* الرياض - أحمد القرني:
اختتمت اجتماعات منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط أعمالها في اصفهان وسط إيران، وشارك في هذه الاجتماعات صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن أحمد بن عبد العزيز عضو مجلس الأمناء بالوكالة الدولية لمكافحة العمى ورئيس المكتب الإقليمي لشرق المتوسط بالوكالة، كما رأس وفد المملكة في اجتماعات منطقة شرق المتوسط معالي وزير الصحة الدكتور حمد بن عبدالله المانع.
وبحث المشاركون في هذه الاجتماعات الاستراتيجية الإقليمية للاستعداد لجائحة الإنفلونزا البشرية ومواجهتها ومشاكل الصحة العمومية الناجمة عن تعاطي المسكرات في اقليم شرق المتوسط والأحوال الصحية في لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة، في أعقاب العدوان الإسرائيلي الأخير وسبل تطوير الأجهزة والمعدات الطبية في النظم المعاصرة للرعاية والخدمات الصحية ودور الحكومات في التنمية الصحية.
وأثنى معالي د. المانع على الجهود المبذولة من قِبل منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف والمكتب الإقليمي لشرق المتوسط لاستئصال مرض شلل الأطفال من دول الإقليم.
وذكر الدكتور المانع في كلمة خلال اجتماع منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط في أصفهان وسط إيران والتي تضم وفد المملكة برئاسته ان المملكة كإحدى دول الإقليم قد خطت شوطاً في مجال مكافحة شلل الأطفال، حيث لم تسجل اي حالة محلية منذ العام 1995م.
وأشار معاليه إلى استقبال المملكة مئات الآلالف من الحجاج وزوار للأماكن المقدسة كل عام، وحث على ضرورة اعطاء جميع الأطفال أقل من 15 سنة المرافقين لذويهم أثناء قدومهم للحج أو العمرة، أو عمل جرعات من لقاح شلل الأطفال قبل التقدم إلى الحصول على تأشيرة الحج والعمرة لكي تتضافر جهود الإقليم في محاصرة واحتواء هذا المرض بإذن الله ولينعم أطفال دول الإقليم بالصحة والسلامة.
كما دعا معاليه إلى أهمية الترصد المطابق لمعايير الاشهاد في جميع بلدان الأقليم وإتمام مرحلة المسح والجرد في عملية الاحتواء المخبري للفيروس البري لشلل الأطفال في جميع البلدان.
هذا ودعا معالي وزيرالصحة الدكتورحمد بن عبدالله المانع اجتماع منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط المنعقد حالياً في اصفهان إلى تفعيل القرارالصادر عن المنظمة في اجتماعها السابق بجنيف بشأن الوقاية من العمى.
وأوضح الدكتور المانع ان هذا القرار يطلب من المدير العام لمنظمة الصحة العالمية جعل الوقاية من العمى مجالاً ذا أولوية من مجالات عمل المنظمة، مشيراً إلى اضافة عنصري الوقاية من العمى وضعف البصر إلى الخطة الاستراتيجية المتوسط الأجل للمنظمة 2008 - 2013 والميزانية البرمجية 2008 - 2009م.
وقال انه من المنطقي ان نكون أول من يسعى لتفعيل القرارالذي حركنا صدوره من إقليم شرق المتوسط.
عقب ذلك بحث المشاركون في اجتماعات منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط في يومهم الثاني في اصفهان الأمراض السارية وبالذات الإيدز.
وأكدت مباحثات وزراء الصحة لمنظمة شرق المتوسط تطبيق مبادرة 3?5 التي أطلقتها المنظمة في عام 2004 والتي تهدف إلى ضرورة توفير المعالجة بالأدوية المضادة لفيروسات القهقرية لثلاثة ملايين شخص من المتعايشين مع مرض الإيدز والعدوى بفيروسه في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل.
فيما استعرض المجتمعون وضع وباء فيروس الإيدز في دول الإقليم، حيث وصل العدد التقريبي نهاية عام 2004 م للمصابين بالعدوى في هذه البلدان إلى 715 ألف شخصا.
ووقع في العام 2005 م 67 ألف حالة بعدوى جديدة في الإقليم من اجمالي المصابين في العالم الذي يقدر عددهم ب ( 9-4 ) ملايين شخص.
وفي الإطار نفسه استعرض المجتمعون الخطة العالمية للمنظمة للاستعداد لإنفولونزا الطيور والتي تهدف إلى تقليص فرص إصابة البشر بالعدوى، وإلى تقوية نظام الإنذار المبكر من أجل سرعة الاكتشاف للفيروس الذي ربما يتسبب في وقوع جائحة واحتواء انتشاره أو تأخيره في منبعه، كما تهدف الخطة الاستراتيجية الإقليمية لدول شرق المتوسط إلى توفير الدعم التقني الكافي والملائم لجميع بلدان الإقليم ليتسنى لها اكتشاف أي جائحة للإنفولونزا لا سمح الله، أو التصدي لها بكفاءة.
وأوضح المتحدث الرسمي لوزراة الصحة السعودية الدكتور خالد محمد مرغلاني ان الأعضاء اتخذوا جملة من التوصيات أهمها إنشاء لجان وطنية لتنفيذ خطط الاستعداد وضمان الثقافة الكاملة لكافة شرائح المجتمع والمهنيين والقائمين على الصحة.
وأضاف أيضا انه تم الاتفاق على التوصية للتبادل الآني والمتكامل للمعلومات المتعلقة بحالات الإنفولونزا بين الدول الأعضاء، وتشجيع مشاركة المجتمع في الاستعداد لجائحة انفولونزا الطيور وتقوية نظم الترصد الوبائي والمخبري وضمان تطبيق اللوائح الصحية الدولية.
وقال المتحدث الرسمي ان المجتمعين ناقشوا خطورة الأمراض السارية، حيث ان الإقليم يمر بمرحلة تحول وبائي، فبالرغم من تحقيق تقدم ملحوظ في مجال مكافحة الأمراض السارية، إلا ان هنالك عبء ثقيل في أهمية متابعة استئصال هذه الأمراض من دول الإقليم كافة، حيث أعاد المجتمون إلى الذاكرة ما حدث مع إعادة ظهور وتوافد فيروس شلل الأطفال في العالم العام الماضي.
ومن جهة ثانية تطرّق المجتمعون إلى اهمية الاستعداد لمكافحة الأمراض المزمنة غير السارية، حيث حذّرت المنظمة من عواقب الأمراض المزمنة وخاصة القلبية الوعائية والسكري والسرطان والتي تتزايد جميعها باطراد في دول الإقليم ولاسيما في البلدان ذات الدخل المتوسط والمنخفض.
وذكر الدكتور خالد المرغلاني ان 80 في المائة من الوفيات الناجمة عن الأمراض المزمنة تحدث في الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل.
وأضاف انه لمقاومة هذا الوباء اتخذ المجتمعون الأهمية لهذا الوباء، حيث يتعيّن على سائر القطاعات، بما فيها قطاعات الرياضة والترفيه وصناعة الأغذية، مشاركة الجهات الصحية لتحقيق النتائج المستهدفة.
كما تم التوصية بأهمية تحقيق خفض سنوي بنسبة 2 في المائة من معدلات الوفيات الناجمة عن الأمراض المزمنة وفق الاتجاهات المتوقعة على مدى السنوات العشر القادمة، الأمر الذي سيؤدي إلى إنقاذ مليونين و300 ألف وفاة بنهاية عام 2015م.
هذا وقد تم إعادة انتخاب معالي الدكتور حسين عبد الرزاق الجزائري لمنصب المدير العام الإقليمي لخمس سنوات قادمة خلال اجتماعات وزراء الصحة .
الجدير بالذكر ان الدكتور الجزائري عمل بهذا المنصب لأكثر من 25 عاما، حيث يأتي انتخابه للمرة السادسة منذ عام 1982م.
وناقش مؤتمر منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط في يومه الثالث في اصفهان الأجهزة والمعدات الطبية في النظم المعاصرة للرعاية والخدمات الصحية.
ولفت معالي وزير الصحة الدكتور المانع في كلمة خلال المؤتمر الى الأعمال التي قامت بها المملكة العربية السعودية في هذا الإطار والاستراتيجية الوطنية لنقل التكنولوجيا، وذلك بإعداد برنامج انشاء المركز المتخصص لصيانة ومعايرة وتطوير الأجهزة الطبية.
وقدم الدكتورحمد بن عبدالله المانع تجربة المملكة العربية السعودية ومن خلال المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون في تجويد وترشيد التكاليف عن طريق الشراء الموحد للأجهزة والمعدات الطبية.
ودعا معاليه إلى الاستفادة من تجربة الشراء الموحد لمجلس التعاون الخليجي بالنسبة للدول الأعضاء في اقليم شرق المتوسط عن طريق عرض الموضوع على لجنة تنسيقية.
كما بحث اجتماع منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط برنامج مكافحة السل والسبل الكفيلة باحتواء هذا المرض في الدول الأعضاء.
وأشار معالي وزير الصحة الدكتور حمد بن عبدالله المانع إلى ضرورة دعم مراكز الرعاية الصحية الأولية بصفتها المحطة الأولى لدول الإقليم التي تستقبل المرضى المشتبه بإصابتهم بالسل.
وأكد معاليه على توسيع قاعدة التدريب لأطباء الرعاية الصحية الأولية وأطباء القطاع الخاص لتفعيل دورهم في الاكتشاف المبكر للمرضى بين المراجعين.
ودعا الدكتور المانع إلى رفع مستوى التعاون والتنسيق بين وزارة الصحة والقطاعات المختلفة الحكومية وغير الحكومية لضمان تطبيق سياسات واستراتيجيات البرنامج بتلك القطاعات، وضمان متابعة المرضى طوال فترة العلاج.
ولفت معاليه إلى الاستمرار في تدريب جميع الفئات العاملة بالبرنامج الوطني لمكافحة السل اضافة إلى ضرورة التواصل عبر الجهات الحكومية المعنية مثل الشؤون الاجتماعية والجمعيات الخيرية وجميع اصدقاء المرضى لدعم مرضى السل من الفئات الفقيرة بالمجتمع بمساعدات وتقديم ما يحتاجونه لمساعدتهم مما يقلل من الآثار السلبية للمرض عليهم.
الجدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية حذّرت من عودة انتشار مرض السل الذي يزداد صعوبة الشفاء منه لمقاومة فيروساته للأدوية الحالية، حيث يصيب السل تسعة ملايين شخص سنوياً ويتسبب في وفاة 1.7 من عشرة مليون ويسجل سنوياً إصابة 450 ألف إصابة جديدة ناجمة عن مقاومة الفيروسات للأدوية وتسجل معظم الحالات في بنغلاديش والصين والهند وإندونيسيا ونيجريا.
كما طالب معالي وزير الصحة الدكتور حمد بن عبدالله المانع اجتماع منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط في اصفهان بطرح وإضافة موضوع الأحوال الصحية في كل من فلسطين ولبنان على جدول الأعمال للمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية وجمعية الصحة العالمية.
ولقد أبرز الدكتور المانع الاهتمام الكبير الذي يحظى به هذا الموضوع من قِبل حكومة خادم الحرمين الشريفين وأهمية إعطاء هذا الموضوع الفرصة الكاملة للمناقشة من قِبل ممثلي المجتمع الدولي وجمعية الصحة العالمية.
الجدير بالذكر أن الأراضي الفلسطينية المحتلة ودولة لبنان يواجهان أزمة صحية، حيث انه لا جدال في ان مشكلة التمويل في القطاع الصحي في لبنان وفلسطين، قد أدت بالفعل إلى عواقب وخيمة على مدى تغطية الخدمات الصحية وجودتها، فعدم دفع أجور كافية للمهنيين الصحيين أفضى إلى استنزاف العاملين وتقليص الخدمات المقدمة وضعف الخدمات الأساسية.
هذا ويرافق معالي وزير الصحة في زيارته إلى اصفهان وكيل الوزارة للشئون التنفيذية الدكتور منصور بن ناصر الحواسي ومستشار معالي الوزير الدكتور عثمان بن عبد العزيز الربيعة ووكيل وزارة الصحة المساعد للطب العلاجي الدكتور يعقوب بن يوسف المزروع ووكيل الوزارة المساعد للطب الوقائي الدكتور خالد بن على الزهراني والمشرف العام على الإعلام والتوعية الصحية الدكتور خالد مرغلاني والمشرف العام على إدارة الصحة الدولية الأستاذ حسن بن محمود الفاخري.
|