفنا وتدمير الأمن والسلام والخير الذي نحياه؛ فالله الله في الوطن وما يخدم الوطن.
أختم بهذه الكلمات التي أسمعتها أسرتي وهم يهمون بالخلود إلى فراشهم بعد أن حكيت لهم قصصاً من الوطن وجهاد قادته ورجاله حتى تسلمنا الحفاظ بأمانة على مقدراته ومكتسباته، وأصبح أمانة في أعناقنا، أمانة أن نبدأ بالتربية الوطنية في منازلنا قبل أن يغادرها أطفالنا إلى المدرسة والمجتمع. لقد خلدت أسرتي إلى النوم بعد احتفال بالوطن في منزلي وأنا أمسح على أعينهم شعرت أكثر بقيمة هذا الوطن الذي تنعم فيه بالأمن والسلام والرخاء وحكمة قيادته التي جنبت بلدي وأطفالي الشرور وسط عالم مضطرب.

محمد إبراهيم فايع / خميس مشيط

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved