لم يعد العرب وحدهم الذين يؤكدون بأن تأخر حل القضية الفلسطينية وعدم التوصل لتسوية عادلة للصراع العربي الإسرائيلي هو سبب كل المشاكل والتوترات والحروب التي شهدتها المنطقة العربية، بل حتى الأعمال الإرهابية وحوادث العنف التي حصلت في المنطقة وخارجها تعد إفرازاً لتفرعات هذه القضية المزمنة التي اختزنت كمّاً هائلاً من الأحقاد والإحباط وبذور الكراهية بسبب ميل ميزان العدالة وتضييع حقوق البشر، فبالإضافة إلى سلب الفلسطينيين أراضيهم يتواصل حرمانهم حتى من أبسط حقوقهم، فالفلسطيني اليوم محروم حتى من لقمة العيش وبذلك أصبح فريسة لأيّ تنظيمات متطرفة تتخذ في توجهاتها وأعمالها بعداً يمهد لثقافة الإرهاب الذي يتحجج المتورطون به بالظلم الذي وقع على الفلسطيني والمتواصل حتى هذا الوقت.
تنامي الإرهاب وتواصل الحروب وانشغال المنطقة بهذه القضية المزمنة أقنع الآخرين واستمعوا جيّداً للمطلب العربي الساعي إلى جعل هذا العام عام تحريك القضية الفلسطينية وتحفيز المجتمع الدولي على إنجاز حلٍّ عادل لهذه القضية ينهي الصراع العربي الإسرائيلي.
الدول العربية اتجهت للأسرة الدولية عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة وحرصت الدول العربية جميعاً على مشاركة وزراء خارجيتها في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة وقد نجح الوزراء في عقد جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الاقتراحات العربية لتحريك عملية التسوية في الشرق الأوسط.
مجلس الأمن الدولي لم يصدر بياناً في الجلسة إنما كانت الجلسة واللقاءات التي تمت أثناء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة قد نجحنا في تحفيز أعضاء الأسرة الدولية وبالذات الدول الكبرى حيث تضمن خطاب الرئيس الأمريكي جورج بوش إشارات ووعوداً أمريكية بإعطاء مزيداً من الاهتمام بالقضية الفلسطينية وتحريك جهود تسوية الصراع العربي الإسرائيلي من خلال تنشيط (خطة الطريق) التي أطلقها الرئيس بوش عام 2003م ولكي يتحقق دفعاً لهذه الجهود، فإن الرئيس بوش قد أعلن عن أنه سيرسل وزيرة خارجيته كوندليزا رايس إلى المنطقة للعمل على إحياء مساعي السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأمس الأول يوم الخميس أعلن في واشنطن أنها ستقوم بزيارة للمملكة العربية السعودية ومصر والأراضي الفلسطينية وإسرائيل.. وزيارة وزيرة الخارجية الأمريكية لن تحقق فتحاً كبيراً مثل كل البدايات في مثل هذه التحركات، إلا أن مجرد بدء التحرك الأمريكي وبهذا المستوى فإن الآمال العربية وبالذات تلامسها الانتعاش بالتفاتة أمريكية توقف آلام أبناء المنطقة وتنهي الحروب التي تشهدها بين الحين والآخر.
|