* دكا - (رويترز):
ظهرت انقسامات بين زعماء أفارقة حول كيفية إعادة توحيد ساحل العاج التي مزقتها الحرب، فيما قال الرئيس الفرنسي جاك شيراك إن المستعمرة الفرنسية السابقة في وضع (ينذر بكارثة).
وانقسمت الدولة الواقعة في غرب إفريقية إلى شمال يسيطر عليه المتمردون وجنوب تسيطر عليه الحكومة منذ اندلاع حرب أهلية محدودة فيما بين عامي 2002م و 2003م.
وبات من المؤكد أن الانتخابات الرئاسية التي تأجلت مدة عام لن تجرى قبل المهلة المحددة في 31 أكتوبر - تشرين الأول. وأثار هذا المخاوف من إمكانية انهيار الهدنة الهشة في أكبر منتج للكاكاو في العالم وعودة الصراع مرة أخرى.
وقال شيراك في حديث مع اثنين من المحطات التلفزيونية على هامش قمة للدول الناطقة بالفرنسية في العاصمة الرومانية بوخارست: (أشعر بيأس تام تجاه هذا الوضع).
وفي الوقت نفسه شكك الرئيس السنغالي عبد الله واد في شرعية جهود الوساطة التي يقوم بها نظيره الجنوب إفريقي ثابو مبيكي قائلاً: إن بعثة السلام التي قادها هذا الأسبوع إلى ساحل العاج فشلت.
وقال واد لراديو فرنسا الدولي: (تعرفون أنني لم أتوقع كثيراً من جهود مبيكي للوساطة رغم أنه رئيس دولة مثلي).
ورغم أن مبيكي مفوض كوسيط من قبل الاتحاد الإفريقي، إلا أن واد أشار إلى أنه تربطه علاقة صداقة شخصية مع رئيس ساحل العاج لوران جباجبو. ويرفض المتمردون من خصوم جباجبو وساطة مبيكي على أساس انحيازه لرئيس ساحل العاج. ويصر جباجبو على أن دستور ساحل العاج يسمح له بالبقاء في السلطة لحين إجراء الانتخابات رغم أن تفويضه الأساسي انتهى العام الماضي.
وفي الأسبوع الماضي قاطع اجتماعاً عقد بوساطة الأمم المتحدة لمحاولة إيجاد مخرج للمأزق السياسي في بلاده.
وقال واد إن على مبيكي أن يترك مشكلة ساحل العاج لزعماء دول غرب إفريقية الأعضاء في التجمع الاقتصادي لدول غرب إفريقية (ايكواس) الذي من المقرر أن يعقد قمة استثنائية بشأن ساحل العاج في أبوجا بنيجيريا الأسبوع القادم.
وقال في إشارة إلى مبيكي: (يجب ترك العناية بهذه المسألة إلى ايكواس بدلاً من أن يقوم أشخاص بتشكيل جماعات غير رسمية وجماعات فرعية وهو جهد رغم أنه قد يعبر عن نوايا طيبة إلا أنه لا يحظى بقيمة شرعية).
ومن المقرر أن يحيل ايكواس مقترحاته إلى الاتحاد الإفريقي ومجلس الأمن الدولي بحلول منتصف أكتوبر - تشرين الأول قبل اتخاذ قرار بشأن تحديد موعد جديد لإجراء انتخابات وما إذا كان سيتم مد تفويض جباجبو إلى ما بعد 31 أكتوبر - تشرين الأول أم لا.
وبينما يجادل جباجبو بضرورة بقائه في السلطة لحين إجراء الانتخابات يصر متمردو (القوات الجديدة) على ضرورة تنحيه عن السلطة لدفع عملية السلام في ساحل العاج، حيث يقوم نحو 11 ألف جندي من الأمم المتحدة وقوات حفظ السلام الفرنسية بمراقبة وقف إطلاق النار في المنطقة العازلة بين الجانبين.
وأوضح واد وشيراك أنهما ينظران إلى الانتخابات على أنها شيء أساسي لحل المشكلات السياسية في ساحل العاج التي أبقت المستعمرة الفرنسية السابقة في حالة من عدم اليقين بعد أن كانت مزدهرة ذات يوم.
|