Thursday 14th September,200612404العددالخميس 21 ,شعبان 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"سين وجيم"

.........إنها ليست أخطاء ولكنها دروس......... .........إنها ليست أخطاء ولكنها دروس.........

هناك بعض الأوقات التي تقع فيها الأخطاء ونبقى في حالة تساؤل وتحيُّر لماذا؟
(رزان زهرة) روت قصة خطئها الذي تحول في نهاية المطاف إلى نعمة. قالت: وأنا ما زلت صغيرة طالما راقبت جدتي وهي تجلس على ركبتيها موجهة راحتي يديها إلى أعلى وعينيها صوب السماء. عندما كانت تنتهي كانت تسحبني من يدي وتقول لي: كلما شعرت بالضيق أو الألم فقط تضرَّعي إلى الله واطلبي منه أن يذهب هذا الغم عنك، وعندما تشعرين بالضياع وتعجزين عن تعيين ما يجب فعله اجثي على ركبتيك واطلبي من الله أن يريك الطريق.
عندما وصلت إلى الصف الدراسي الأول بدأ هذا الضيف يتسرب إلى حياتي، فقد ألحقني والدي في ذلك الوقت بما أعتبره أفضل مدرسة محلية في دمشق، ولكنني لم أشعر بالارتياح أو الأمان هناك. كان المدرسون يتسمون بالقسوة، وكانوا يهددوننا معظم الوقت بإرسال الأطفال غير المهذبين إلى غرفة في الدور السفلي يطلق عليها اسم غرفة الفئران.
لقد كنت في هذه السن الصغيرة وأنا ما زلت في الصف الأول في أمس الحاجة إلى مدرس محب ومتفهم، ولكنني مع ذلك كنت قد وطَّنت نفسي على تحاشي العقاب.
في أثناء فترات الاستراحة واللعب كان هناك الكثير من الأطفال الذين كانوا يتدافعون ويتشاجرون مع بعضهم البعض. وفي أحد الأيام علقت وسط زمرة من الأطفال، وبينما كنت أتسلق الدرجة دفعني طفل منهم.. فقدت توازني وتعثرت وسقطت على رأسي، شعرت بألم مبرح، حتى إنني فقدت الوعي ونقلت إلى المستشفى.. كان هناك جرح مستدير بين حاجبي، وكان يكشف جزءاً من الجمجمة. خشي الأطباء في ذلك الوقت أن تكون الإصابة قد أثرت على المخ. وعلى الرغم من أن الأشعة كشفت عن سلامة المخ وعدم وجود أية إصابات داخلية فإنني شعرت في ذلك الوقت بقدر بالغ من الخوف والذعر.
بذلت جهداً لكي أنهض من الفراش، وجلست على ركبتي ودعوت الله: (يا إلهي)، إنك تسمعني، أرجوك ساعدني، أشعر أنني لست على ما يرام، أشعر بالألم، أريد أن أذهب إلى مدرسة أكثر أمناً، أريد أن أحظى بمدرسين أكثر وداً وتعاطفاً وبأصدقاء طيبين.. لقد سئمت هذا الخوف.
وما أن أتممت هذه الكلمات حتى شعرت بأن الألم الحاد قد زال عن رأسي، شعرت وكأن النور قد بدأ يسري في جسدي، وهدأ قلبي، وكأن لسان حالي يقول: المساعدة في الطريق إليك.
وبعد مرور أسبوعين حصل أبي على وظيفة تطلبت انتقالنا إلى دالاس في تكساس، وهي وظيفة كان يسعى للحصول عليها منذ سبع سنوات. التحقت بمدرسة لا تضم الكثير من الطلبة، وكان المدرسون محبوبين ومشجعين، هناك قضيت أفضل سنوات عمري.. لقد أدركت أن الله قد استجاب دعائي.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved