* جدة - خميس السعدي:
شاركت المملكة العربية السعودية يوم أمس إلى جانب 169 دولة الاحتفال باليوم البحري العالمي الذي نظمته المنظمة البحرية الدولية بعنوان (التعاون التقني.. تجاوب المنظمة البحرية الدولية مع مؤتمر القمة العالمي 2005م) وذلك تحت رعاية وكيل وزارة النقل لشؤون النقل الدكتور عبد العزيز بن عبد الرحمن العوهلي.
بدأ الحفل بكلمة لوزير النقل الدكتور جبارة بن عيد الصريصري ألقاها نيابة عنه الدكتور العوهلي أكد فيها على أن احتفال المنظمة البحرية الدولية بهذا اليوم يؤكد على أهمية وضرورة قيام تعاون تقني عالمي لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية في القرن الحادي والعشرين.
موضحاً أن المنظمة البحرية الدولية قد أنشئت عام 1959م وتتخذ من مدينة لندن مقراً لها تعتبر إحدى الأجهزة المنبثقة عن الأمم المتحدة وتهدف إلى تنسيق التعاون بين الدول والمؤسسات الخاصة بالنقل البحري في العالم من اجل الوصول إلى أعلى مستويات السلامة البحرية وحماية البيئة البحرية ومنع مياه البحار والمحيطات من التلوث خلال ما تصدره من اتفاقيات ومعاهدات دولية تعنى بهذه الأمور.
مشيرا إلى أن المملكة باعتبارها أحد الأعضاء الفاعلين في المنظمة البحرية الدولية وهي حالياً ممثلة في مجلس المنظمة عن الفئة (ج) دأبت على تطبيق ما يصدر من المنظمة البحرية الدولية من اتفاقيات ومعاهدات وبروتوكولات بحرية دولية، وأنها منضمة حالياً لأكثر من 20 اتفاقية وبرتوكول تعنى بالسلامة البحرية وحماية البيئة البحرية والاتصالات عبر الأقمار الصناعية والإنقاذ البحري وقمع الأعمال غير المشروعة ضد سلامة الملاحة البحرية.
مبيناً أن المملكة حرصت على تفعيل هذا الدور في هذه المجالات حيث تم الاستعانة بمستشارين من المنظمة البحرية الدولية لتدريب منسوبي قطاع النقل البحري بوزارة النقل والمؤسسة العامة للموانئ للمساعدة على تطبيق هذه الاتفاقيات التي انضمت إليها المملكة بالشكل المأمول، كما تم التوقيع على اتفاقية التعاون التقني بين وزارة النقل والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري التابعة لجامعة الدول العربية لتدريب المختصين من منسوبي قطاع النقل البحري بوزارة النقل والمؤسسة العامة للموانئ على برنامج التدقيق التطوعي للتأكد من تطبيق الدول الأعضاء بالمنظمة لكافة متطلبات الاتفاقيات والمدونات الخاصة بالسلامة البحرية والأمن البحري والحفاظ على البيئة البحرية.
ورأى أن تحقيق أهداف التعاون في شتى المجالات البحرية يجب أن يتحلى ببعد النظر ووضوح القصد وصلابة الإرادة من الجميع وذلك للوصول إلى الأهداف المرجوة.
وطالب العوهلي بأن يكون هناك تعاون مشترك بين المهتمين بشأن القطاع البحري سواءً القطاع الحكومي أو الخاص أو التجار وأكد لما للنقل البحري من دور فعال في دعم عجلة الاقتصاد وعجلة التجارة وذلك لارتباط النقل البحري بالعالم بنسبة 85%.
تلا ذلك كلمة لعميد كلية علوم البحار بجامعة الملك عبد العزيز الدكتور سالم الحربي أكد فيها على أهمية تأهيل أبناء هذا الوطن والذي يأتي عن طريق كلية علوم البحار وذلك بالدعم المتواصل من جميع الوزارات ومنها وزارة النقل وذلك لتوفير الكوادر البشرية المؤهلة لسوق العمل حسب المعايير الدولية في مجال النقل البحري، ووضح بأن عدد الطلاب بلغ الآن 60 طالباً في الكلية وذلك في أربع تخصصات (برنامج شعبة الموانئ والنقل البحري - برنامج شعبة الملاحة البحرية - برنامج شعبة الهندسة البحرية - قسم المساحة البحرية) حيث إن أغلب هذه التخصصات تعاني من العجز في جميع دول العالم.
وكشف الدكتور الحربي بأن 10 طلاب من كلية علوم البحار حصلوا على كتيب السجل البحري بمعنى أنهم سيحصلون على شهاداتهم بعد سنة ونصف ليتمكنوا بعدها من ممارسة أعمالهم في سوق العمل.
وبين أن الفترة التي تحتاجها الجامعة لتوفير وإكمال أجهزتها من أجهزة ومحاكيات حسب الاشتراطات الدولية يحتاج إلى وقت طويل، ولكن تم دعم هذا القسم من قبل قطاعات حكومية وقطاعات خاصة وأسهموا في تأهيل الطلاب أكاديمياً كي يستطيعوا أن ينخرطوا في مجال العمل بيسر وسهوله. ويرى الحربي بأنه لابد من توفر سفينة خاصة بالكلية كي يتم من خلالها التدريب الميداني للطلاب.
تلا ذلك كلمة لوكيل وزارة النقل المساعد للنقل والملاحة البحرية عبد الرحمن بن سعيد أبو ملحة أكد فيها على أهمية الحوار بين الجميع كي يتسنى تسهيل جميع الصعوبات والعقبات التي تواجه أي قطاع يقع على عاتق وزارة النقل وذلك من أجل الارتقاء بالخدمات وشؤون الوطن والمواطن مرحباً بجميع الاستفسارات المقدمة.
وفي حوار صحافي في ختام المؤتمر مع وكيل وزارة النقل لشؤون النقل الدكتور عبد العزيز بن عبد الرحمن العوهلي أجاب فيه عن سؤال عن الاحتفال باليوم البحري وأجاب أن المملكة تحتفل بهذا اليوم من كل عام في نفس اليوم وذلك من خلال تبنيها شعاراً تبرز من خلاله منجزاتها وتعاونها مع الدول وذلك لجعل النقل البحري آمناً وعلى أعلى مستوى من السلامة مع الحفاظ على البيئة البحرية والاهتمام بشؤون البحارة والعاملين في البحار، مع الاهتمام بسلامة الأرواح بالبحار وللتواصل مع المجتمع لنخبرهم عن أهمية النقل البحري ومدى تأثيره على عجلة الاقتصاد ليس فقط على الصعيد المحلي بل العالمي أيضاً.
وأن المملكة بها العديد من الموانئ الكبيرة والتي تستوعب السفن العملاقة لاعتمادها على تصدير البترول واعتمادها أيضاً على النقل البحري بنسبة 85% في عملية التجارة.
وفي سؤال ل(الجزيرة) عن مدى توفر وظائف للطلاب الدارسين بكلية علوم البحار بعد تخرجهم، أجاب الدكتور العوهلي بقوله: إن الطلب على خريجي النقل البحري كبير جداً حيث بلغ في آخر دراسة الاحتياج ل(34) ألف وظيفة في مختلف التخصصات البحرية.
وأن هناك لجنة مشتركة تساند الجامعة في التوسع في برامجها لاحتياج الكلية إلى تجهيزات كبيرة من سفن ومحاكيات ومواقع كبيرة للتدريب.
وفي سؤال آخر ل(لجزيرة) عن مدى إمكانية توفير سفينة من وزارة النقل لجامعة الملك عبد العزيز، أجاب الدكتور العوهلي بأن الوزارة لن تألو جهداً في سبيل تحقيق ذلك لكن الدعم سيكون مقتصراً بما هو في مجال الاختصاص خارج الدعم المادي حيث إن هاتين الجهتين قطاعات حكومية ولها ميزانيتها الخاصة.
|