* طولكرم - رندة أحمد:
قالت جماعة يهودية متطرفة تطلق على نفسها اسم (ياد لاخيم): إنها اختطفت ليلة الأربعاء الماضي, الطفلة الفلسطينية (هبة محمد مصطفى مرعي - 5 سنوات) من مدينة طولكرم وفرت بها إلى خارج المدينة ليسلموها إلى أمها اليهودية (رو سودان شلالي شفيلي) التي تسكن في مدينة اشدود داخل إسرائيل.
وقالت الجماعة في اتصال هاتفي بمراسل صحيفة معاريف العبرية: إن الطفلة (هبة) هي في مكان آمن, وان الجماعة ستقوم بعمليات اختطاف أخرى في المستقبل لتخليص جميع أبناء (المواطنات اليهوديات) اللواتي تزوجن من فلسطينيين على حد قولهم.!!
وكانت مصادر فلسطينية عليمة قد قالت ل(الجزيرة) في وقت سابق: إن قوة إسرائيلية خاصة متنكرة بلباس (رجال دعوة مسلمين) اختطفت مواطناً فلسطينياً وطفلته البالغة من العمر خمس سنوات من منزله الكائن في مدينة طولكرم بالضفة الغربية.
ووفقاً لمصادر الجزيرة المحلية: اختطفت قوات إسرائيلية خاصة من (المستعربون) تستقل سيارة من نوع فرد وبلباس (رجال دعوة) المواطن الفلسطيني محمد مصطفى مرعي (39عاماً) وطفلته (هبة) البالغة من العمر خمس سنوات من منزله الكائن بجانب مدينة الملاهي في شمال طولكرم.
وقالت مصادرنا: إن المواطن الفلسطيني (مرعي) متزوج من امرأة (يهودية) وهو منفصل عنها منذ فترة حيث تعيش هي داخل إسرائيل، بينما يعيش هو وابنته هبة (ميشيل) في مدينة طولكرم.
ووفقاً لمصادر الجزيرة من مدينة طولكرم فقد تزوج (محمد) المسلم من الفتاة (شفيلي) في العام 1998م بعد أن أسلمت وارتدت الحجاب وعاش وإياها في بيته بطولكرم, حيث الحياة الجميلة والسعادة الكبيرة, وتعاملت مع أهل زوجها بكل حب واحترام.
وحصلت (شفيلي) ذات الأصول اليهودية من المحكمة الشرعية الفلسطينية في مدينة طولكرم على ورقة رسمية من القاضي الشرعي تثبت اعتناقها للدين الإسلامي.
وبعد عدة سنوات حملت شفيلي من محمد وأنجبت طفلة أسموها (هبة), وكانت شفيلي تذهب بين الحين والآخر لزيارة أسرتها في اشدود، وأحياناً كثيرة تنام هناك بصحبة ابنتها الصغيرة، وتعود بعدها إلى بيت زوجها في طولكرم دون أي إشكاليات بعد بلوغ الطفلة هبة أربع سنوات، قررت الوالدة أن تدخلها إلى الروضة ولكن ليس في طولكرم، وإنما تريد العيش في إسرائيل لتدرس ابنتها هناك، فقرر الزوج أن يسكن في بلدة باقة الغربية داخل الخط الأخضر والقريبة من طولكرم شمالاً.
وقام الزوج محمد باستئجار بيت هناك في باقة وسكن مع ابنته وزوجته، ودخلت الطفلة في الروضة وعاشا سوياً.
وفي يوم 6-6-2006 طلبت الزوجة شفيلي أن تذهب لزيارة والدتها، فأخذت الطفلة هبة وسافرت بها إلى اشدود، إلا أنها بعد أيام اتصلت بزوجها وأبلغته أنها لن تعود إلى العيش في باقة ولا في طولكرم وستبقى الطفلة معها ولن تعطيه إياها.
واستغرب الزوج من هذا التصرف، وحاول إقناعها للعدول عن قرارها هذا، طالباً منها إيضاحات أكثر حول السبب، أجابته أنها تريد أن تدخلها إلى مدرسة مسيحية وليس مدرسة إسلامية كما كانت، ورفض الزوج محمد هذا الطلب وقال لها: عليك بالعودة والطفلة، دون جدوى.
وبعد فترة قصيرة ذهب محمد إلى اشدود ليرى طفلته هبة، وعند وصوله إلى البيت، شاهدها تلعب أمام المنزل، قال لها تعالي يا هبة، فقدمت الطفلة مسرعة إليه وهي تنادي (بابا بابا) فحضنها وطلب منها أن تعود معه إلى مكان سكناه، ففرحت جداً وقالت: له إنها لا تحب العيش هنا، وان جدتها تضربها دائماً وتمنعها في كثير من الأحيان أن تخرج من المنزل.
وعند عودة الأب محمد إلى طولكرم بصحبة ابنته هبة، وفر لها كل ما تريد، غرفة خاصة بها، ادخلها في الصف الأول بمدرسة إسلامية في طولكرم، أتقنت اللغة العربية، عاشت حياة جميلة في أحضان والدها.
وبعد هذا المشوار الكبير حاولت الأم ذات الأصول اليهودية أن تستعيد الطفلة هبة المسلمة أكثر من مرة، طالبة من الزوج أن يعود وإياها، إلا أنه رفض وقال: إن عليك أن تعودي أنت إليّ وإلى ابنتك كما كنا دون جدوى.
وأخيراً قررت الزوجة شفيلي وكما يبدو أن تستعين بمجموعة إسرائيلية مسلحة لتخطف الطفلة هبة من حضن أبيها بوحشية وتحت جنح الظلام وتذهب بها إلى المجهول.!!
|