ما بين الاتحاد والنصر.. سر (الزعيم)

لفت انتباهي في الآونة الأخيرة ذلك الانحياز النصراوي الفاضح لكل ما هو اتحادي.. ورحت أسأل نفسي عن سر هذا التحول النصراوي الغريب بعد أن كان الجمهور النصراوي لا يطيق أبداً سماع أخبار العميد، وذلك إبان التحالف الهلالي - الاتحادي.
ولو رجعنا إلى الوراء وإلى تلك الحقبة الزمنية بالذات لوجدنا أغلب الجمهور النصراوي كان يميل إلى تشجيع الأهلي بعد النصر طبعاً، وكنا نقرأ دعم الصحافة النصراوية العلني للأهلي، وفي الوقت نفسه تعلن وقوفها ضد الاتحاد والإتيان بكل ما من شأنه الإضرار بالمصلحة الاتحادية.. ولكن سبحان مقلب القلوب.. انقلب النصراويون من حال إلى حال مختلف تماماً.. وأخذوا بتمجيد الاتحاد وبرئيس الاتحاد حتى وصل الحال ببعضهم إلى ترك تشجيع النصر والانتقال إلى تشجيع الإتي.. فما الأسباب وراء هذا التغير المفاجئ بالنسبة إلى من لا يفهمون الحالة النصراوية؟.. أما الذين يفهمون تلك الحالة فحتماً ليسوا بحاجة إلى قراءة ما سطرته أنامل كاتب هذه السطور.
لن تستغربوا إن قلت لكم إن جُل التصرفات والسياسات النصراوية مبنية على أساس محور واحد وهو ((الهلال)).. نعم.. وإن سمحتم لي بالعودة إلى فترة التوافق الهلالي - الاتحادي فستجدون النصراويين قد أضمروا العداء للاتحاد.. ليس لأنه (الاتحاد).. لا، ولكن لأنه كان حليفاً رئيسياً للزعيم.. وكانت هذه العلاقة المتينة لا تروق للنصراويين.. والآن وبعد وصول منصور البلوي إلى رئاسة الاتحاد وما افتعله من مشاكل، لست بصدد ذكرها الآن، فقد كانت هذه المشاكل سبباً في توتر العلاقة مع الهلاليين إلى حد أن وصلت إلى القطيعة بعد سنوات من تقارب كان مضرب المثل للأندية الأخرى، وكل ذلك بسبب شخص واحد وهو (البلوي).. وطبعاً النصراويون لم يصدقوا خبراً فراحوا يغذون تلك النار التي أضرمها البلوي بين الهلاليين والاتحاديين بالمزيد من الوقود.. وكان ذلك (الوقود) عبارة عن أخبار ملفقة لتزيد الموقف تأزماً.. وكان لبريق أموال البلوي مفعول السحر في جذب تلك الأصوات، ولا تذهبون بعيداً، فأنا أقصد بذلك محاولات البلوي جذب التعاطف النصراوي من خلال: عداءه للهلال أولاً.. ودعم النصر ببعض الصفقات التي جعلت النصراويين يهتفون باسم أبي ثامر وجعلت بعضهم يتركون تشجيع النصر ليكون النادي الثاني بالنسبة لهم.. وكل ذلك لأنهم يرون أن الاتحاد هو الوحيد القادر على الوقوف أمام زعيم آسيا وسيدها الأول.. الهلال.. فهل هذا التحالف الاتحادي النصراوي قادر على وقف الزحف الهلالي نحو تحقيق مزيد من البطولات؟.. أنا لا أعتقد بذلك أبداً، والدليل تحقيق الهلال بطولات العام الماضي وأيضاً تحقيق الهلال بطولة وتأهله لنهائي بطولة مع منافسته على بطولتين أخريين لهذا الموسم.. بل إني أذهب الى أبعد من ذلك وأجزم بأن هذا الزحف قادر على أن يجذب الاتحاديين والنصراويين على حد سواء ليكونوا أصواتاً تهتف بإخلاص باسم الهلال، وذلك ضمن المدرجات الزرقاء، وبالتأكيد سيجدون في تشجيع الزعيم متعة ما بعدها متعة.. وسيندمون على إضاعة تلك السنوات من عمرهم في تشجيع غير الهلال، وسينسون ماضيهم المؤلم مع زعيم البطولات.