*جدة - موفد الجزيرة الخاص:
قام جلالة الملك فيصل المعظم بافتتاح ميناء الملك فيصل البحري بجدة في حفل كبير اقامته وزارة المواصلات بهذه المناسبة وشرفه جلالة الفيصل الباني. وحضره عدد من أصحاب السمو الأمراء والمعالي الوزراء وكبار رجالات الدولة ورجال السلك الدبلوماسي.
وقد تضمن الحفل في فقراته كلمة لمعالي وزير المواصلات الشيخ محمد عمر توفيق وقصيدة للشاعر حسن عبدالله القرشي، وكلمة لمدير الشركة التي نفذت المشروع. وقد تفضل جلالة المليك فارتجل في نهاية الحفل كلمة سامية هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
انه ليسرني في هذه المناسبة أن اشكر الله سبحانه وتعالى على ما من به علينا من القيام بما يجب علينا في سبيل خدمة ديننا ووطننا وأمتنا.. ومما لا شك فيه أن كل ما نقوم به أو نعمله في هذا السبيل ليس لنا فيه فضل بل إن الفضل لله سبحانه وتعالى، إذ وفقنا لما نقوم بما يجب علينا فلذلك يجب علينا ان نشكر ربنا في كل وقت وعلى كل الأعمال والنيات الخالصة على ما يتكرم به علينا من التوفيق في القيام بما يجب علينا في خدمة ديننا ووطنا وامتنا ونحن نقدر للمسئولين في وزارة المواصلات على ما يقومون به من اعمال في هذا السبيل ونرجو لهم ان شاء الله التوفيق والسداد وان يكون عملهم خالصاً لله سبحانه وتعالى.
وبهذه المناسبة اذا سمح وزير المواصلات لي ملاحظة احب ان أبديها له يؤسفني انه سمى هذا الميناء باسمي ولم يأخذ رأيي فيه والحقيقة انه كان من الواجب ان يسمى هذا الميناء باسم الملك عبد العزيز رحمه الله وربما يقول وزير المواصلات أو المسئولون ان اسم الملك عبدالعزيز اطلق على ميناء الدمام ولكن في الحقيقة ان الملك عبد العزيز هو أول مؤسس لهذا الميناء ونحن كل ما عملناه هو اكمال لما أسسه الملك عبدالعزيز فاذا كان المقصود ان لا يكون اسم واحد على مينائين فيكون من الأفضل ان يسمى هذا الميناء (الميناء الإسلامي) لأن هذا الميناء يستقبل أكبر عدد ممكن من حجاج بيت الله الحرام من إخواننا المسلمين في انحاء العالم، ولذلك فإن الصفة الإسلامية هي اقرب له وأحسن من أي صفة أخرى.
وعلى كل حال انا لا احب أن أوجه لوما للإخوة ولكن هذا رأيي اذا كانوا يوافقون عليه لأنه يجب علينا ان نتبع الحق والواقع في كل ما نطلقه من اسماء أو صفات، وعلى كل فإننا نرجو الله سبحانه وتعالى ان يديم علينا نعمته وان يوفقنا دائما للقيام بما يجب علينا، ولاتمام كل ما ننوي ان شاء الله القيام به وان كانت الأحداث الموجودة الآن في منطقتنا التي سببها لنا الصهيونية العالمية تعوق بعض المشاريع أو تطوير الخدمات في وطننا العزيز ولكن أملنا في الله ان شاء ان يخلصنا من هؤلاء الاعداء حتى نعود ونصرف كل جهودنا في خدمة ديننا وامتنا ووطننا واسأله سبحانه وتعالى أن يمن علينا بالهداية والاستقامة وان يوفقنا مع اخواننا العرب والمسلمين لازالة كل هذه الاعتداءات التي تعرضت لها بلادنا ومقدساتنا واخواننا من قبل الصهيونية العالمية واملنا بالله ان شاء الله ان يقف جميع العرب والمسلمين في صف واحد للدفاع عن هذه الحقوق على اساس عقيدتنا الإسلامية وايماننا بالله وتكاتفنا فيما بيننا حتى نحقق ما وعدنا الله به سبحانه وتعالى من النصر والتأييد.
وارجو لكم ان شاء الله كل توفيق في كل ما تقومون به ولكل المسئولين في هذه الدولة بكل ما يقوم به في خدمة الدين والوطن والأمة..
ولا يفوتني كذلك أن اقدر للشركة التي تعاونت معكم قيامها بهذا العمل ونرجو الله ان شاء الله ان يكمل ما نهدف إليه لصالح ديننا وامتنا ووطننا..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد انتهاء جلالته من كلمته قام يصحبه اصحاب السمو الامراء واصحاب المعالي الوزراء وأعضاء السلك الدبلوماسي بجولة تفقدية لأرصفة الميناء والمنشآت الحديثة الاخرى، وبعد ذلك ازاح الفيصل من على اللوحة التذكارية الستار قائلاً: باسم الله وباسمه العظيم ارفع هذه الستارة وبعد ذلك سجل جلالة الفيصل كلمة في سجل الشرف قال فيها: (نحمد الله سبحانه وتعالى على ما أنعم به علينا ونرجو لإخواننا في وزارة المواصلات الاستمرار في أداء واجبهم تجاه دينهم ووطنهم وأمتهم ونرجو الله ان يوفق جميع المسئولين للقيام لما يجب عليهم في هذا السبيل.
|