يبدو أن اتساع مسافة الطريق بين الكرة السعودية وبين آفاق التطور والارتقاء بدأ بالدخول الفعلي لمرحلة الخطر الذي سيؤدي إلى تدهور الكرة لدينا لحين الوصول إلى مرحلة لا يمكن بعدها مسايرة تفوّق الآخرين وتطورهم، إذ ما زالت سياسة التخبيص أقصر طريق نحو التطوير.. هي السياسة الرئيسية التي يتبناها الاتحاد السعودي لكرة القدم ممثلاً بالأمانة العامة واللجنة الفنية.
سنوات مضت والكل ينادي بإيجاد خبرات رياضية تعرف معنى التخطيط والتطوير وتنسج آفاقاً مميزة للارتقاء بدلاً من عناصر إدارية أثبتت فشلها (عملياً) في إيجاد منهج واضح ومسار ثابت لطبيعة المنافسات السعودية، حيث أصبحت منافساتها حقل تجارب لاجتهادات شخصية خالية من المعايير ينقصها الكثير من الخبرة والدراية ويشوبها العديد من الأخطاء الفادحة التي انعكست سلباً لتساهم في ارتفاع وتيرة الضعف العام في كافة المنافسات الكروية السعودية والتي تسبّبت بشكل مباشر في فقدان المنتخب السعودي الأول لكرة القدم لهويته الكروية منذ مونديال فرنسا!!
الواقع يؤكِّد أن الاتحاد السعودي لكرة القدم يعاني وبشدة من غياب التخطيط المتقن لتنظيم المنافسات الحالية والشواهد التي تؤكِّد ذلك كثيرة ابتداءً من جعل مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - لأندية الدرجة الأولى والممتاز حقل تجارب واضحة أربكت كل من ينتمي للعمل الرياضي داخل الأندية مروراً بالجداول التي تصدر بالتقسيط المريح وكذلك المفاجآت التي تتلقاها الأندية بتقديم مبارياتها أو تأخيرها قبل الموعد الأصلي بقليل وانتهاء بغموض التعامل مع كافة الأندية فيما يخص الظروف والارتباطات.
هذا العام تتكرّر المشاهد من جديد؛ فالإخوة في الأمانة العامة واللجنة الفنية أرادوا مفاجأة الجماهير السعودية وأقروا بداية الدوري مع نهاية الدور الأول لبطولة كأس الأمير فيصل! وأصبحت الفرق الممتازة تلعب بطولتين في وقت واحد وأصبح المشاهد الرياضي وقبل أن يتجه لحضور أي مباراة سواء عن طريق الملعب أو التلفزيون يسأل: هاه دوري والا كأس فيصل؟!!
ناهيك عن الأخطاء الفادحة في مواعيد المباريات وتضاربها أحياناً كما حصل مؤخراً عندما تم وضع مباراتين هما مباراة الفيصلي والطائي ومباراة الفيحاء مع أبها في توقيت واحد وملعب واحد تأكيد على أن (التخبيص) والاجتهادات هي التي تسيّر آلية العمل التخطيطي للمنافسات السعودية!!
هل من حل يلوح في الأفق ينقذ كرتنا السعودية من أصحاب القدرات المتواضعة في مجال التخطيط المحلي للمنافسات؟!
آمل ذلك وإن كنت من أشد المطالبين بالاستعانة بكوادر غير سعودية لديها الخبرة في هذا المجال ولا يمكن أن تكون الاجتهادات والمجاملات وجبر الخواطر ضمن آلية عملها التنظيمي كما هو حاصل الآن.
رحيل (التويجري) مطلب واقعي..
في تاريخ الرياضة بمنطقة القصيم نماذج مشرقة متميِّزة رائعة تضيف بأخلاقياتها وإبهارها الإداري الشيء الكثير لرياضة المنطقة وتكشف الوجه الحقيقي الناصع للكرة القصيمية.
رئيس نادي الرائد عبد العزيز التويجري هو واحد من النماذج الفائقة الروعة كسبه الرائديون رئيساً نزيهاً عاقلاً متزناً في خطواته وتحركاته المستمرة، حيث سخَّر وقته وماله ليحمل رسالة عملية بتكليف من أعلى سلطة رياضية وقد عمل بجد واجتهاد طوال السنوات الثلاث الماضية بشهادة القريبين من النادي والعارفين بخفاياه، ولأن التوفيق أولاً وأخيراً من عند الله عزَّ وجلَّ فقد شاء أن يهبط الرائد للدرجة الأدنى في عهد رئاسته للنادي بعد أن حقّق المركز الثالث وكاد أن يصعد للأضواء لولا ظروف يعرفها صغير الرائديين قبل كبيرهم.
الواقع الآن يؤكِّد أن بقاء التويجري بدأ يشكل خطراً كبيراً على الرائد نظراً لاستمرار العقبات المتعمدة التي تواجه الرائد عبر أطراف رائدية وأخرى خارج الرائد وهو أمر مكشوف جداً وخيوط تعقبه أوصلت ل(فضائح) يأبى التويجري أن يفصح عنها لغاية في نفسه وقناعة شخصية بأن وقتها لم يحن الآن لكنها تكشف أن الحرب (القذرة) تستهدف شخصية التويجري حتى لو كان الثمن هبوط الفريق للدرجة العاشرة والسبب هو أن البيئة التي كان يرغب في إحيائها التويجري داخل الرائد لا تتناسب مع بعض الطفيليات التي اعتادت العيش وسط الأحراش والمشاكل والأوبئة مستغلةً توفر تلك البيئة في مراحل مسابقة من تاريخ الرائد العريق.
من الشجاعة أن يعلن التويجري رحيله لأن ذلك هو المخرج الآمن لواقع الرائد الحالي ولأن الطفيليات تحتاج إلى بتر مؤسسها داخل التربة الرائدية فقطع الأجزاء أحياناً لا يفيد والأصلح قطع الجسد برمته وإلى الأبد.
أخيراً أدرك أن جماهير الرائد تعرف كامل خفايا وأسرار سقوط فريقها ومن خلف ذلك وتدرك أن التويجري صاحب اليد النظيفة حاول كثيراً واجتهد ولا يعني أن مطلب رحيله انتصار لبيئة الطفيليات، بل هو انتصار للقيم لأن القيم لا تتوافق أبداً مع رياح التخلف فارحل وانتصر لقيمك الرائعة واترك التاريخ ينصفك في المستقبل القريب فقد أديت ما عليك وخرجت نظيف اليد والقلب والمعدن الأصيل دائماً عنوان صاحبه.
تصويبات
- على الرغم من تصدر منتخبنا لمجموعته الآسيوية إلا أن الاختبار الحقيقي للناحية الفنية لا يمكن الكشف عنه نظراً لضعف المنتخبات التي قابلناها ونقص المنتخب الياباني.
- هجوم يوسف خميس على حكم مباراة النصر والحزم على الرغم من تفوّق فريقه يدل على اهتزاز الثقة لديه ومحاولة إبراز نفسه أمام الجماهير وهو أمر اعتادت جماهير النصر رؤيته ملازماً لخميس.
- الأراجواز يرسل لصفحات القراء تحت أسماء له غاية من ذكرها لكن غباءه قاده لفضح نفسه، إذ كانت تعقيباته ترسل من رقم فاكس واحد!
- يكتب المقال ثم يطلب من (الشلة) التعقيب عليه فإن رفضوا عقّب على نفسه!!
قبل الطبع
لا تجادل قبيحاً فليس لديه ما يخسره
|