* مكة المكرمة - عمار الجبيري:
إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس المؤتمنين على وسائل الإعلام إلى تقوى الله في هذا الشهر الكريم وأن يراقبوا الله في أمة الصيام والقيام وقال: إنها مناشدة جهيرة بأن يتنادى رجال الإعلام وحملة الأقلام بأطيافهم كافة إلى عقد ميثاق شرف أخلاقي مهني يصون المبادئ والقيم ويحرس المثل والشيم ويعلي صرح الفضيلة ويتصدى للحملات الإعلامية المغرضة ضد الإسلام ونبيه وكتابه وبلاده ورجالاته وأن يفعل الإعلام الإسلامي من حيز التنظير والنجوى إلى واقع الحراك والجدوى كما دعا الآباء والأمهات إلى أن يتقوا الله في تربية البنين والبنات فيجلوا عن صفحات عقولهم الانهزامية والتبعية ولوثات المشارب الفكرية والمسارب الأخلاقية والسلوكية ويغرسوا فيهم الفضائل الدينية والآداب الإسلامية والسنّة السنية وأن يصونوهم عن تمزيق الأوقات المباركات في ذرع الأسواق والطرقات والتسمر أمام القنوات الفضائية.
وقال إمام وخطيب المسجد الحرام في خطبة الجمعة التي ألقاها يوم أمس في المسجد الحرام: إن من المسار التي يبتهج بها ويتهادى والنعم السابغة على المسلمين جميعا وفرادى ما كانت منتها شائعة لا تحيز وبركتها ذائعة لا يختص بها كبير ولا يتميز نعمة كاملة محاسنها وعمت وكثرت فضائلها.. تلكم هي نعمة حلول شهر رمضان المبارك شهر الفوز والفلاح والبر والصلاح والتوفيق والنجاح فهو شهر نفحة ربانية تفعم حياة المسلمين بالذكر والقربات وفيه تلهج الألسن بعاطر التلاوات وتبهج الأنفس بهدي الصيام ونور القيام.
شهر هو ربيع الذاكرين وأنس العابدين وروضة القائمين.
وأضاف يقول: شهر الصيام الذي ازدهر بالحسنات والمثوبات فضله البارئ على سائر الطاعات وذلك بخاصية نسبته إلى ذاته العلية تعظيماً لقدره وشأنه وتنويهاً بسابغ مكانته.. فأيامه منيرة بالرحمات والسكينة وبالمسرات والبركات عجلى وأخرى ليوم الفصل أجلت وللصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح وإذا لقي ربه فرح بصومه وفيه ليلة خير من ألف شهر... في رمضان لا ترمق إلا الصوام والقوام في تبتل وابتهال دموعهم وقدة الضراعة في انهمال يرجون الكبير المتعال غفر الزلات ومحو الحوبات وكشف الكربات وإقالة العثرات والفوز بالجنات فيا لسعادة هؤلاء كلما أبحروا في لجج الشهر المبارك وكلما انغمروا في إسباج المنن الإلهية والألطاف الربانية فما أعظمه من شهر وافٍ بالعطاء والنعم وأخص وأعم وقد أخصنا الله بشهر أيما شهر شهر أنزل الرحمن فيه أشرف الذكر فهل يشبهه شهر.. فيه ليلة القدر فكم من معتق فيها من النار.
وأوضح أن من المقاصد الشريفة والحكم المنيفة من شرعة الصيام ليس الكف عن لذيذ الطعام والشراب فحسب بل ما عمد إلى الروح وما أكنت من رعونات كي يرقيها وصمد إلى النفس وما اعتقلت من أشر فينقيها وشخص إلى الجوارح وما اجترحت من آثام ليزكيها وإلى المدارك والحواس وما حملت من اوزار فيجليها وأشراط تلك المعاني ما وصى به النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: ليس الصيام من الأكل والشراب إنما الصيام من اللغة والرفث فإن سابك أحد أو جهل عليك فقال إني صائم وفي وعيد شديد من التهاوي في المحاذير والمساوي يقول صلى الله عليه وسلم: (رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش).
وأفاد أن الصيام جرس للمسلم من الخطايا والأوزار وجنة واقية من لهيب النار يقول صلى الله عليه وسلم: (الصيام جنة يجن بها العبد من النار) ولكن هل يتحقق ذلك بصوم زرافات وفئام عن المباحات والطعام كلا إنما بصوم الجوارح عن المبيقات والفوادح وعفة اللسان عن اللغو والهذيان وغض البصر عن الحرام وكبح الأقدام عن قبيح الإقدام والتورع عن الأذى والضراعة إلى الله بقلوب وجلة نقية ومطويات على صادق التوبة والإخلاص والتوحيد مطوية وهل كفاء ذلك كله إلا المنازل العلا في جنات النعيم فيا طوبى للصائمين القائمين.
وقال: إن شهر رمضان شهر البطولات الخوالي يتضمخ المسلمون فيه بنشر الأمجاد والفتوحات فيستلهمون دروساً علية في الصبر والإثار والصفاء والمحبة والتضحية والإخاء في استباق إلى الخيرات وتنافس في المكرمات. ولئن وفد شهر الصيام وأمتنا لا تزال عطشى إلى الوعي بمكالب الأعداء وتحديات الألداء الذين يتقممون الزور والبهيتة والفرى لخير الورى فإن الشهر الميمون يقتضي إنصافه من أنفسنا بأن نجدد العزم الوطيد على اتباع الأقوال بالأفعال والائتلاف والاتحاد على هدي الوحيين الشريفين ونبذ التنافر والتناثر وأن نتخذ من شهر الانتصارات رافدا أساسيا لصدق الانتماء وحقيقة الالتزام والتوارد على مواثيق شرف عالمية ترعى الأمن والسلام وتحقن دماء الأبرياء وتحرم الظلم والاعتداء والتطاول على الدين والرسالات وإنه لجدير بنا أن نحل قضايا مآسينا وآلامنا وأن نستنبت مصائرنا وآمالنا في عزة وإباء وشموخ واستعلاء لا سيما قضية فلسطين والوقوف بحزم أمام استمرار العدوان الصهيوني الغاشم على الأرض المباركة فلسطين وضرورة إحلال الأمن والوحدة في بلاد الرافدين وقضية إعمار لبنان وغيرها من قضايا أخواننا المستضعفين في دينهم في كل مكان. وحث إمام وخطيب المسجد الحرام المسلمين بأن يبدأوا شهر رمضان بصالح الأعمال ورجاء القبول ويعقبوها بشكر المنان عز وجل لذلك شأن الصيام وتلك حقوقه ولكن الأسرى أن هناك أقواماً لم يرقبوا الديان فشرخوا حرمة رمضان ولم يمنعوا النفس والجوارح عن المنكرات والعصيان ومشاهدة القنوات الخليعة وفضائيات السوء الفظيعة التي لا تبري شرة قرصنتها للفضيلة والقيم النبيلة وإعلان الرذيلة إلا في رمضان درة الزمان.
|