= 1 =
** اختيار الاسم الجميل للإنسان أو المكان أو أي شيء في هذه الحياة أمر يريح النفس ويبعث على التفاؤل..! بينما اختيار اسم يشي بالعيب أو النقص فهو أمر غير مقبول أو مستساغ.
من هنا لَكَم توقفت طويلاً أمام إطلاق (المعاقين) أو الاسم البديل الذي لم يكن أفضل من سابقه، وهو: (ذوو الاحتياجات الخاصة) على تلك الفئات الغالية التي قدر الله عليها نقصاً في قدراتها وإمكاناتها الجسدية والفكرية.
إنني أستغرب كيف لم يجد المعنيون بهم لدينا أو في بلادنا العربية اسماً مناسباً ولائقاً بهم، ولغتنا العربية وسعت كتاب الله لفظاً وآية.. إنني أجزم حد اليقين أنه يوجد في مخزونها من الألفاظ والتراكيب الاسم الأفضل والأوقع في النفس لإطلاقه على هذه الشرائح العزيزة!
وأجدادنا العرب سبقونا باختيار الأسماء التي تدل على الفأل واستشراف المستقبل الحسن لبعض الفئات أو بعض المرضى؛ فمثلاً أطلقوا اسم (البصير) على الكفيف، و(السليم) على اللديغ، بل واسم (المفازة) - من الفوز - على الصحراء القاحلة التي قد يهلك فيها الإنسان!
* * *
وبالنسبة إلى هذه الفئات الغالية التي قدر الله عليها بعض النقص في قدراتها، فقد شدني مقترح اسم جميل من الصديق الأستاذ بندر الصالح ابن أحد عشاق لغة الضاد المربي الشيخ عثمان الصالح عليه رحمة الله، فقد اقترح اسماً متفائلاً بمناسبة الفوز العالمي لهذه الفئة من الشباب بكأس العالم.. هذا الاسم هو: (أصحاب القدرات الخاصة) وهو اسم تفاؤلي ومنطقي.. وهم فعلاً كذلك، إذ هم ذوو قدرات خاصة، وهذه تعني أن لديهم قدرات لكنها ناقصة أو غير كاملة، أو بمعنى آخر هي قدرات خاصة بهم، ولعل أجمل ما في هذه التسمية أنها بمنأى عن وصفهم بعيب خلقي مثل المعاقين أو تمييزهم عن غيرهم بميزة تنقِّصهم بتشديد الصاد بل ربما تضايقهم مثل: (ذوو الاحتياجات الخاصة) تلك التي يبدو أنها جاءت ترجمة لمصطلح أجنبي!
إنني أضع هذه السطور أمام رجلين هما أقرب الناس إلى هذه الفئات الغالية وهما: سمو الأمير الإنسان سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الذي نذر جزءاً كبيراً من حياته وعطائه وجهده لخدمتهم، والعمل على إسعادهم، وأمام معالي الأستاذ الكريم عبدالمحسن العكاس وزير الشؤون الاجتماعية الذي يولي هذه الفئات اهتماماً كبيراً بوصفه مواطناً إنساناً، وبوصفه مسؤولاً أمام الله وأمام قيادة هذا الوطن التي قلدته مع زملائه وزميلاته بوكالة الرعاية وفروعها، أمانة رعايتهم والعناية بهم.
وخير ما أختم به أن أسأل الله - في هذا الشهر الكريم - لهذه الفئات العزيزة أن يكون تعويضهم الأبقى في جنة المأوى..!
= 2 =
لحظة صفاء
يا رب
هذه هي الكلمة اليتيمة التي يرفعها قلبي إلى السماء عندما تنغلق الأبواب والمنافذ كلها أمامي.
** يا رب
هذه هي الكلمة التي ترتِّلها شفتاي عندما يحتضن الضعف وجداني، ويستحلّ كياني.
** رباه
هذه هي الكلمة التي ترتعش فيها جوانحي كما ارتعاشة قلب الأم وهي تضم طفلها الذي عاد إليها بعد ليل يأس وطول انتظار.
** رباه
هذه هي الكلمة التي تشرق في وجداني عندما يكسو نفسي طيلسان الظلام، فأحس بها نوراً باهراً يضيء لي مسالكي ودروبي.
** رباه
هذه هي ترتيلي الخالدة التي آنس بها، وأجذل عندما أرددها..!
** رباه
ما أعظمك وأنت تكون لي سنداً ومدداً في مسح الدمعة عن وجنات المفجوعين، ونزع الآهة من صدور المحزونين..!
** رباه
صيِّرني شمعة صغيرة في دروب الناس ومسالكهم، فتلك قيمتي الإنسانية التي أسعى إليها.
=3 =
أصدق القول
** كلما قرأت هذه الآية العظيمة اقشعرَّ بدني عندما أراها تُجسّد عظمة الله - جلَّ جلاله - وهالات نوره التي ملأت أرجاء الأرض ومدارات السماء..
{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}(35) سورة النور.
فاكس 014766464 |