Saturday 30th September,200612420العددالسبت 8 ,رمضان 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"منوعـات"

وعلامات وعلامات
الملك عبد العزيز في مصر! 2-4
عبد الفتاح أبو مدين

* إن خليل مطران شاعر الفكرة الأصيلة مع الصورة الدقيقة المعبرة، ويعتبر المجدد الأول للشعر العربي في العصر الحديث، وقد ظهرت خصائصه الشعرية، فيما نظم بهذه المناسبة، حيث بدأ قصيدته بوصف اللقاء الحافل، وعده مظهراً قوياً من مظاهر الوحدة العربية، وقد هز ائتلاف الملكين الكبيرين دنيا العروبة والإسلام، وبشر باليمن والإسعاد في مستقبل الأيام وفي الحاضر السعيد، وقد تحدث عن الملك فاروق بما يجب ذكره في هذا المجال، ثم خلص سريعاً إلى الحديث عن الملك عبد العزيز، فقال عنه:


كالنجم بعداً وتدنيه مؤانسة
كالليث بأسا وفيه حلم إنسان
رصانة وذكاء وانبساط يد
أكرم بها يد سمح غير منان
سل أهل نجد، وسل أهل الحجاز به
تسمع أحاديث سمار وركبان
وسل أولي عبقريات جروا معه
عن عبقريته في كل ميدان
نعم الأمين لبيت الله يوسعه
برا ويرعاه في تقوى وإيمان
أقر حاضره عدلا وبادية
ما أنفع العدل مقرونا بإحسان
بنى القرى في أقاصي البيد يعمرها
وقبله تباشرها يدا بان
وأخرج الدر من أخلاف جلمدها
للعائلين ومن أجواف غيران
في الرزق ماء لإرواء وتغذية
وفيه ماء لأنوار ونيران
والماء والنور جل الله ربهما
في النفع للناس أو في الضر سيان

* وانتقل الشاعر إلى الحديث عن بهجة البلاد المصرية برؤية العاهل العظيم، وعن الحب الخالص الذي يكنه المصريون في السر والإعلان، فهذا الحب في صميمه:
هوى وشائجه فيها مقدسة
وقد أقامت عليه كل برهان
هل أبصر الركب حشداً غير مبتهج
فيها، وعاج بمغنى غير مزدان
(آل سعود) همُ الصيد الأولى كتبت
آي السعود لهم أقلام مرّان
صحائف المجد خطوها وزينها
(عبد العزيز) بتاج فوق عنوان
* ومضى الشاعر يتحدث عن مجد قادم على أيدي سادة العرب، وعن لغة الضاد التي هي جامعة أولى للعروبة، وعن الائتلاف يعيش بأمانيه وأحلامه مترقبا صباحا مشرقا للعروبة والإسلام، وقد ألقيت كلمات نثرية في هذا الاحتفال البهيج كتبها الأعلام الكبار من أدباء مصر، وخرجت الصحف المصرية، وفي طليعتها الأهرام مسجلة كل ما قيل، وما زلت الصحف العربية مرجعا تاريخيا للواقع العربي المشهود، وسجلا وافيا يجمع أحسن ما قيل.
قصيدة علي محمود طه
* وقد عرف شاعر الجندول الأستاذ علي محمود طه، رحمه الله، بالرقة العاطفية وبالخيال الوجداني البديع، لأنه ينقل عن قلبه أحاسيس جياشة بالحب والأمل، والتطلع إلى المستقبل في رجاء واعتزاز، وقد ظهر ذلك في قصيدته التي أنشأها في تحية العاهل العظيم جلالة الملك عبد العزيز آل سعود، حيث شرّف مصر بزيارته السعيدة، وقد بدأ الشاعر قصيدته بمخاطبة الملكين الكبيرين، فجعل لقاءهما الميمون حلم الزمان وفخر الأماني المنبثقة في نفوس المسلمين والعرب، وقد تساءل بشعوره، الرومانسي عن هذين الملكين - أهما حبيبان يسيران؟ أم هما أخوان؟ وأنصت إلى قلبه حين رأى الباخرة تمخر عباب البحر الأحمر، وقد رفعت راياتها تتقلب النسائم بين العشيات والضحى، ومن حولها سرائر خفاقة من أرض الحجاز، تتجاوب معها أفئدة من أرض الكنانة، وكلتاهما تنظران إلى الركب الميمون سعيدة، وتعاوده العاطفة الجياشة، فيقول لقلبه: كيف تسألني عن هذا كله، وأنت ترى وتخفق وتجيش، وأنت يا قلبي الذي هيجت شعوري، وجعلتني لا أدري أفي حلم أنا أم في منام؟ يقول الشاعر:


لقاؤكما قد كان حلم زماني
وعهدكما للشرق فجر أماني
تحدثني عيني وقد سرتما معاً
حبيبان سارا، أم هما أخوان
ويسألني قلبي، وقد لاح موكب
من الأحمر اللجي أشرق داني
تناسمه بين العشيات والضحى
سرائر من أرض الحجاز حواني
وأفئدة من أرض مصر مشوقة
شواخص في الثغر المشوق رواني
إلى أفق فيه من الروح هزة
وفيه من الوحي القديم معاني
أتسأل يا قلبي وأنت بجاني؟
وكيف؟ ألم تعلم من الخفقان
ومنك الذي أوحى إلي فهزني
وفجر شعري من سماء بياني
أنال جلال اليوم منك، فخلته
رؤى يقظة؟ بل ذاك رأي عيان
يؤم بها رب الجزيرة مصرنا
وما هي إلا فرحة وأغاني

* وبعد أن أجاب عن سؤال قلبه، بأن جلال اليوم المشهود، لا يُعرف أكان في يقظة أم في رؤية، وأن الحقيقة تقول إن الملك فاروق سعى في فلكه لاستقبال سيد الجزيرة الكبير، وهو حامي الشرق العربي وركنه الواقي من الحدثان، بل هو الحب والإيمان والمجد والندى، تصور جميع ذلك في الاحتفال الكبير.. وبعد أن أجاب عن هذا السؤال، اتجه إلى جلالة الملك عبد العزيز يبلغه تحيات مصر جميعها حتى الطبيعة في موج البحر حين يتدفق تياره يموج البحر صبابة.. أما النيل فقد أخذ يتغنى بمقدمه، برفارفه الخضر وشطآنه الحسان.. وأما الشعب المصري فجعل يحيي الشعب السعودي، ويتجه إلى القبلة الطهور في مكة، في مشهد من النور يجل عن الوصف.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved