|
انت في |
| ||
* إن خليل مطران شاعر الفكرة الأصيلة مع الصورة الدقيقة المعبرة، ويعتبر المجدد الأول للشعر العربي في العصر الحديث، وقد ظهرت خصائصه الشعرية، فيما نظم بهذه المناسبة، حيث بدأ قصيدته بوصف اللقاء الحافل، وعده مظهراً قوياً من مظاهر الوحدة العربية، وقد هز ائتلاف الملكين الكبيرين دنيا العروبة والإسلام، وبشر باليمن والإسعاد في مستقبل الأيام وفي الحاضر السعيد، وقد تحدث عن الملك فاروق بما يجب ذكره في هذا المجال، ثم خلص سريعاً إلى الحديث عن الملك عبد العزيز، فقال عنه:
* وانتقل الشاعر إلى الحديث عن بهجة البلاد المصرية برؤية العاهل العظيم، وعن الحب الخالص الذي يكنه المصريون في السر والإعلان، فهذا الحب في صميمه: هوى وشائجه فيها مقدسة وقد أقامت عليه كل برهان هل أبصر الركب حشداً غير مبتهج فيها، وعاج بمغنى غير مزدان (آل سعود) همُ الصيد الأولى كتبت آي السعود لهم أقلام مرّان صحائف المجد خطوها وزينها (عبد العزيز) بتاج فوق عنوان * ومضى الشاعر يتحدث عن مجد قادم على أيدي سادة العرب، وعن لغة الضاد التي هي جامعة أولى للعروبة، وعن الائتلاف يعيش بأمانيه وأحلامه مترقبا صباحا مشرقا للعروبة والإسلام، وقد ألقيت كلمات نثرية في هذا الاحتفال البهيج كتبها الأعلام الكبار من أدباء مصر، وخرجت الصحف المصرية، وفي طليعتها الأهرام مسجلة كل ما قيل، وما زلت الصحف العربية مرجعا تاريخيا للواقع العربي المشهود، وسجلا وافيا يجمع أحسن ما قيل. قصيدة علي محمود طه * وقد عرف شاعر الجندول الأستاذ علي محمود طه، رحمه الله، بالرقة العاطفية وبالخيال الوجداني البديع، لأنه ينقل عن قلبه أحاسيس جياشة بالحب والأمل، والتطلع إلى المستقبل في رجاء واعتزاز، وقد ظهر ذلك في قصيدته التي أنشأها في تحية العاهل العظيم جلالة الملك عبد العزيز آل سعود، حيث شرّف مصر بزيارته السعيدة، وقد بدأ الشاعر قصيدته بمخاطبة الملكين الكبيرين، فجعل لقاءهما الميمون حلم الزمان وفخر الأماني المنبثقة في نفوس المسلمين والعرب، وقد تساءل بشعوره، الرومانسي عن هذين الملكين - أهما حبيبان يسيران؟ أم هما أخوان؟ وأنصت إلى قلبه حين رأى الباخرة تمخر عباب البحر الأحمر، وقد رفعت راياتها تتقلب النسائم بين العشيات والضحى، ومن حولها سرائر خفاقة من أرض الحجاز، تتجاوب معها أفئدة من أرض الكنانة، وكلتاهما تنظران إلى الركب الميمون سعيدة، وتعاوده العاطفة الجياشة، فيقول لقلبه: كيف تسألني عن هذا كله، وأنت ترى وتخفق وتجيش، وأنت يا قلبي الذي هيجت شعوري، وجعلتني لا أدري أفي حلم أنا أم في منام؟ يقول الشاعر:
* وبعد أن أجاب عن سؤال قلبه، بأن جلال اليوم المشهود، لا يُعرف أكان في يقظة أم في رؤية، وأن الحقيقة تقول إن الملك فاروق سعى في فلكه لاستقبال سيد الجزيرة الكبير، وهو حامي الشرق العربي وركنه الواقي من الحدثان، بل هو الحب والإيمان والمجد والندى، تصور جميع ذلك في الاحتفال الكبير.. وبعد أن أجاب عن هذا السؤال، اتجه إلى جلالة الملك عبد العزيز يبلغه تحيات مصر جميعها حتى الطبيعة في موج البحر حين يتدفق تياره يموج البحر صبابة.. أما النيل فقد أخذ يتغنى بمقدمه، برفارفه الخضر وشطآنه الحسان.. وأما الشعب المصري فجعل يحيي الشعب السعودي، ويتجه إلى القبلة الطهور في مكة، في مشهد من النور يجل عن الوصف. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |