Thursday 14th September,200612404العددالخميس 21 ,شعبان 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"عزيزتـي الجزيرة"

فرص كثيرة قبل العنوسة فرص كثيرة قبل العنوسة

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة.السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشار الدكتور محسن الشيخ الحسان في عدد الجزيرة يوم الخميس 7-8-1427هـ الموافق 31-8-2006م إلى إشكالية العنوسة، وقد نشر أرقاما في عدد من المدن السعودية، وبالفعل الأرقام ليست قليلة.
وأنا أظن أن النقلة النوعية التي عاشها المجتمع في المملكة العربية السعودية منذ بداية الثمانينيات الميلادية وبعد تلك الطفرة الاقتصادية حيث تسارعت وتيرة البناء والمدنية وانتشر التعليم في كل المدن والقرى وبات المجتمع في وضع مختلف تماماً في مدة قصيرة ثم بعد ذلك تسارعت وتيرة الاتصالات والاختراعات في التسعينيات الميلادية ودخل على الناس التلفزيون الفضائي والإنترنت وثورة الاتصالات عموماً كما هو معروف..
أنا أعتقد أن هذه الأشياء لها الدور الفاعل في تنامي العنوسة لدى النساء في المملكة؛ لأن المرأة بعد أن تعلمت بات لديها نوع من الاستقلال الفكري وباتت تقرأ وتشاهد، وهناك الكثير من المؤثرات الخارجية التي ساهمت في مشاركة المرأة في صنع قرارها من حيث تدري ومن حيث لا تدري، فمثلاً هناك تركيز من الكثير من وسائل الإعلام والإعلاميين عبر التلفزيون وعبر الصحافة وعبر القصة وعبر المسلسل والأفلام على أن تعدد الزوجات مسألة مخيفة وغريبة ولا يجوز ولا يليق بالمرأة العصرية المثقفة - بين قوسين - أن تكون زوجة ثانية أو ثالثة أو رابعة.
وللأسف صدق كثير من النساء في بلادنا هذا الكلام مع أن مسألة تعدد الزوجات أرادها الله سبحانه وتعالى واشترط لمن يقدم عليها العدل، وأكد على هذه النقطة في القرآن الكريم (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً) والعدل يشمل أشياء كثيرة مادية وغير مادية.. إذاً لا يوجد خوف على الإطلاق إذا تزوجت المرأة من رجل يستطيع العدل حتى ولو كان لديه أكثر من زوجة.
وهناك إشكالية أدت إلى انتشار العنوسة وهي أن النساء بات لديهن اشتراطات معينة في الأزواج، وهذا من حقهن، لكن المبالغة ربما أدت إلى عنوسة الكثير بسبب هذه الاشتراطات أو الأحلام الوردية التي قد لا تتحقق على أرض الواقع. وهناك قصة إكمال التعليم والزواج لا يمنع من إكمال التعليم على الإطلاق، وهناك العديد من العادات والتقاليد وجهل أولياء الأمور وجشعهم أحياناً..
ولو أن هذه المسائل لا يمكن وضعها ضمن الأسباب الرئيسية في مشكلة العنوسة؛ لأنها في رأيي ليست ظاهرة؛ فالكثير من الناس بفضل الله يرغبون بتزويج بناتهم والمساهمة في إسعادهن عبر سنّة الحياة التي أرادها الله لعباده.
إذاً، أنا أظن أن أحسن الحلول لمشكلة العنوسة هو تزويج الفتيات بالأكفاء دون شروط قاسية وعدم الاكتراث بما لدى الرجل الخاطب في النواحي الماية لأن الله تعالى يقول (إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ). وكذلك على النساء أن لا يتشددن في مسألة الزواج من رجل متزوج إذا تم التأكد أنه يستطيع العدل. وزواج المسيار يساهم في حل مشاكل العنوسة، وأقول للأخوات من النساء إن لديكن فرصة جيدة لتجنب العنوسة، فمن المفترض أنه بعد التعليم الجيد أن يكون لديكن وعي أكثر بخطورة العنوسة، فإذا أتيح للمرأة فرصة جيدة للزواج من رجل كفء فلا يجب تفويتها تحت أي ذريعة من إكمال دراسة أو صغر في السن أو ما شابه، وكذلك إذا وصلت المرأة إلى مرحلة سنية معينة عليها ألا تمانع أن تكون زوجة لرجل متزوج، وإذا امتنعت فربما تتزوج مسيارا..
وهكذا كل فرصة تفوت على المرأة تجد الفرصة التالية أقل جاذبية من الأولى إلى أن تصل إلى سن اليأس وبالتأكيد سوف تندم على الفرص الضائعة.اللهم أصلح شأن نساء ورجال المسلمين.

محمد صالح اليختاني /حائل

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved