* القدس - من بلال أبو دقة - رندة أحمد:
ذكرت صحيفة معاريف العبرية أن وزير الحرب الإسرائيلي، عمير بيرتس تلقى جواباً واضحاً من قسم الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي بعدم وجود ملف شخصي خاص بالأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وذلك عندما طلب خلال الحرب الملف ليتولى القضية هو شخصياً.
واتضح بعد انتهاء الحرب التي استمرت (33 يوماً) أن اثنين من ضباط الاستخبارات الإسرائيلية تقدما بطلب قبل الحرب لتنظيم ملف خاص بالسيد حسن نصرالله إلا أن طلبهما رفض بسبب عدم أهمية الموضوع، من وجهة نظر قيادة الاستخبارات الإسرائيلية.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن الملفات الشخصية تحتوي في العادة تحليلاً لشخصية الهدف وطريقة حياته وما يحب ويكره وسلوكه اليومي وطريقة تفكيره الأمر الذي ساعد الأجهزة الأمنية على متابعة خطوات هدف الاغتيال، كما حدث مع رائد الكرمي، قائد كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح في الضفة الغربية، حيث نجح الجيش الإسرائيلي و جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) استناداً للملف الشخصي المتوفر عنه في رسم مسار (الكرمي) من شقته التي اختفى فيها إلى منزل كان يتردد عليه وزرع عبوة ناسفه في طريقه أدت إلى مقتله.
وادعت الصحيفة العبرية أن الأجهزة الاستخبارية جمعت في ملفات خاصة بالشخصيات الفلسطينية معلومات مهمة لدرجة أنها فكرت في نشر كتاب من وحي الملفات الاستخبارية يتضمن مواقف محرجة ومربكة في حياة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وذلك استناداً لملفه الشخصي الذي جمعته الأجهزة الأمنية على مدى سنوات.
واستطردت صحيفة معاريف العبرية: إذا كانت إسرائيل ترغب في قتل حسن نصرالله أو تحييده كان عليها تنظيم ملف شخصي له يساعدها في تتبع خطواته؛ لكن ملفاً كهذا لم يتم تنظيمه مطلقاً خلافاً لتحقيق مفصل خصص لقيادات حزب الله وقواته العسكرية.
وفي معرض رده على ما نشرته صحيفة معاريف قال الناطق العسكري الإسرائيلي: إن الجيش الإسرائيلي لا يتطرق للنقاشات المتعلقة بالأبحاث الاستخبارية..!!
إلى ذلك، وفي محاولة لتبرير فشل الجيش الإسرائيلي في الحرب الأخيرة وعدم اكتشافه مكان السيد حسن نصر الله، ادعت مصادر إسرائيلية وصفت نفسها بالمطلعة بأن الأمين العام لحزب الله أدار المعركة ضد قوات الجيش الإسرائيلية من داخل القصر الجمهوري اللبناني بعد أن تلقى الرئيس اللبناني أميل لحود (أمراً) من الرئيس السوري بشار الأسد بفتح أبواب قصره أمام حسن نصرالله وهيئة أركانه التي أدارت وأشرفت على الحرب الأخيرة.
وأضافت تلك المصادر: أن حقيقة تواجد حسن نصر الله داخل القصر الجمهوري وتمتعه بضيافة الرئيس اللبناني تثبت خطأ التقييم الإسرائيلي لوضع الأمين العام لحزب الله أثناء الحرب الذي وصف بالمطارد والراكض تحت جنح الظلام من مكان إلى آخر هربا من الغارات الإسرائيلية.
وأكدت المصادر الإسرائيلية ذاتها أن قوات الجيش الإسرائيلي كانت على علم بوجود حسن نصر الله داخل القصر الجمهوري إلا أنها امتنعت عن قصفه خشية اندلاع مواجهة عسكرية مع سوريا واكتفت قصف ثكنة عسكرية تابعة للجيش اللبناني تقع بالقرب من القصر الجمهوري، وأضافت تلك المصادر بأن الجيش الإسرائيلي وجد نفسه أمام خيارين لا ثالث لهما، أولهما: قصف القصر الجمهوري والمغامرة بمواجهة عسكرية مع سوريا، والثاني التسليم بنجاح حسن نصرالله في التملص من القبضة الإسرائيلية مرة أخرى.
|