أجمع معظم الأدباء والمفكرون على أن رحيل الأديب العالمي نجيب محفوظ - رحمه الله - يمثل خسارة للأدب والثقافة العربية فقد كان إحدى العلامات المضيئة في دنيا الثقافة والأدب.. وهو آخر جيل العمالقة.
وقد كان نجيب محفوظ إنسانا يحرص على النظام وعلى التعامل المثالي مع الآخرين، ويبتعد عن الصراعات، والدخول في معارك ولا يجب الخوض في منافسات المناصب رغم أنه كان مؤهلاً لبلوغ درجات أرقى من التي بلغها في الوظيفة.
وكان موظفا لمدة سبع وثلاثين سنة، حاول تطويع الوظيفة ليستفيد منها وقال عن ذلك: اعطتني حياتي الوظيفية مادة إنسانية عظيمة وأمدتني بنماذج بشرية لها أكثر من أثر في كتاباتي.. وعلمتني النظام والحرص على استغلال الوفت.
قال يوماً لأحد الأدباء الشباب وكان يشكو له ضغط العمل الصحفي: لا تستسلم لظروف الحياة مهما تكن صعبة.
أنا صنعت نفسي وأدبي كله من (نشارة) الحياة!! واشتهر - رحمه الله - بخفة الظل عند لقائه بأصدقائه ومحبيه في مقهى الفيشاوي، وتسربت روحه الساخرة إلى أدبه فظهرت شخصيات عديدة لا تخلو حياتها من الضحكات مهما تكاثرت الأزمات.
|