Saturday 30th September,200612420العددالسبت 8 ,رمضان 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الاقتصادية"

بعد عضوية منظمة التجارة الدولية بعد عضوية منظمة التجارة الدولية
مجانية الخدمات هل تصبح شيئاً من الماضي؟
د. صلاح السليمان

أود التعليق على ما ذكره مدير مركز الأعمال في الشؤون الصحية في الحرس الوطني الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الغدير في تصريحه ل (الجزيرة) في عدد يوم الاثنين الثالث من رمضان 1427ه، فقد أشار سعادته إلى الضرر الذي يلحق بالمستشفيات والمراكز الصحية الخاصة نتيجة المنافسة غير العادلة من قبل القطاعات الصحية الحكومية. والواقع أن ما ذكره الدكتور عبدالعزيز الغدير يتعدى الحالة التي أشار إليها، إلى كونه جرس إنذار ينبه إلى ما سيكون عليه الواقع، نتيجة انضمام المملكة إلى منظمة التجارة الدولية، في جميع الخدمات صحية كانت أم غيرها، مما اعتاد المواطن على الحصول عليه مجاناً، أو بأقل من كلفته الحقيقية. فبموجب شروط عضوية تلك المنظمة، ألا تنافس الدولة العضو القطاع الخاص (المستثمر الأجنبي بشكل خاص) في الأنشطة التي سمحت له بممارستها. وهذا أمر طبيعي، فالدولة، أياً كانت لا يمكن أن تعطي ترخيصاً لمستثمر بإنشاء مستشفى متخصص، ثم تفتح أبواب مستشفياتها الأفضل مجاناً أو برسوم أقل من كلفتها. إذ يمكن للمستثمر الأجنبي في تلك الحالة رفع دعوى على الحكومة المعنية وطلب التعويض، عما لحق باستثماره من خسائر، نتيجة المنافسة الحكومية غير العادلة. وما ينطبق على الصحة ينطبق على التعليم والمياه وغيرها من الخدمات الأساسية، حيث يمكن لمستثمر أجنبي في مجال التعليم على سبيل المثال أن يطالب الحكومة بالتوقف عن مجانية التعليم، ناهيك عن صرف مكافآت للطلاب.. وهكذا في غيره من الخدمات.
إلى ذلك قد لا يتم غداً أو بعد غد، لكن من أهم أهداف التطبيق الكامل لمتطلبات المنظمة الدولية، الخصخصة الكاملة والسماح للاستثمار الأجنبي والمنافسة العادلة في مجال الخدمات التي ظلت حتى وقت قريب أهم ما تفخر الدول بإنجازه مثل الصحة والتعليم والنقل والاتصالات وشبكات المياه.. ربما بدا هذا التصور متشائماً وغير قابل للتصديق. لذا أطالب جميع المهتمين بقضايا المجتمع والجامعات أن يدرسوا بإمعان ما سيترتب على عضوية منظمة التجارة الدولية من مخاطر اجتماعية مستقبلية والبحث عن الحلول للتخفيف من وطأتها ومتابعة ما تقوم به الدول الأخرى نتيجة الضغوط المحلية السياسية والاجتماعية لتعديل شروط عضويتها. وأود في الختام أن أشكر صحيفة الجزيرة والدكتور الغدير الذي أرجو أن يتناول هذا الموضوع بشكل موسع، آخذاً بالاعتبار متطلبات منظمة التجارة الدولية.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved