* جدة - خميس السعدي - سعد خليف - صلاح مخارش - واس:
* تصوير: أحمد قيزان - خالد الصبياني:
نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الدورة السابعة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام بقصر المؤتمرات في جدة أمس.
وكان في استقبال صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز لدى وصوله مقر الحفل بعد ظهر أمس صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة ومعالي وزير الإعلام في جمهورية مصر العربية أنس الفقي رئيس الدورة السادسة ومعالي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي البروفسور أكمل الدين إحسان أوغلي ومعالي وزير الثقافة والإعلام رئيس الدورة السابعة الأستاذ إياد بن أمين مدني وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الثقافة والإعلام.
وقد بدئ الحفل الذي أقيم بهذه المناسبة بالقرآن الكريم. ثم ألقى معالي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي البروفسور أكمل الدين إحسان أوغلي كلمة رحب فيها بصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام قائلاً: إنه لشرف عظيم أن يحظى لقاؤنا المبارك هذا برعاية سامية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- وبحضور كريم لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد الأمين وهو ما يضفي على اجتماعنا هالة من الوقار والثقة والأمل الواعد بما عهد في القيادة السعودية من جميل عناية وأثر عنها من شامل رعاية لقضايا المسلمين والعالم الإسلامي.
وأضاف قائلاً: وتشريف سمو ولي العهد (اليوم) لافتتاح دورتنا السابعة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام إشارة متجددة إلى حرصه على مواكبة العمل الإسلامي المشترك الذي أرسى له المقام السامي قواعد راسخة وأهداف واعدة في دعوته وإدارته لأعمال قمة مكة المكرمة في نهاية العام الماضي والتي اعتبرت فتحاً جديداً في تاريخ المنظمة وفي مسيرة العمل الإسلامي المشترك كما أنها تشكل انطلاقة واعدة لعهد جديد من التضامن والتآزر والتناصر للعلاقات بين الدول الإسلامية.
ونوّه الأمين العام للمنظمة بالجهود القيمة والمتواصلة التي بذلتها جمهورية مصر العربية ممثلة في وزارة الإعلام خلال فترة رئاستها للدورة السادسة على مدى ثلاث سنوات خلت في إدارة مسيرة العمل الإعلامي الإسلامي المشترك.. واستضافتها لجنة المتابعة الوزارية المنبثقة عن الدورة السادسة لوزراء الإعلام.
وبيّن أن هذا المؤتمر ينعقد في ظل ظروف عصيبة وفي وقت تنهال على العالم الإسلامي السهام من كل جانب ثقافياً وفكرياً وسياسياً واقتصادياً، مشيراً إلى أن الإعلام المناوئ للعالم الإسلامي يلعب في هذا المجال دوراً أساسياً مستغلاً وسائل الاتصال الحديثة المؤثرة والمتطورة بينما بقي الإعلام الإسلامي المشترك عاجزاً عن القيام بمجهود فعال لصد هذه الحملات الجائرة.
وأوضح البروفسور أوغلي أن العالم الإسلامي والمسلمين بالخصوص يتحملون قسطاً كبيراً من وزر الواقع الماثل فتشرذم بلدان العالم الإسلامي وانطوائها على أنفسها وتفرق صفوفها نتيجة للإرث الاستعماري الاستغلالي والغزو الثقافي يؤثر كذلك في الحالة النفسية الراهنة المتمثلة في الشعور بالعجز والإحباط الذي يسود شعوبنا.
وقال: نحمد الله عزّ وعلا أن الإسلام في حد ذاته كدين وعقيدة ونظام حياة ما زال قوياً وجذاباً وقادراً على استقطاب المسلمين وتوحيدهم والدليل على ذلك أن الإحصاءات تدل على أن الإسلام أكثر الأديان انتشاراً في العالم.
وأشار الأمين العام إلى أن هذا الواقع الدولي المجحف بحقوق المسلمين هو ما حدا برؤساء دول العالم الإسلامي في قمة مكة المكرمة التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- إلى تأكيد أهمية الاهتمام بالإعلام الخارجي وضرورة وضع الخطط القمينة بتمكين العالم الإسلامي من إيصال صوته للعالم الخارجي لعرض آرائه ووجهات نظره ومواقفه من الثوابت والمستجدات وللذود عن قيم الإسلام الخالدة ونشر رسالة الإسلام في أرجاء المعمور.
وقال أوغلي: إن هذا توجيه سامٍ يأتي في وقت عزت الحاجة إليه أمام تعاظم الأخطار المحدقة بالعالم الإسلامي.. أرجو أن تتجه إليه الهمم وتشحذ الأفكار لوضعه موضع التنفيذ الناجز بالحرفية الضرورية في هذا الميدان الذي تتسارع فيه التقنيات وتشتد فيه المنافسة.
كما طالبت قمة مكة بضرورة الاتفاق على وضع مدونة أخلاق مشتركة لوسائط الإعلام في بلدان المنظمة تنظم أخلاقيات المهنة حسب المعايير الدولية المتعارف عليها بما يرفع من شأن دور الصحافة في خدمة المجتمعات بطرق حضارية تعود بالخير على الجميع.
ومن المسائل الأخرى التي تطرقت إليها القمة تفعيل دور الإعلام وآلياته في إطار منظومة المؤتمر الإسلامي.
وبيّن الأمين العام أن من دعائم تطوير القدرات الفنية في مجال الإعلام الدولي في هذا العصر هو تقليص الفجوة الرقمية بين الدول المتقدمة والدول النامية.
وقال: إنه ما لم ننجح في هذا المضمار فإن جهودنا ستبقى قاصرة عن الوصول إلى الأهداف المنشودة. وقد عبّرت عن هذه الحاجة الملحة في كثير من كلماتي الرسمية في مناسبات عديدة وفي لقاءاتي مع المسؤولين ومع رجال الصحافة.
وأكّد على ضرورة وضع الأسس لخلق تضامن في المجالات الرقمية وبذل الاهتمام الضروري لإنشاء صندوق يخصص لتمويل ردم الفجوة الرقمية وقال: وقد رأينا كيف تعذر تطبيق المشاريع المدرجة في البرامج والخطط الإعلامية الإسلامية في هذا المجال نظرا للمصاعب المالية الناجمة عن عدم الوفاء بالمساهمات المالية وانعدام وجود مساعدات طوعية. ولن يكتمل لنا أي جهد في هذا المجال ما لم نقم بتحديث مستمر لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والإلكترونية لتقوم بالدور المنوط بها.
ولفت إلى أن الجهد في إبلاغ آراء ومواقف العالم الإسلامي إلى العالم الخارجي غير ذي جدوى إذا لم ننشئ محطات تلفزيونية وقنوات فضائية في الدول الإسلامية ناطقة باللغات العالمية الحية توجه إلى الشعوب الناطقة بهذه اللغات مبينا أنه من الضروري افتتاح مكاتب إعلامية إسلامية تابعة للمنظمة في بعض العواصم العالمية المحورية لتكون بمثابة حلقات وصل بين المنظمة والإعلام الخارجي في تبادل المعلومات وخلق علاقات عمل بناءة مع وسائل الإعلام الأجنبية.
وطالب أوغلي المستثمرين المسلمين بضرورة الاستثمار في المؤسسات الإعلامية الكبرى في العالم وهي في غالبها مؤسسات ذات مردودية ربحية لا يستهان بها لتكون لهم القدرة على التأثير في سياساتها عن طريق مجالس إدارتها بما يعود بالنفع الكبير في مجال تصحيح صورة الإسلام على النطاق العالمي.
وشدد على أهمية إعادة تقييم الوضع الحالي لمنظومة آليات العمل الإسلامي المشترك التابعة للمنظمة وخصوصاً وكالة الأنباء الإسلامية الدولية اينا ومنظمة إذاعات الدول الإسلامية أسبو وذلك تطبيقا لما جاء في برنامج العمل العشري الصادرة عن قمة مكة وقال: إنه بعد تدارس وضع هاتين المؤسستين فإن هناك اتجاها لاعادة هيكلتهما لتكونا أكثر إنتاجا وفاعلية وقادرة على القيام بدور محوري وفعال في تنشيط العمل الإسلامي المشترك وتوسيع التبادل البرامجي الإذاعي والتلفزيوني.
وأشار إلى ضرورة مساهمة الإعلام في الدول الأعضاء في حملات جمع التبرعات لصالح صندوق الكوارث لنجدة المسلمين وتوجيه مختلف وسائل الإعلام للمساهمة في هذا المشروع الإنساني الخيري على مستوى القطاعات الحكومية والأهلية والأفراد والخيرين من أبناء الأمة، مضيفاً أن الحرب الإسرائيلية الغاشمة على لبنان بينت أهمية وجود هذا الصندوق.
وقال سارعنا بإطلاق حملة إغاثة لجمع التبرعات لصالح الشعبين اللبناني والفلسطيني. وقمنا في هذا الإطار بدعوة الهيئات الإسلامية والإنسانية العاملة في حقل الإغاثة إلى اجتماع طارئ عقد في استانبول بتاريخ 1 أغسطس 2006م لتنسيق العمل الاغاثي الإسلامي وايصال المساعدات إلى المتضررين من العدوان الإسرائيلي.
بعد ذلك ألقى رئيس الدورة السادسة معالي وزير الإعلام بجمهورية مصر العربية أنس الفقي كلمة نقل في مستهلها تحيات فخامة الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية وتمنياته بأن يسفر الاجتماع عن نتائج إيجابية وملموسة تدفع بالعمل الإعلامي الإسلامي نحو الرقي والتقدم.
كما أوضح فيها أن هذا الاجتماع يأتي بعد الدورة الاستثنائية الثالثة لمؤتمر القمة الإسلامي الذي انعقد بمكة المكرمة في ديسمبر 2005م وفي وقت يمر فيه العالم بشكل عام وعالمنا الإسلامي بوجه خاص بظروف بالغة الدقة والتعقيد في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الإسلام والمسلمون في العديد من الدول والتي انتهت بالهجمة الشرسة التي شهدتها المنطقة بالاعتداء السافر على شعب لبنان الشقيق.
وعدّ الفقي أن أعمال الدورة السادسة التي انعقدت بالقاهرة في مارس 2003م وما تبعها من أعمال لجنة المتابعة الوزارية التي انعقدت في يوليو 2005م بداية جادة لتنمية وتدعيم علاقات التعاون والتكامل بين الدول الإسلامية في مختلف المجالات، حيث أثرت بقراراتها رسالة العالم الإسلامي إلى كافة أنحاء العالم ومهدت الطريق لروية إسلامية وموقف إسلامي موحد تجاه كافة الأحداث والقضايا على مستوى العالم الإسلامي والدولي بصفة عامة متخذة موقفا واضحا تجاه قضية الشرق الأوسط والممارسات الإسرائيلية التي تعوق تحقيق سلام حقيقي وعادل واسترداد الشعب الفلسطيني الشقيق لكامل حقوقه بما في ذلك القدس العزيزة على قلوب كل المسلمين. وبيّن معالي وزير الإعلام المصري أن ما يشهده العالم والمنطقة من مؤثرات قد أدت وبوضوح إلى تنامي خطر الإرهاب بدلا من محاصرته، مشيراً إلى أن الأحداث الدامية يوميا في العراق وما يتعرض له الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني وما تعرض له الشعب اللبناني وما يحدث في العديد من المناطق على مستوى العالم يؤكد من جديد أن الإرهاب صار يمثل خطرا يهدد أمن وسلام الكثير من الدول ويؤثر بشكل مباشر على طموحات شعوبنا نحو التنمية والتقدم إضافة إلى أثره السلبي الواضح والمتزايد على صورة الإسلام والمسلمين.
وقال أنس الفقي: إن الظروف المتتابعة التي تمر بالعالم والهجمات الشرسة التي تعرض لها الإسلام على مدار الخمسة أعوام الماضية منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر اضطرتنا أن نكون في موقف الدفاع عن عقيدتنا وتوضيح مفاهيم ديننا السمح وجعلتنا اليوم وأكثر من أي وقت مضى في أمس الحاجة لصياغة خطاب إعلامي إسلامي جديد يستهدف الوصول إلى كل ربوع العالم موضحاً حقيقة ديننا الحنيف ونشر قيمنا السمحة الراسخة منذ زمن بعيد والتي لولا أثرها الإيجابي على الحضارة الإنسانية لما استطاع الغرب الوصول إلى ما يشهده اليوم من تقدم ونهضة معرفية متزايدة.
وطالب معالي وزير الإعلام المصري الدول الإسلامية إلى تطوير دورها بما يتسق مع التطورات الهائلة في مجتمع المعلومات والاتصال لكي تتمكن من النهوض بالإعلام الإسلامي ومسايرة الأوضاع والمتغيرات التي تحدث على الساحة الدولية.
وقال لذا يتعين على الإعلام الإسلامي أن يكون أداة تعبير حر وصادق لشعوبنا الإسلامية وفي نفس الوقت ينفتح على العالم بمختلف ثقافاته وحضاراته في إطار من الحوار المتكافئ الذي يحفظ لنا خصوصيتنا ويعبر عن حقيقتنا ويدافع عن توجهاتنا الثقافية والحضارية الراسخة.
وأشار أنس الفقيه إلى أن الإعلام في عالمنا الإسلامي مطالب الآن أكثر من أي وقت مضى بالعمل الجاد والمتواصل في إطار قرارات القمم الإسلامية المتعاقبة من خلال تفعيل هذه القرارات بوضع أسس جديدة للعمل الإعلامي الإسلامي تواكب معطيات العصر ومتغيراته وتعتمد على التأثير بالحجة والمنطق وحوار الفكر والعقل في القوى صانعة القرار في عالم اليوم كي تنظر إلى قضايا العالم الإسلامي بمنظار الحق العدل وليس بعين الانحياز أو الكيل بمكيالين.
وقال معاليه: لكي ينجح إعلام دولنا الإسلامية في تحقيق هذا الهدف الكبير عليه أن يرتقى بمستوى أدائه وان يطور أدواته ويحدث لغة خطاب مؤسساته وأجهزته وفي هذا الصدد تؤكد مصر ضرورة تحديث الميثاق الإعلامي الإسلامي ليتماشى مع مقتضيات العصر الحالي وما يواكبه من أفكار جديدة وما قد يتطلبه ذلك من تقييم لأوضاع المنظومة الإعلامية لعدد من مؤسسات المنظمة ودراسة سبل تفعيلها لتمكين العالم الإسلامي من عرض وجهة نظره من المستجدات على الساحة السياسية.
وأضاف أن أمامنا اليوم جدول أعمال حافل يتطلب الإثراء بأفكاركم ورؤاكم خاصة فيما يتعلق بمشروع الاتفاق على مدونة أخلاق تراعى التنوع والتعددية وتحفظ قيم الأمة ومصالحها والبناء على نص أخلاقيات العصر ومبادئ العمل الإعلامي الإسلامي.
وأوضح أن عالمنا الإسلامي سيكون أول المستفيدين من ذلك فرسالة الإعلام تؤثر بشكل مباشر في المتلقين ومن ثم نجدد الدعوة التي سبق وأن طرحناها في الدورة السادسة بالقاهرة ببذل المزيد من الجهود والمبادرة باستثمار ما يتوفر لدى دولنا من إمكانات مادية وبشرية لإقامة المزيد من جسور الحوار مع الآخر تأكيدا لمبدأ حوار الحضارات وتصحيحا وتعميقا لاسهام الحضارة الإسلامية في مسيرة الحضارة الإنسانية.
وتمنى معاليه في ختام كلمته النجاح للمؤتمر سائلا الله التوفيق والسداد من أجل خير وعزة الأمة الإسلامية.
ثم ألقى معالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد بن أمين مدني رئيس الدورة السابعة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام الكلمة التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين.
صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام.
أصحاب المعالي والسعادة رؤساء وأعضاء الوفود المشاركة في الدورة السابعة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام في الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي.
ضيوفنا الكرام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد شرف هذا اللقاء بالرعاية السامية الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ويحظى بتشريف سموكم الكريم لجلسته الافتتاحية.
ولا شك أن هذا التشريف هو تجسيد لاهتمام المملكة العربية السعودية البالغ بالشأن الإسلامي بمختلف ميادينه ومؤسساته وجهوده. ومناصرة المملكة لكل قضية إسلامية وكل جهد إسلامي مشترك.
وقد أضحت جهود المملكة العمود الفقري الذي تنطلق وتستمر به مؤسسات العمل الإسلامي المشترك بفضل من الله.
كما أن هذا التشريف سيدفع بهذا اللقاء والمشاركين فيه على استشراف دور الإعلام في إطار ما قرره أصحاب الجلالة والفخامة والدولة في اجتماع القمة الإسلامية الاستثنائي الذي عقد في مكة قبل نحو عشرة أشهر.
ونحن يا صاحب السمو نتوخى في هذه الدورة التأكيد على وعينا بما يجمع شعوب وثقافات الدول الإسلامية والنظر المتفائل نحو مستقبل العمل الإعلامي الإسلامي المشترك والعمل بجدية على تجسيد مشاريعنا الإعلامية المشتركة واقعا معاشا ومعايشا لعصر التدفق المعلوماتي الذي نعيشه والتمكين من المعرفة والمعلومة كأداة أساسية للتنمية والوفاق الاجتماعي.
وأود أن أؤكد هنا على اعتزاز المملكة العربية السعودية باستضافة هذه الدورة وأثمن هذه المشاركة الفاعلة في أعمالها من قبل أهم القيادات الإعلامية على امتداد رقعة العالم الإسلامي وأذكر بالتقدير مجهودات معالي الأمين العام للمنظمة وزملائه الكرام في التحضير والإعداد لها.
وختاماً أسأل المولى عزّ وجلّ أن يمكننا جميعا من خدمة بلادنا وأمتنا الإسلامية وأن نسهم كما أسهمت الأجيال التي سبقتنا في هذا البناء الحضاري الراسخ الذي يمثله الإسلام عقيدة وشرعا ومنهجا ومقاصد وفلسفة حياة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز الكلمة التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين.
أصحاب المعالي وزراء الإعلام ورؤساء الوفود.
معالي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
يسعدني أن أرحب بكم باسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وباسم الشعب السعودي في وطنكم الثاني في المملكة العربية السعودية التي تتشرف بخدمة الحرمين الشريفين والتي منّ المولى عزّ وجلّ عليها بأن جعلها مهبط الوحي ومهد الرسالة وموئل نبوة ورسالة خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم والتي تبادر دائما لدعم كل عمل إسلامي مشترك..
وأهمية مؤتمركم هذا الذي ينعقد برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- تكمن في أنه امتداد لمؤتمر القمة الاستثنائي الذي عقد في مكة المكرمة عام 1426هـ بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الذي استشعر -حفظه الله- حاجة قادة الأمة للاجتماع والتلاقي وبحث كل ما فيه مصلحة شعوبهم وأمتهم والعالم أجمع. وقد كان مؤتمرا استثنائيا بحق.
فقد سبقه كما نادى خادم الحرمين الشريفين اجتماع لمفكري وعلماء الأمة ليضعوا رؤاهم على مائدة القادة كما تمخضت عنه خطة عشرية مستقبلية للعمل الإسلامي المشترك تناولت العمل الإعلامي المطلوب والذي تجتمعون اليوم لتجسيده حراكا فاعلا وحقيقيا على أرض الواقع بإذن الله..
إن الإعلام أيها الاخوة.. قوة مهمة ومحورية في تشكيل الهويات والواقع الاجتماعي ومؤثر بالغ الأهمية في تشكيل الوعي السياسي وقناة لا بد منها لتبادل المعلومات والتواصل بين المجتمعات والثقافات.
وأملي أن نتمكن نحن بداية في دول منظمة المؤتمر الإسلامي أن نفتح قنوات الاتصال فيما بيننا ونوسع ونعمق من دائرة معرفتنا بعضنا ببعض ونكثف من تبادل المعلومات وتوفيرها بين شعوبنا ونرسخ ونطور من مؤسسات العمل الإعلامي المشترك تحت مظلة المنظمة.
إذ لا عذر لأحد منا أن نستقي معلوماتنا عن بعضنا البعض من مصادر أخرى وأن نعرف عن بعضنا البعض أقل مما يعرفه الآخرون عنا وأن يدور إعلامنا في فلك غيرنا.
وفي ذات الوقت أن نسعى بمهنية عالية ورؤية واضحة وبرامج حسنة التخطيط وجهد مثابر دؤوب في أن نقدم صورة الإسلام الحقيقية للعالم أجمع.
الإسلام بحضارته وتراثه ومقاصده وعقيدته وشرعه الذي آخي بين الشعوب وساوى بين الأجناس وقرب بين الطبقات وضرب القدوة في التسامح والعدل والأخذ بالحوار والانفتاح على مختلف الحضارات.
فالإسلام أيها الاخوة هو دين للإنسانية دون استثناء. وإعلامنا يجب أن يتصدى للذين يودون احتكاره من داخله أو يشوهونه من خارجه.
أيها الاخوة.. ان فرص نجاحكم كبيرة.. وأمتكم أمة عظيمة وبتوفيق من الله وبسعة أفقكم وحسن إدراككم سيكون هذا المؤتمر بإذن الله انطلاقة فاعلة وجديدة في مجال العمل الإعلامي المشترك.
والله أسأل النجاح والتوفيق للجميع.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعد ذلك أعلن وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية الدكتور عبد الله الجاسر انتهاء الجلسة الافتتاحية.
إثر ذلك تشرف أصحاب المعالي والسعادة وزراء الإعلام في الدول الإسلامية رؤساء الوفود وسفراء الدول الإسلامية بالسلام على صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز.
بعد ذلك غادر سمو ولي العهد مقر الحفل مودعا بمثل ما استقبل به من حفاوة وترحيب.
حضر الحفل أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين.
|